العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

كل عام ونحن أجمل

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يحتفل العالم في الواحد والعشرين من مارس بيوم الأم، هذه المرأة العظيمة التي لا تقوم الحياة دون وجودها، ولا تستوي الدنيا دون حبها الكبير الذي تغدقه على الإنسان جيلاً بعد جيل، يتنافس الكتاب والشعراء، الموسيقيون، والفنانون، في تعظيم مكانة الأم وذكر اثرها الذي تتركه دائماً في البشرية جمعاء، هذا العام سأنشق عنهم جميعاً، لأتحدث عن الأطفال، هذه الكائنات الصغيرة التي تجعل من المرأة أماً رائعة.

يقبل الأطفال على الحياة فيغيرون تاريخنا الإنساني، يعيدون بناء قلوبنا المتعبة، يجعلون منا كائنات أكثر إنسانية، وعطف، أكثر حناناً وروعة، بل أكثر جمالاً أيضاً، يحدث ان نقرر فجأة أن نتخلى عن كل ما كنا نعتقد انه مهم ذات يوم، ونقبل بالجدول الذي يفرضه علينا هؤلاء الصغار جداً، نسير وفق اهوائهم، وتنحصر ألوان الحياة ببريق اعينهم الدائرية الصغيرة، كم من الأمهات أصبحت حياتهن اكثر روعة بقدوم صغارهن، وكم من اليائسات دبت الحياة في قلوبهن بوصول طفل، كم غير الأطفال من قيمة الحياة في هذا العالم.

للأم فضلٌ عظيم على ابنائها، ولهذا جعل الله سبحانه الجنة تحت اقدامها، لجلال شأنها ومشقة الدور الذي تقوم به، لكن لولا قدوم هؤلاء الصغار لما نالت المرأة هذا الفضل، لما نضجت انسانياً، ولا اصبحت اكثر عطاءً وحباً، ولا قوة وشراسة ايضاً، فالأنثى في جميع المخلوقات هي الأكثر شراسة حين يتعلق الأمر بسلامة صغارها.

حين قال الشاعر الكبير الراحل محمود درويش «أحن الى خبز امي، وقهوة امي، ولمسة أمي» لم يكن يبث شوق قلبه إليها، بل كان يحولها إلى امرأة من التاريخ، فقط لأنها أنجبته، لم تعرف أمه حين أنجبته أنها كانت تبني لنفسها مكاناً في خارطة العظماء الذين سيخلدهم تراثنا الشعري العربي، فكانت قصيدته الخالدة تجتذب القلوب من كل البقاع لتحط في قلب امه.

لاشك أن طفلاً واحداً قادر على ترويض اكثر النساء تمرداً، بهدوئه، ووداعته، بضعفه وحاجته، وقادر ايضاً على جعلها أعظم امرأة حين يكبر ليكون رجلاً عظيماً، ولهذا لنكن ممتنين اكثر هذا العام لأبنائنا، لنشكرهم ونربيهم على الحب والعطاء، التضحية والإيثار، الابداع والخلق، حين يصبح صغارنا فاعلين في الحياة نكون عندها قد اصبحنا نحن ايضاً كذلك، لنؤمن ان الامتنان عملية تبادلية، وأن ما جبلنا عليه لسنوات طويلة من فضل الأم فقط على ابنائها يجب ان يتحول لعملية منفعة متبادلة، فلولاهم لما اصبحت كل الأمهات عظيمات، ولهن من الفضل والذكر ما لهن، لنحتضن هذا العام ابناءنا، ونخبر العالم كم نحن ممتنات لفرصة الأمومة، حين غيرت بنا كل ما بنا لنكون نساءً أجمل، كل عام وأبناؤنا بخير.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:40 ص

      ودنه

      ودنه نعيش في سلام و ويئام

    • زائر 1 | 2:18 ص

      كل عام وأنت أجمل يأيتها المتألقة

      الأم لا يساويها شيء في الدنيا مهما كبر..
      حنان قلبها أوسع من كل الدنيا ..
      أنت طفل صغير في عين أمك تتععطف وتتحنن عليك ولو بلغت أعلى الرتب

اقرأ ايضاً