العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ

طالق بالثلاثة

عمران الموسوي comments [at] alwasatnews.com

.

هذه العبارة المثيرة للحزن والأسى نسمعها دائماً في سياق الأفلام العربية والمسلسلات الخليجية والمعنى لها واضح وصريح وهو أن الزوج قد قرر ودون رجعة لزوجته مرة ثانية. طبعاً المرأة في هذه الحالة لا حول لها ولا قوة وما عليها سوى الاستسلام وتنتظر ما تؤول إليه الأمور بعد الطلاق.

ما دفعني وحمسني وشجعني للكتابة عن موضوع الطلاق ما قرأته أخيرا عن حجم التعويضات التي دفعها ميل جيبسون إلى زوجته بعد معرفتها بخيانته وانتهت القصة بالطلاق في فترة قياسية، هذا التعويض شدني للكتابة عنه ومقارنته بما تحصل عليه المرأة لدينا نحن معشر العرب والمسلمين.

قد يسأل البعض لماذا هذه المبالغات في المبالغ التي تعطى للمطلقة ولماذا يقف القانون في صف المرأة ضد الرجل ولماذا يُرغم بدفع هذه التعويضات الضخمة؟!

بداية وللجواب على موضوع المبالغات، لا يوجد مبالغات ولا هم يحزنون فالموضوع واضح وصريح فكما هو واضح عندنا فهو «للذكر مثل حظ الأنثيين» (النساء: 11) فإن النظام المعمول به في أميركا وأوروبا أيضاً واضح وصريح ومطبق بحذافيره، فعندما يرغب أي كان في الطلاق فهو ملزم بإعطاء زوجته عن طيب خاطر أو بالقانون نصف ثروته التي حققها في فترة الحياة معها من أصول ملموسة أو ممتلكات وخلافه، فبالتالي يحق للمرأة تسلم نصف الثروة وبما أننا من خيرة المتابعين لأخبار النجوم والمشاهير والأثرياء لذا كلنا يعرف تماماً حجم المبالغ التي دفعت للمطلقات على مدى سنين طويلة كم دُفع للمطلقة «وبالبنس الواحد».

لهذا السبب تسلمت زوجة ماردوخ مبلغ 1.7 مليار دولار، وزوجة عدنان خاشقجي السعودي المليونير المطلق في أوروبا من دفع 874 مليون دولار، وكوسك مكاو 460 مليون دولار، وميل جيبسون دفع لزوجته 425 مليون دولار، ومايكل جورد دفع 250 مليون دولار، وآخرون من أمثال هرسون فورد والقائمة تطول.

وحقوق المرأة في نظر العدالة والمحكمة والقضاء، هو أن المرأة بعدما ارتبطت بالزوج وساهمت وضحت بوقتها لتربية الأولاد وترك الزوج يتفرغ لعمله من أجل تحقيق النجاح والتميز أو ما شابه لذا فإنه ملزم بمشاركتها بما حققه من ثروة على مدى السنوات التي لعبت فيها المرأة دور المربية والحاضنة والمدرسة والزوجة والاهتمام بالأولاد منذ نعومة أظافرهم حتى دخولهم الجامعة، لذا من حقها المشاركة بالنصف (ما في أحد أحسن من أحد).

انظروا... هذه هي أوروبا الماكرة الملحدة، وهذه هي أميركا الشيطان الأكبر، وهذا هو تعاملهم مع المطلقات. أنا لا أريد أن أقول انهم أفضل منا أو اننا أفضل منهم، ولكن الأرقام لا تكذب ولا تتجمل، فعلى سبيل المثال لا الحصر: لو تم طلاق الملياردير عدنان في أي دولة عربية أو اسلامية، كلنا سيعرف عن حجم التعويضات التي سوف تنالها زوجته.

هذه التعويضات تؤكد حقيقة ان المجتمعات الشرقية كلها مجتمعات ذكورية بامتياز، فالرجل هو المسيطر على كل مناحي الحياة وإن المرأة بحاجة إلى عشرات السنين لنيل حقوقها، ليس فقط فيما يتعلق بموضوع التعويضات بعد الطلاق فحسب بل هناك حقوق كثيرة لم تنلها المرأة منذ زمن طويل.

«في الإرث للذكر مثل حظ الأنثيين، في الظلم للأنثى مثل حظ الذكرين»، وتلك مقولة صحيحة للكاتبة الكويتية ليلى العثمان، فنأمل أن يساهم الربيع العربي في إنصاف المرأة وتغيير نظرته عنها، فهي الأم والزوجة والعمة والخالة والجدة وهي أجمل ما خلقه الله على وجه الأرض ومن دونها لا طعم للحياة، لهذا علينا إنصافها ورعايتها وإعطاؤها حقها، فلا يجوز أن نبخل عليها بما نملك بل علينا أن ننظر للموضوع من ناحية إنسانية، كوصية النبي (ص) فيها «رفقا بالقوارير»، وبغض النظر عن الأمور الشرعية، ولكن جزاء ما تعبت، وعملت، وربت، وسهرت الليالي فإنها تستحق أن تكون شريكاً في كل ما تحقق في فترة الزيجة، فلولا وقوفها ودعمها وإخلاصها لما تحقق كل هذا، فمن هذا المنطلق ترى أوروبا وأميركا أن المرأة لها حق النصف فيما حققه الزوج في فترة الزواج.

إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"

العدد 3486 - الجمعة 23 مارس 2012م الموافق 30 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:02 م

      حقائق وحقائق يقدمها ابن العلا مة بمناسبة يوم المراة

      يا سلام على هذا الموضوع وعلى هذه الحقائق والارقام كم انت اليوم قدمت اكبر هدية للامراة في يو عيدها ، كم انت ذكي يا ابن العلامة السيد صاحب الشهرة ليس بعلمه فقط لكن انا اعرف حقيقة اخرى لقد قدم والدك ارث كبير للمراة والرجل للبحرين انتم ابناءه وبناته يا ابناء الموسوي كلكم ما شاء الله ثمرة من الذكاء قدمها والدكم رحمه الله لنسائه العزيزات بمشاركتهم طبعا ، وختاما اشكرك على هذا الموضوع بمناسبة يوم المراة العالمي
      رجل مناصر للمراة - البحرين فريق النعيم

    • زائر 4 | 8:32 ص

      الرجل الشرقي

      البعض من الرجال الشرقيين مهما حصل على شهادات ومراكز يضل طفل مدلل ومشاكس يدوس ويحطم ويرمي اللعب بلا اعتناء لكي يحصل على لعبه اخرى ...تربيه ذكوريه انانيه بان الرجل يعمل ما يحلو له ولا حرج عليه

    • زائر 3 | 3:10 ص

      هذا اذا شاركت المرأة ..

      هذا اذا شاركت المرأة الرجل في تكوين ثروته فماذا عن الرجل الذي استغل ثروة زوجته وبنى عليها مجده ؟

      ثم تنكر لها والقى بها بعيدا

    • زائر 2 | 2:16 ص

      المكون للمجتمع أفراد

      كل فرد بما يمليه عليه ضميره وبما يلزمه العقد وشروطه فان غاب ضميره ونكث وعده فلا راد له سوى القانون
      فكم من الافراد هنا وهناك انصفوا وكم مقابل لهم لم ينصفوا

      والكل يتغنى بمظلومية المراة لكن هل هل نظر الفرد منا الى نفسه ما قدم وعمل تجاه المرأة هناك من امتهنها وتاجر بها وبخس حقها ووو
      وبنى مجده عليها

    • زائر 1 | 1:07 ص

      ياعمران انه الحياه الزوجيه

      لو قالت الحقيقه والصراحه الزوجه المسكينه المطلقه لقشعرت ابدان الرجال لهول معانات الانفصال والشرخ والضرر النفسي لا تخيطه مليارات الدنيا وكنوزها ولتعلم الرجال ان الحسره والكسر النفسي في قلب المرْأه الذي يحدثها الطلاق يصعب جبره بكل الماديات انه الطلاق ادام الله عليكم نعمة الموده والمحبه هو من جعل لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وهي احد ايات عظمه الخالق في مزج روحين في بوتقه الحب والود رغم اختلافهم بعض الاحيان في كل شىء سبحان الخالق.....ديهي حر

اقرأ ايضاً