العدد 3352 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ

غياب الدور الفاعل للقوى الديمقراطية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الوضع المتأزم الحالي أرجع البحرين خطوات كبيرة للخلف، سواء فيما يتصل بمستوى الحريات العامة أو الانشقاق الطائفي أو حتى النشاط الاقتصادي، ما يعني أن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن المزيد من التراجع والمزيد من الخسائر.

ومن المؤسف أن ينقسم المجتمع البحريني المعروف بتلاوينه وتوجهاته المختلفة إلى قسمين لا ثالث لهما، وكأن المجتمع قد شطر بسكين حادة، في حين كان من المفترض أن يتشكل فريق ثالث يحفظ التوازن ويكون حاجزاً يمنع تصادم الطرفين في ظروف معينة، وجسراً يصل بينهما في ظروف أخرى.

ما يؤخذ على المثقفين والشخصيات الليبرالية والديمقراطية أنها اتخذت موقفاً ثابتاً مع طائفتها، بغض النظر عن توجه هذه الطائفة أو عدالة المطالب، أو حتى أسلوب طرحها، وإن كان هناك بعض الحالات البسيطة التي اتخذت موقفاً مغايراً. ولذلك وجدنا أن البعض قد تحوّل تحولاً جذرياً، فبعد أن كان إصلاحياً ينتقد الممارسات الخاطئة وحالات الفساد والتعدي على المال العام، أصبح من أشد المدافعين عن الوضع القائم والمنتقدين لدعوات الإصلاح. كما وجدنا حالات انقلبت لتكون في صف المعارضة بعد أن كانت محسوبةً على خط الموالاة.

هذا الموقف لم يعد مفهوماً، فكيف غاب المثقفون كفئة وذابوا في طائفتهم ولم يصبح لديهم موقف موحد ينسجم مع مبادئهم وأفكارهم.

الحديث لا يدور هنا حول عدالة المطالب أو خطئها، كما أن ذلك لا يعني طائفية المطالب بأي حال من الأحوال، وإنما عجز القوى الديمقراطية والليبرالية في خلق تيار ثالث يكون صمام أمان للمجتمع، ويدفع باتجاه الإصلاحات من موقع آخر.

ما نمر به الآن من انشقاق طائفي يتطلب وجود هذه القوى حتى لا ننجر وراء البعض نحو التصعيد بدلاً من البحث عن ما يمكن أن يكون مخرجاً من هذه الأزمة. فالبعض يريد جر البحرين قسراً لمرحلة من العنف والعنف المضاد، بهدف إجهاض خطوات الإصلاح، أو في أحسن تقدير تأجيلها لحين ترتيب أوراقه ويكون مستعداً للمرحلة الجديدة.

كما أننا نحتاج لهذه القوى للجم الأصوات الداعية للفرقة ونشر الكراهية والتشفي، فلو كانت القوى الديمقراطية فاعلة ومؤثرة لما استطاع البعض تخوين نصف المجتمع ونعته بالعمالة للخارج.

إننا بحاجة لهذه القوى لتهيئة المجتمع للتصالح مع نفسه وعودة اللحمة الوطنية كالسابق

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3352 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:05 ص

      الى معلق رقم2 لا يهم من يكون ولن الاهم الحقوق

      نحن ليس همنا ان تحكمنا العمامة بقدر ما يهمنا ان تحكمنا العدالة والكرامة للمواطن لا تحاولوا تحريف المطالب. هي مطالب وطنية بحتة يشترك فيها صاحب العمامة وصاحب القمامة كلهم مواطنون ولهم حقوق.
      ..........

    • زائر 4 | 4:06 ص

      الي زائر رقم 2

      ومن هم السياسيين يا اخي. نرجو التوضيح

    • زائر 3 | 4:01 ص

      كلام جميل

      والله وماحلفت عبطا , لو مرضى النفوس من كل الاطراف بس تاخذ اجازه , وتترك المجال للعقلاء , كان احنا بخير , الشيعي يقول انا الحق والسني ايقول انا الحق والمعارضه والحكومه كل يشوف روحه على حق , يااخي تبادر لجنه محايده خبيره في السياسه وعندها دبلوماسيه وتقترح حلول مقبوله عند الكل , وتقرب وجهات النظر , لكن وين عاد هالمخلصين وينهم , مو عيب عليكم كل ايقول منصورين , منتصر على من على عدوك البحريني والل عيب وحرام

    • زائر 2 | 3:18 ص

      دعني أكون صريح معك من أجل خير الوطن

      دعني أكون صريح معك من أجل خير الوطن ... أنا سني لن أقبل أبداً أن تحكم البحرين من قبل قوى طائفية مثل الوفاق ... و أنا متأكد أن أخي الشيعي لن يقبل أبداً أن تحكم البحرين من قبل قوى طائفية مثل الأصالة و المنبر ... أنا أريد أن تجلس العمامه و اللحية في المسجد و المأتم فقط و أن يتركوا السياسية للسياسيين . هذا هو الحل الوحيد لبلد شعبه مقسوم 50/50 طائفياً .. صدقني يا أخي غير هذا الحل لا يوجد و الحركة المدنيه الجديده يجب ان لا تكون من الحركات اللبرالية القديمة التي أثبتت فشلها . نريد حركة جديده تجمع الكل

    • زائر 1 | 12:38 ص

      تغير المنطق وتغيرت المقاييس وأصبح الفساد امرا محمودا

      رغم مخرجات البرلمان الكسيح وما ظهر للناس من فساد إلا أن البعض يصور البحرين المدينة الفاضلة التي لا تحتاج الى اصلاح جذري وان ما يحصل من مكياج خارجي لن ينفع في ظل تراكمات أنزلت اليأس والاحباط لدى المجتع الاصلاحات الشكلية ترحل بعض المراحل وتؤجل بعضها ولكن الوضع يزداد سوءا.
      هناك ناس لا يرون الا مصالحهم الخاصة بغض النظر
      اين تصب هذه المصالح في دمار الوطن او خرابه
      المهم نصيبه من الكعكة
      من ينظر للوطن بنظرته هو دون الأخذ بمعاناة الآخرين
      فلن يعرف آلامهم ومعاناتهم

اقرأ ايضاً