العدد 3345 - الخميس 03 نوفمبر 2011م الموافق 07 ذي الحجة 1432هـ

الطريق الثالث

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

صحيح أن المجتمع البحريني منقسم الآن إلى قسمين، من يطالب بالإصلاح، ومن يعارض الإصلاح بحجة أن الوقت مازال مبكراً لاتخاذ خطوات أكثر تقدماً يمكن أن تربك الواقع الحالي وتفرض واقعاً يغلب جهة على أخرى. ولكن الصحيح أيضاً أن المجتمع انقسم طائفياً، فهناك من أدخل الخوف في نفوس المواطنين وزرع لديهم قناعة بأن ما سيحصل عليه الطرف الآخر من مكاسب - في حال إجراء الإصلاحات – إنما سيكون على حسابهم، ولذلك أصبح هذا الطرف يخاف من أي مكسب يحققها الطرف الآخر.

ما لا يستطيع أحد إنكاره للأسف هو انشطار المجتمع البحريني بشكل طائفي، مع وجود أفراد قلائل يتخذون موقفاً آخر عن طائفتها تبعاً لقناعاتهم ومبادئهم أو خطهم السياسي أو حتى مصالحهم. فلقد حددت المواقف مسبقاً بحيث لا يمكن لأي طرف من الأطراف كسب تعاطف حتى أفراد قلائل من الطرف الآخر.

وما لا يستطيع أحد إنكاره أيضاً، أن أية شرارة يمكن أن تشعل ناراً لا تبقي ولا تذر في هذا الواقع القابل للاشتعال في أية لحظة.

في هذا الظرف يجب أن تكون الأولوية هي منع التجاذب الطائفي والإبقاء على نسيج المجتمع ومحاولة فتح طرق جديدة لفهم الآخر للوصول إلى اتفاق يجمع المواطنين ولا يفرقهم، ويزرع الحب بينهم بدلاً من البغض والتشفي ويلغي مخاوف كل طرف من الآخر.

إن المطالب السياسية إن لم تتحقق اليوم فيمكن تحقيقها في المستقبل، فلا أحد يستطيع إيقاف عجلة التطور، وليس من حق أحد أن يمنع القوى المعارضة من طرح مطالبها في أي وقت ولكن إن حدثت فتنة طائفية، فإن ذلك سيدخل البلد في وضع لا يمكن الخروج منه، وسيكرس كرهاً وحقداً لا ينسى سيتوارثه أبناؤنا جيلاً بعد جيل، وسيبعد كل طرف عن الآخر لعشرات السنين.

ولذلك لابد من إيجاد طريق ثالث في هذا الوقت، عندما حدثت الفتنة في خمسينيات القرن الماضي وجد نفر قليل من المواطنين الشرفاء مخرجاً من تلك الأزمة، واستطاعوا أن يوحدوا الشعب البحريني بجميع فئاته وطوائفه تحت قيادة هيئة الاتحاد الوطني بعد أن كادت الأمور أن تصل إلى حرب بين الطائفتين.

لم يكن الوضع حينها أقل شأناً مما نحن عليه الآن ولكن كان لتغليب صوت العقل والاحتكام للعدل والحق استطاع أن يجمع الطائفتين على مطالب هدفت إلى تطوير المجتمع والدولة، تمثّلت في تأسيس مجلس تشريعي ووضع قانون عام للبلاد جنائي ومدني والسماح بتأسيس النقابات.

البحرين لم تخلُ يوماً من العقلاء الذين يرون أن مصلحة البحرين ومواطنيها فوق أي اعتبار، ولذلك فإن الأمل لايزال باقياً في أن يخرج إلينا مثل هؤلاء بطريق ثالث يجنب البحرين طريقاً لا يريد أحدٌ للبحرين أن تسلكه

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3345 - الخميس 03 نوفمبر 2011م الموافق 07 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:47 ص

      عين العقل

      هذا هو الطرح الذي يجب ان يسود في هذه المرحلة، والطريق الثالث لا يعني التخلي عن المطالب المشروعة، وانما الانطلاق منها، ولكن باعطاء وحدة الشعب الأولوية الكبرى في ظروف الانقسام الحالي. تسلم ايدك كاتبنا العزيز

    • زائر 5 | 4:37 ص

      لاطريق ثالث وإنما الإصلاح

      الإصلاح ضد الفساد ومن يعارض الإصلاح فهو مفسد ومتخلف عقلي لايجمع كالمشخال وشعبنا الواعي المثقف لايمكن أن يساير هذه .... والتي لاتمثل الانفسها أما شعبنا فسوف يستمر بمطالبه الشرعية الحقة ولن يتنازل عنها .

    • زائر 3 | 1:21 ص

      يا اخ جميل حسب هذه المقولة يجب ان تذهب اجيال ولا تنعم برؤية هذا الاصلاح

      في الشرع الديني يمقت عملية التسويف في التوبة والتأخير في ذلك.أيضا في الامور السياسية والاجتماعية التسويف امر ممقوت ولا يقره عاقل بحجة اننا لسنا بمستوى النضوج الذي يجب ان نبدأ فيه وهذه مقولة في غاية البطلان. ان الانسان مخلوق يستفيد من تجارب الآخرين وليس عليه في كل امر ان يبدأ تجربته بنفسه حتى يقتنع بنجاحه والا لو حدث هذا لما تقدمت الشعوب. بمعنى آخر يجب علينا ان نبدأ حيث انتهى الآخرون حتى نستفيد من تجاربهم ونوفر الوقت وإلا سنبقى نراوح مكاننا
      اذا ظللنا نعمل بمقولة المسوّفة

    • زائر 1 | 12:53 ص

      هناك طريق واحد

      وهو طريق المطالبة بالاصلاح، وباقي الطرق انما وجدت لتحريف مسار الطريق الأول بما فيهم طريقك الثالث عزيزي.

اقرأ ايضاً