العدد 3344 - الأربعاء 02 نوفمبر 2011م الموافق 06 ذي الحجة 1432هـ

المصالحة الوطنية وجرعات الأمل

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ليس عيباً أو مهانة أن يقدم كل طرف تنازلاً للآخر، وليس عيباً ان يقدم نظام تنازلاً لشعبه، بل هذه قمة الحكمة وينمّ عن أخلاق عظيمة للحاكم، بل بالعكس، كلما أعطى الحاكم شعبه، ما يرتضيه ارتفع شأناً وحبّاً وهيبة بين الناس.

لذا بات من الضروري ومن الأهمية البالغة العمل على إنهاء حالة الاحتقان بعرض المبادرات من قبل النظام حتى نتخلص من حالة الاحتقان المتزايد، والاتجاه نحو المصالحة الوطنية التي تدفع بالتئام الشعب مع الحاكم.

إن الدفع نحو المصالحة الوطنية، يتطلب مزيداً من المبادرات الجريئة للشعب، بهدف استقرار البلد أمنياً، ولِلملَملة جراحات الشعب، واحتواء الاحتقانات والحقد المتبادل. ونحن لا نعتبر أن هذه التنازلات مهانة، وإنما قمة الأخلاق والحكمة في السيطرة على الوضع القائم، فالقائد الحكيم تكون لديه قراءات جامعة.

لمّ الشمل أمر حتمي، والمصالحة بين الحكم والشعب أمر ضروري ليعمّ الخير أرجاء الوطن. فهل نحن واعون لأعدائنا، مِمَن يعمل على شق الصف ويزرع الحقد بين أبناء الشعب. فإن ما يجري في بلدنا قضية بحرينية خالصة، ويجب حلها في الإطار السياسي المحلي، كما يقول المثل «ما حك ظفرك مثل جلدك... فتولَّ أنت جميع أمرك». لذا لا نقبل تدخلات من أحد، حيث أن التدخل في شئوننا يعقد الموقف، ونصبح نأتسر لأجندات خارجية لإرضاء دول على حساب المصلحة العامة. كما أن لمّ الشمل يحتاج إلى وقف من يدعو إلى ضرب الناس ببعضها البعض، وتجريم من يحرض على الكراهية ويزرع الحقد بين الناس.

بعد هذه المقدمة، لزم علينا وضع مشروع مصالحة، بضخ جرعات بلسمية تهدئ من النفوس الغاضبة، وبدايتها أول خبر سمعناه الذي أثلج صدورنا - إرجاع المفصولين في غضون أسبوعين - الذي أعطى بصيصاً من الأمل، ولكننا نرتقب مزيداً من الجرعات الجريئة - الإفراج عن جميع المعتقلين - للوصول إلى الاستقرار الأمني ومن ثم إلى المشروع الكبير المرتقب الذي يهدف إلى مزيد من الحرية والديمقراطية.

نحن نتفهم بأن هناك من لا يريد لهذا البلد أن يستقر حتى لا يخسر مصالحه، ولكن بوعينا وإرادتنا وحسن النية بين الحاكم والمحكوم، سنتغلب على الأعداء إذا ما طرحت المشاريع الهادفة التي تؤلف بين القلوب.

كذلك مزيد من حقن الأمل تفتح أفقاً ناصعاً مضيئاً ينور الطريق نحو الخير، ويطفئ النار الملتهبة في نفوس من وقع عليهم الظلم. بالمقابل هذه الجرعات تحقن الأشرار كالإبر الواخزة في قلوبهم الحاقدة لعلاج نفسياتهم المريضة.

في النهاية، ننتظر كثير من الأمل ويحدونا تفاؤل عظيم لطرح أفكار ومشاريع إصلاحية تُذوِّب الخلافات والأزمات التي تتلخص في الأسئلة التالية.

أليس حَرِيّاً بنا النظر إلى مصلحة البلد بطرح مزيد من الإصلاحات؟

أليس حَرِيّاً بنا النظر إلى المصلحة العامة بعيداً عن أزمات تفرقنا؟

أليس حَرِيّاً علينا وقف الانتهاكات التي تحصل ضد الشعب لاستئصال الكره المضاد؟

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3344 - الأربعاء 02 نوفمبر 2011م الموافق 06 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:16 م

      نعم هناك من لا يريد الإستقرار لبحريننا

      والله لو كان الأمر بين المعارضة والنظام لكنا إنتهينا من هذه الأزمة و عشنا أحلى الأيام، ولكن هناك جهات وأفراد لا يريدون الخير لبلدنا ويدعون لى عدم التسامح والإنتقام لتأجيج الفتنة أكثر مما هي مؤججة، بل يتمادون أكثر و يبادرون بالإعتداء على الطرف الآخر كما حدث في المحرق عندما وصلت باصات تقل نماذج من هؤلاء و اعتدوا على مراسم العزاء التي سمح بها حكامنا الكرام منذ مئات السنين و حتى يومنا هذ و نحن نعيش عهد جلالة الملك حفظه الله، ونشهد كم تلاقي المآتم و مراسم العزاء من دعم و تسهيل من لدن جلالته.

    • زائر 5 | 5:51 ص

      من يعتقد الشعب أولا

      المسئول الذي يضع كرامة الشعب وحريته خط أحمر ، سوف لن يعتقد بأنه انتقاص في حقه اذا تنازل للشعب

    • زائر 4 | 3:06 ص

      تحياتي للكاتب

      أشكرك بعنف وأهم شيء اطلاق سراح المعتقلين لرجوع الأمن.

    • زائر 3 | 1:52 ص

      لا فض فوك

      أليس حَرِيّاً بنا النظر إلى مصلحة البلد بطرح مزيد من الإصلاحات؟

      أليس حَرِيّاً بنا النظر إلى المصلحة العامة بعيداً عن أزمات تفرقنا؟

      أليس حَرِيّاً علينا وقف الانتهاكات التي تحصل ضد الشعب لاستئصال الكره المضاد؟

      كلام قوي ويحتاج لعقول كبيرة

    • زائر 2 | 1:47 ص

      صح لسانك

      كلام في غابة الصواب والموضوعية. أرجو من المعنيين الأخذ به لأنه يصب في مصلحة البلاد والعباد.

اقرأ ايضاً