العدد 3478 - الخميس 15 مارس 2012م الموافق 22 ربيع الثاني 1433هـ

أميركا اللاتينية مختبر للعملة الصينية

وضعت الصين إقليم أميركا اللاتينية وبحر الكاريبي نصب أعينها كمختبر لتجربة اليوان - أو الرنمينبي حسب اسمه الرسمي - وذلك كعملة تحل محل الدولار في مجالات تجارتها واستثماراتها المتزايدة في المنطقة.

في هذا الشأن، صرح الخبير الاقتصادي البرازيلي رودريغو برانكو، أن الأزمة المالية اندلعت في العام 2008 في الولايات المتحدة، ثم قفزت لتؤثر بقوة على الدول الصناعية خاصة، وهو الأمر الذي دفع الصين للتشجيع على السعي لاستخدام عملتها في معاملاتها مع شركائها الرئيسيين. فقد رفعت الصين - وهي عضو بنك الأمريكيتين للتنمية منذ العام 2008 - حجم تجارتها مع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بما يقرب من 16 مرة منذ عقد من الزمن، ليبلغ 188,000 مليون دولار في العام الماضي. وفي حالة البرازيل وحدها، بلغ حجم التبادل التجاري مع الصين - التي تعتبر أكبر مستثمر وشريك تجاري لها - إجمالي 77.000 مليون دولار في العام 2011، ما يعادل زيادة بنسبة 37.5 في المئة مقارنة بالعام 2010. في هذا السياق، صرح الخبير الاقتصادي ومدير جمعية التجارة الخارجية في البرازيل، جوسيه أوغوستو دي كاسترو، «لقد كثف العملاق الاسيوي تمويله للبنية التحتية في المنطقة بغية تعزيز قدرتها على الإنتاج وضمان مصادرها من المواد الخام، مع السعي لخفض أسعار وارداته» من الإقليم.

وهنا، وفي سياق هذا التمويل وذلك الحجم من التبادل التجاري، يأتي دور العملة الصينية، اليوان كما هي معروفة عالميا، وإن كان اسمها الرسمي في الصين هو الرنمينبي. هذا الدور يتبلور، على سبيل المثال، في القروض المقدمة لدول مثل فنزويلا التي تربطها علاقات استراتيجية مع الصين، حسب قول الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. هذا ولقد أشار مقال على صفحات صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إلى أن مصارف الدولة الصينية تتطلع لتوسيع القروض التي تقدمها لدول أميركا اللاتينية الموردة للمواد الخام الرئيسية والمعادن والمواد المغذية، مع تحفيز استخدام اليوان بدلا من الدولار، وذلك كجزء من استراتيجية الصين لتعزيز عملتها في التجارة الدولية. وحاليا، يتفاوض بنك التصدير والاستيراد الصيني مع بنك الأمريكيتين للتنمية على إنشاء صندوق باليوان بما يعادل 1000 مليون دولار، وذلك لتمويل مشاريع البنى التحتية. وكانت المؤسستان قد وقعتا اتفاقا في سبتمبر الماضي، التزم بنك التصدير والاستيراد الصيني بموجبه بتقديم ما يصل إلى 200 مليون دولار لتمويل التجارة بين الصين وهذا الإقليم، على أن يكون جزء من هذا الإجمالي بعملة اليوان.

العدد 3478 - الخميس 15 مارس 2012م الموافق 22 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً