العدد 3493 - الجمعة 30 مارس 2012م الموافق 08 جمادى الأولى 1433هـ

استهلاك الفرد للماء يصل إلى 500 لتر يومياً في الخليج

في معرض أسبوع الترشيد الخليجي في جامعة الخليج العربي

السلمانية ـ جامعة الخليج العربي 

30 مارس 2012

افتتح نائب رئيس جامعة الخليج العربي خالد طبارة يرافقه نائب الرئيس التنفيذي للتوزيعات وخدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء، عدنان فخرو معرض الترشيد الخليجي 2012، المتزامن مع اليوم العالمي للمياه، الذي نظمته هيئة الكهرباء والماء بجامعة الخليج العربي.

وقال نائب رئيس جامعة الخليج العربي خالد طبارة إن التوجه البحثي في الجامعة يركز في المرحلة الراهنة على كيفية زيادة الإنتاج الزراعي لوحدة المتر المربع من المساحة والمتر المكعب من المياه تطبيقاً لتوصيات أجندة القرن الحادي والعشرين، حيث رفع الوعي المائي، من خلال نشر المعلومات، وعقد المؤتمرات والندوات والمعارض، في مواضيع المياه المختلفة، بهدف تنمية الموارد المائية والمحافظة عليها.

وأوضح طبارة ان شعار هذا العام «الماء والأمن الغذائي» يسلط الضوء على موضوع حيوي لدول المجلس، وخصوصا ان 85 في المئة من مياه دول المجلس محدودة، لافتا إلى أن 90 في المئة من موارد مياهها الجوفية تستخدم في القطاع الزراعي لإنتاج الغذاء. إلا ان هذه النسبة العالية من المياه المستخدمة في القطاع الزراعي، وعلى رغم الدعم الكبير، لا يستطيع القطاع تلبية أكثر من 15 في المئة في أحسن الأحوال، من الطلب على الغذاء، والذي من المتوقع أن يتناقص في السنوات القادمة بسبب النمو السكاني المتسارع.

وقال ان جامعة الخليج العربي وعت منذ سنوات لأهمية ثنائية الماء والغذاء، لذلك أنشأت مركز السلطان قابوس للزراعة المتطورة من دون تربة في العام 1997 لتركيز بحوث الأساتذة والطلبة على إجراء التجارب في الجدوى التقنية، والجدوى الاقتصادية لهذه الزراعات، بالإضافة إلى المشروع البحثي على إنتاج الأعلاف التي تستنزف النسبة الأكبر من المياه. مشيرا إلى أن العديد من البرامج الأكاديمية والمشاريع البحثية تخدم الاتجاه ذاته من خلال برنامج الماجستير في الاستزراع الصحراوي وطرق الزراعة المتطورة وبرنامج إدارة الموارد المائية.

وأكد طبارة، في ختام كلمته تمثل قضية الأمن الغذائي هاجسا لدول المجلس في الوقت الراهن، جراء استهلاك القطاع الزراعي للنسبة الأكبر من المياه وضخ الأموال، وتوفير الدعم لقطاع إنتاج الغذاء المحلي، ما دعا حكومات دول المجلس إلى الاستثمار في الأراضي الزراعية في الخارج عن طريق شراء الأراضي أو استئجارها، بهدف ضمان الموارد الغذائية في المنطقة والاحتياط من تقلبات الأسواق، وخصوصا أن دول المجلس تستورد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية، مرحبا بالتعاون الاستراتيجي بين الجامعة وهيئة الكهرباء والماء وجميع الهيئات ذات العلاقة بالمياه في دول المجلس في مجال بناء القدرات والبحث العلمي وخدمة الـمجتمع، لما فيه خير ورقي دول الخليج العربي.

من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي للتوزيعات وخدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء عدنان فخرو أن هيئة الكهرباء والماء تولي اهتماماً خاصاً بالمورد الطبيعي الوحيد للمياه في مملكة البحرين، والمتمثل في المياه الجوفية. وقد وضعت إستراتيجية واضحة من شأنها خفض الفاقد من شبكات توزيع المياه والاستغلال الأمثل للموارد المائية، وأضاف: «رفعت الهيئة القدرة الإنتاجية للمياه عن طريق إنشاء وإدارة محطات التحلية غير التقليدية، من أجل تغطية الطلب على المياه، وخفض السحب من الآبار الجوفية إلى المستويات الآمنة كمطلب استراتيجي، كما تم التركيز على إدارة ضغط تدفق المياه في شبكات توزيع المياه والسرعة في إصلاح التسربات والتحكم بها، واستبدال شبكات توزيع المياه القديمة».

إلى ذلك، ثمن فخرو جهود الأجهزة الإدارية والفنية والأكاديمية بجامعة الخليج العربي، لما لمسه من تعاون كبير مع جهود الهيئة لتخفيض الأحمال أثناء فترات الذروة الكهربائية خلال أشهر الصيف من العام 2011. إذ قال: «أثمر هذا التعاون عن توفير 673 ألف كيلووات ساعة وأكثر من 1670 كيلووات، كما يساهم ذلك في إزالة ما يعادل 336 طنا من الانبعاثات الغازية الملوثة سنوياً».

من جانبه، قال عميد كلية الدراسات العليا وليد زباري ان موضوع أمن الماء والغذاء في الخليج بات أولوية في دول المنطقة وأحد أهم الموضوعات الإستراتيجية ذات الاهتمام العالمي، إذ يشغل هذا الهاجس حيزاً كبيراً من الاهتمام على اعتبار أن المياه تشكل أهمية كبرى تفوق أهمية النفط في بعض الدول. لافتا إلى ان مفهوم الأمن المائي والغذائي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه العديد من الدول، ومنها دول الخليج العربي، حيث لا تتوافر موارد مياه طبيعية كافية، ما يدعو إلى الاعتماد بصورة رئيسة على تحلية مياه البحر، كما تستورد معظم احتياجاتها من المواد الغذائية.

وقال في المحاضرة التي جاءت بعنوان «الإدارة المائية المستدامة في البحرين... التحديات والحلول» ان أمن المياه والأبعاد الإستراتيجية المتعلقة بأمن المياه في منطقة الخليج العربي والأمن الغذائي والتحديات التي تواجه إمدادات الغذاء على المستوى العالمي، واستراتيجيات الأمن الغذائي المتبعة في دول الخليج العربي إضافة إلى موضوع اقتصادات الزراعة وأثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية في دول المنطقة، كلها موضوعات تستدعي حلولا لضمان استمرار التنمية المستدامة.

وفي هذا الاتجاه أكد خبراء وأكاديميون قدموا محاضرات توعية جهود ترشيد الكهرباء والماء على ضرورة الترشيد وخصوصا أن الخليج العربي أصبح يعتمد كليا على التحلية بعد نفاد المياه الجوفية، وقال رئيس قسم ترشيد المياه عبدالله علي، ان روافد المياه قلت إلى درجة كبيرة وان الخليج العربي يكاد يكون خليجا ميت لشح المياه العذبة الطبيعية، وهذا الأمر يدلل على وجود أزمة حقيقية.

فيما قال عبدالهادي عبدالوهاب ان الإنسان يحتاج إلى نحو خمسة لترات للشرب يوميا و50 لترا لكل الاستخدامات اليومية، بيد أن الهدر يصل أحيانا إلى 500 لتر في دول الخليج، مؤكدا أن الإسراف على جميع المستويات سواء الاستخدام الشخصي أو استخدامات العمران والتصنيع والزراعة تهدد الأجيال القادمة وتجعلها أجيالا تعاني من نقص المخزون.

إلى ذلك، أكد رئيس قسم ترشيد الكهرباء علي عاشور أن الكهرباء باتت سلعة إستراتيجية، مستعرضاً تجربة جامعة الخليج العربي في الترشيد عبر التعاون مع هيئة الكهرباء والماء حتى وفرت زهاء 19 ألف دينار في العام 2011 عبر اتباع توجيهات الترشيد والاقتصاد في استهلاك الكهرباء، وهو الأمر الذي وفر على الهيئة 3 أضعاف من الطاقة الأولية، لذلك أصبحت الجامعة نموذجا يحتذى في الترشيد.

ومن جانبها قالت عريف الحفل الإعلامية فاطمة الحجري ان الموارد المائية المتجددة اُستغلت الأغلبية العظمى منها، وبالتالي فإن الخيار الوحيد المتبقي، لزيادة الإنتاج، وتوفير الأمن الغذائي، هو تحسين كفاءة استخدام المياه، موضحة أن الاهتمام وحده لا يكفي، إذ تُشير الأرقام إلى ان إنتاج الغذاء اليومي للشخص الواحد، يحتاج إلى أكثر من 2000 لتر من الماء. وإنتاج كيلوغرام واحد من القمح، يتطلب ألفا وخمس مئة لتر من المياه العذبة، كما أن الزراعة المروية، تساهم حالياً في إنتاج 40 في المئة فقط، من الغذاء العالمي، بحسب أحدث التقديرات. وبحلول العام 2025، سيعيش أكثر من 1.5 مليار نسمة، في بلدان أو أقاليم تعاني من ندرة مطلقة في المياه، كما يرجح أن يعاني ثلثا سكان العالم من الضغط المائي.

العدد 3493 - الجمعة 30 مارس 2012م الموافق 08 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً