العدد 3470 - الأربعاء 07 مارس 2012م الموافق 14 ربيع الثاني 1433هـ

من يعتذر لمن!

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

ضغطة زر واحدة على محرك البحث في أية صحيفة محلية أو منتدى إلكتروني تحيلك إلى عشرات التصريحات المتكررة التي يطلقها البعض والتي تتحدث عن أن أي حوار وطني لا يكون إلا باعتذار قوى المعارضة لبعض التيارات التي تأثرت نفسياً وعقلياً وجسدياً من المطالبات المستمرة بديمقراطية رصينة، يحترم بها الإنسان وتصان كرامته.

والعجيب من هذه الدعوات المتكررة أنها تأتي وخطيئة هدم بيوت الله التي يذكر فيها اسمه لم تمح بعد، فليت هذه الغيرة الشرعية والوطنية تنبجس لدى هؤلاء فيطلبون ممن قام بهدم المساجد الاعتذار، أو على الأقل يدعون الجهات المعنية للسماح للأهالي بوضع الطوب لحفظ مواقع هذه المساجد التي محيت عن وجه الأرض، فحتى اليوم ما أن يضع الأهالي طوبة لحفظ معالم أي مسجد مهدوم إلا وترى أثرها قد خرب ودمر بعد يوم أو ربما في اليوم ذاته.

إن هدم المساجد الذي بدأ منذ مارس 2011، لن يمحى من ذاكرة البحرينيين، وسيؤرخ لحقبة يذكرها أبناؤنا جيلاً بعد جيل، إذ لا مبرر أو مسوغ شرعياً أو أخلاقياً أو حتى سياسياً لهدمها وتسويتها بالتراب، وأياً كانت دوافع هذا العمل، فإن الصمت أصاب أصحاب دعاوى التسامح والوطنية في مقتل.

إنك لا ندري حقيقةً من هو أحق بالاعتذار، بعد كل هذا الاستهداف الذي طال منتسبي مكوّن محدّد من المجتمع بالقتل والاعتقال والفصل والاعتقال ومحاربة الأرزاق والترويع وبث الخوف في النفوس والإهانات طوال أشهر، فحتى من لا ذنب له ولا علاقة له بكل ما جرى من أحداث، أصبح مستهدفاً، بل أوذي ووشي به وأقصي وأهين، ولم يبقَ أحد إلا وله في نفسه ذكرى حزينة مما حدث.

ما تعرض له أفراد الكادر الطبي، واستمرار محاكماتهم حتى اليوم، لا لذنب أجرموه غير تأدية واجبهم المهني الإنساني في وضح النهار، وأولئك الأطفال ومنهم الرضع الذين قطفت أعمارهم، وغيرها من انتهاكات... كلها قصص وحكايا توضح ممن يجب أن يكون الاعتذار.

نعتقد أن من يريد مصلحة البحرين وأهلها، عليه أن يكون صريحاً مع ذاته أولاً، لأن السياسة تذهب وتتغير وتتلون، ولا يبقى للإنسان إلا عمله وقوله الذي سيلقى الله به وحيداً، حيث تشهد عليه جوارحه التي ينطقها العزيز العليم.

وعلى رغم ذلك نقول، مصلحة البحرين وخيرها، لا تنتظر اعتذار هذا الفصيل أو ذاك لتتحقق، أيدي البحرينيين جميعاً بيضاء لا تتلون بتلون الأحداث والمواقف، وهذه الأيدي ستظل ممدودة لكل كلمة خيّرة جامعة تنشد الكرامة لكل البحرينيين بسنتهم وشيعتهم وبكافة فئاتهم وأعراقهم.

مصلحة الوطن لا تكمن في خطابات الكراهية من أي طرف كان، ولا في محاكم التفتيش ولا المحاكمات التي تقدم على الهواء مباشرة، ولا في الحلول الأمنية أو استهداف المساجد أو إغراق المناطق بمسيلات الدموع، ولا في أوراق توزع هنا أو هناك تحت مسمى المصالحة الوطنية.

الجرح الذي أصاب البحرينيين عميق، وعمقه وألمه هو الذي يجعل الناس مصرين بحراكهم السلمي على ألا يتكرر ما جرى عليهم بأبنائهم.

الناس متفائلون بأن الخير فيما وقع، على رغم قسوته وألمه لأنه جرى بعين الله. وهم واثقون بأن الخير مقبل على الجميع في وطن يحتضن جميع أبنائه، تشرق فيه شمس الحرية والكرامة والمساواة. وطنٌ معافى لا تمييز فيه ولا طائفية، سواحله وأراضيه مصانة، لا تُهدم فيه المساجد.

وطنٌ متعدد الطوائف موحدٌ في الحب والانتماء، واثقون أن ذلك قادم لا محالة

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 3470 - الأربعاء 07 مارس 2012م الموافق 14 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 4:57 ص

      نقول لتعليق رقم 11

      انت اتق الله في نفسك فغالبية المساجد التي هدمت لها تاريخ اقدم مني ومن جدي وجدك فاتق الله ولا تردد كلام لا تفقهه.
      وحتى المساجد الحديثة الصدور لم تبنى على ارض تعوج ملكيتها لأحد هي ارض ملك الدولة وإلا لما استطاع احد وضع حجر على حجر عليها. ليش هل تعتقد بأن من سرق الأراضي في البحار والبراري مستعد لأن يتنازل عن شبر لمسجد.
      هناك بعض المساجد حديثة في مدينة حمد بنيت على ارض رحمانية لعبادة الله واعتقد ان الحكومة ما قصرت
      من تعطيل بناء الكثير من المساجد للشيعة

    • زائر 22 | 3:45 ص

      الى رقم 6 المحترم

      في تقرير بسيوني اقر بان هدمت ستة مساجد مرخصة وعليها وثائق رسمية لماذا هدمت هذة ستة المساجد مادام هي قانونية ؟ اتمنى ان تطلع على تقرير بسوني واتقي الله في روجك

    • زائر 20 | 3:39 ص

      ...

      هدموا مساجدنا واستباحونا ويريدوننا نحن أن نعتذر!!! حتى حكم الغاب اشرف مما نحن فيه

    • زائر 19 | 3:28 ص

      حنا هل الدار اولها وتاليها

      حنا هل الدار اولها وتاليها وما نطالب به حقوق وليست منّة من احد علينا.
      وهذا الهراء الذي يتناوله البعض لقلب المقاييس لن يجدي نفعا فالحق يبقى حقا ولو حاول العالم كله التضليل وسيبقى حقا ولو طالب واحدا فقط.
      ذلك في القضايا الحقوقية لو ان قضية معين اقيمة في المحاكم ومن ييتابعها شخص واحد وقد تحقق له الشرعية في ذلك فهل يعني كونه شخصا واحد ينزع الحق منه؟
      كذلك نحن شعب البحرين سنظل نطالب بحقوقنا مهما قيل وسيقال ذلك شأن من يريد ان لا يسلم الحق لاهله

    • زائر 18 | 3:26 ص

      المقال جميل..

      أبو علي لقد أصبت عين الحقيقة وكتاباتك من جميلة الى أجمل فحقا انت من الكتاب الذين نفخر بوجودهم في الوسط ( المتألقة دائما).

    • زائر 17 | 3:10 ص

      هذه وصمة عار للذين طالبوا بالاعتذار

      لانهم لا يفكرون في المستقبل الذي سينقشه تاريخ البحرين وكيف كان هؤلاء اشد خذلانا ممن لديهم السلطة

    • زائر 16 | 3:00 ص

      الاعتدار شئ حضاري ولكن لمن ؟

      طوال الفترة الماضية قاومت كل الظغوط لدخول الكراهية الي نفسي ضد الاشحاص ممن اتهمونا بالخيانه الخ ... ولكني حينما اعرف يقينا حقيقة هؤلاْء ومن اين هم جاءوا اتدكر اخاني واخواتي الدين تربينا معا في دلك الحي المنامي العريق ... فأرجع ثانية الي جادة الصواب وأقول من هؤلاْء احب بلد التسامح والمحبه . تحية لك ياسيدي

    • زائر 15 | 2:50 ص

      من يعتذر لمن؟

      فعلا أستاذ حسن من يعتذر لمن؟؟؟على الرغم من الإنتكاهات الصارخة ، مازالت المعارضة ترحب بالحوار وتدعو الى لملمة جراح الوطن ، ومن جهة اخرى مازال الإنتهاك قائم ، وانتهاك حرمات البيوت قائم

    • زائر 14 | 1:55 ص

      الحالة النفسية

      لقد تابعت بنفسي الحالة النفسية التي يعيشها التيار الاقصائي المتغطرس فهو مسنود نفسياً بكبار القوم الذين يزينون له الخطأ ويحولونه الى صح وهؤلاء لا يصمدون الى أبسط حوار وأنما تتحكم في أنفسهم أسلوب التعالي على الاخرين وهي صفة يدمها كل عاقل فهم عندما يطلبون الاعتدار لايتصنعون وأنما يعيشون في هذه الاجواء المسنودة بالرأي الديني الذي يصور لهم أن الطرف الاخر علي باطل وهم فقط على حق وهذا التيار سرعان ما ينقلب على أصحابه من أجل المصلحة

    • زائر 13 | 1:44 ص

      لا للمزايدة

      الحكومة اهدمت أربعة صنادق بمثابة مساجد غير مرخصة أثنين في مدينة حمد و واحد في مدينة عيسي وواحد في المحرق.....لم نقوم الدنيا عليها لأنها غير مرخصة وطريقها في المحاكم ولم نسيسها وندعي ونتهم انهم كذا وما يخافون الله ومن هالكلام..العاقل يوزن الأمور....والمتشبع ومتعطش للتصعيد يتقنص المشاكل ويعقدها

    • زائر 12 | 1:39 ص

      اتقو الله

      لا احد يستخدم قضايا مدنية وخلطها بالله ...هناك محاكم هي المسئولة عن اظهار الحق ...فهل يحق لي ان اسور ارض لناس وأقول لهم هذه مسجد وعليه لا بد ان يقبلو والا هم لا يخافون الله ..ماهذا الخلط والغلط......اذا كانت نوايا لماذا لم تهدم باقي المساجد؟

    • زائر 11 | 1:33 ص

      الحكمة تقول

      السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم

    • زائر 9 | 1:15 ص

      جوهر المقال

      (وطنٌ متعدد الطوائف موحدٌ في الحب والانتماء، واثقون أن ذلك قادم لا محالة)
      سلمت أناملك

    • زائر 8 | 1:08 ص

      لا ظلامة كظلامة شعب البحرين

      سوف يسجل التاريخ لاهل البحرين ظلامتهم كما سجلها لشعب فلسطين إذا لا تفرق هذه عن تلك قيد انملة

    • زائر 7 | 12:51 ص

      اطلع من بيتك بنزله

      هذا اللي يقول المال مال ابونا والقوم حاربونا الديرة ديرتنا والحمد لله احنا مضيافين وواسعين الصدر بس مو معناتها اذا حصل احد على جنسيتنا يجي يساوم على وطنيتنا وولاءنا للبلد.
      احنا اهل الدار وأصلها وفصلها وكل واحد يتكلم عن الوطن والمواطنة والولاء للوطن يشوف اصله من وين
      وبعدين يتكلم.
      هذي بلد اجدادنا من قبل الاسلام وبعد الاسلام ولنا تاريخ طويل يشهد وقد رويناها من دمائنا وعرقنا والحين كل واحد فاتح فمه ويصرخ الولاء والوطنية وناس تقذفنا بكلمات نابية وعلينا ندافع! الزمن ولّى وما لاحد كثرنا بهالديرة

    • زائر 6 | 12:41 ص

      نقولها نحن شعب البحرين واصله وم أخطأ في حقنا فعليه هو الاعتذار

      المساومة على وطنيتنا ونحن اصل وتاريخ البلد وسكتنا على ذلك سنين والآن وبعد مطالبتنا بحقوقنا يقوم البعض وكأنه احرص على البلد منا وكأننا دخلاء هذا لا يمكن قبوله لقد ولى ذلك الزمن. وسوف نحاسب كل من أخطأ في حقنا في الأجهزة الأعلامية وفي الصحف
      وإن لم يسعفنا القضاء المسيس هنا فسوف نرفع قضايانا لمحاكم الخارج هذا حق ولن نسكت عنه ومن لديه بذاءة لسان وقذارة فم فليعرف اننا لن نقبل ان ينتقص احد منا. لقد سكتنا طويلا من اجل اللحمة الوطنية ولكن البعض يرى ان سكوتنا ضعفا فنقول كلا
      لن نسكت

    • زائر 5 | 12:27 ص

      وجوب الأ‘عتذار للمجني عليهم والمهدمة مساجدهم ( نونو الصغير )

      يقول بعضهم شارحا ومفصلا ما حدث في قضية منع الأذان في احد مساجد المحرق ويبرر ويضع الحلول ويسأل ويناقش ، ويجد المخارج لما حدث ، وما أن يصل لهدم المساجد وحرق القرآن حتى ينتفض ويعود لطبعه وما جبل عليه من ترديد الأكاذيب حول هدم المساجد وانه ليس مصدقا انه اهين القران وهدمت المساجد !! ياللعجب من هكذا نفوس مريضة تدعي الثقافة والفهم ولكن الطائفية وتالعنصرية والكره للآخر أعمتهم عن نظر الحقيقة ، فهل تنتظر من هؤلاء انصاف حتى وان كان ذلك متعلق بالعقيدة وبعيد عن السياسة .

    • زائر 4 | 11:43 م

      الاعتذار لايلغي المسسئوليه

      محصلة مقالك اخي العزيز التحول الديمقراطي ليكون الشعب مصدر كل السلطات لكي لاتنتهك حقوقه وتسرق ثراواته ويحصل على حقوقه السياسيه والمدنيه التي نصت عليه مواثيق وعهود الامم المتحده

    • زائر 3 | 11:12 م

      افكار جورج دبليو بوش

      ان لم تكن معنا فاانت ضدنا لأ ثالث لهما وانا اتسائل هنا عندما ينعم مجتمعأ ما بلرفاهيه والتقدم العلمى والمعيشى بكل اطيافه ويستشعر الفرد فى هاده المجتمع بلحريه وحفاضا على حريه الأخرين والأنسجام ويعم الخير على الجميع فى اخر المطاف من المستفيد الأول هو الوطن ام المواطن اثنان لأ يتفقان معأ العدل و الظلم الصدق و الكدب

    • زائر 2 | 10:54 م

      حسبي الله

      مساجد تهدمت
      وناس تعذبت على مجرد تعبير عن الراي
      وغيره وغيره

      ما ظن هناك اي علاقه بكلمة اعتذار

      وجميعنا مسلمين وعشنا مئات السنين على ارض واحده ولا يفرقنا احد عن احد مهما كانت اساليب الفتن

    • زائر 1 | 10:09 م

      محاكمة الجلادين أولا

      يجب محاكمة الجلادين ومن أصدر لهم الأوامر باعدام الشعب أولا قبل الحديث عن أي مشروع حتى لا تتكرر هذه الجرائم وخصوصا عنمدا يمنحوا الحصانة من ملاحقة القانون مثل قاونو 56 الظالم ، لأن هذا المطلب يمثل مفهوم العدالة وبدونه لا يمكن أن ترجع لمياه إلى مجاريها

      تحياتي / ابو سيد حسين

اقرأ ايضاً