أبدى نائب مدير منظمة «فرونت لاين» أندرو أندرسون قلق منظمته على صحة الناشط المعتقل عبدالهادي الخواجة - الذي يدخل يومه الـ57 في استمرار إضرابه عن الطعام -، داعياً الحكومة البحرينية للتعاطي بإيجابية مع قضية الخواجة، لما من شأن ذلك أن يعطي مؤشراً إيجابياً من قبلها في توجهها لمساعي الإصلاح في البحرين.

وأندرسون الذي يزور البحرين خلال الأسبوع الجاري، موفداً عن منظمته التي تعنى بالدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان، اعتبر استمرار محاكمة الأطباء في ضوء الأحداث الأخيرة، أمراً محبطاً، مطالباً بإيقاف محاكمتهم وإرجاعهم إلى وظائفهم.

منع أحد موفدي المنظمة من دخول البحرين

نائب مدير «فرونت لاين»: قلقون على الخواجة... ومحبطون من استمرار محاكمة الأطباء

المنامة - أماني المسقطي

أبدى نائب مدير منظمة «فرونت لاين» أندرو أندرسون قلق منظمته على صحة الناشط المعتقل عبدالهادي الخواجة - الذي يدخل يومه الـ 57 في استمرار إضرابه عن الطعام - داعياً الحكومة البحرينية للتعاطي بإيجابية مع قضية الخواجة، لما من شأن ذلك أن يعطي مؤشراً إيجابياً من قبلها في توجهها لمساعي الإصلاح في البحرين.

وأندرسون الذي يزور البحرين خلال الأسبوع الجاري، موفداً عن منظمته التي تعنى بالدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان، اعتبر استمرار محاكمة الأطباء على ضوء الأحداث الأخيرة، أمراً محبطاً، مطالباً بإيقاف محاكمتهم وإرجاعهم إلى وظائفهم.

وفيما يأتي نص المقابلة التي أجرتها «الوسط» مع أندرسون:

ما هو الهدف من زيارتكم إلى البحرين؟

- الهدف من الزيارة هو متابعة قضية «الكادر الطبي» والناشط الحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة، إضافة إلى متابعة قضية الناشط المعتقل ناجي فتيل.

كما أننا سعينا لحضور جلسات محاكمة بعض المعتقلين، وخصوصاً جلسة المعتقل عبدالهادي الخواجة التي تمت يوم الإثنين الماضي (2 أبريل/ نيسان 2012)، وكنا نأمل أن نلتقي بالخواجة في المحكمة، ولكنه للأسف لم يحضر لا هو ولا بقية المعتقلين إلى المحكمة.

هل تقدمتم بطلب رسمي لزيارة الخواجة في المعتقل؟

- طلبنا من الحكومة في عدة مناسبات سابقة زيارة الخواجة، كما أننا في هذه المرة قدمنا طلباً رسمياً مكتوباً للقائه، ولكننا لم نحصل على أي رد بهذا الشأن لا بالإيجاب ولا بالسلب.

والواقع أننا قلقون للغاية على صحة زميلنا السابق عبدالهادي الخواجة، وهو شخصية محترمة دولياً، وكان له دور في دعم الحقوقيين ليس على صعيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط، وإنما حول العالم.

هل التقيتم مع مسئولين بحرينيين خلال زيارتكم؟

- التقينا بوكيل وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية سعيد الفيحاني، والتقينا كذلك مع عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان، وعدد من الأطباء الذين مازالوا يُحاكمون، وعقدنا لقاءات أخرى تتعلق بقضية المعتقل ناجي فتيل، الذي شارك في مؤتمر نظمته فرونت لاين قبل عامين في دبلن، وهذه القضية نتابعها أيضاً باهتمام.

هل تعتقد أن الشروط التي تفرضها البحرين على زيارات المنظمات الدولية إلى البلاد تقيد عملكم في مجال حقوق الإنسان؟

- نعم بالتأكيد، وعلى سبيل المثال، كنا ثلاثة موفدين عن فرونت لاين إلى البحرين، وذلك بحسب اتفاقنا مع وزارة حقوق الإنسان، ولكن من دون سبب محدد تم منع زميلي آدم شبيرو من الدخول أثناء وصولنا إلى مطار البحرين الدولي، وتم منحنا أنا والرئيس التنفيذي للمنظمة تأشيرة الدخول، فيما لم يتم منحها لشبيرو، إذ أبلغتنا السلطات في البحرين أن منع شبيرو من دخول البلاد جاء بقرار من إدارة الهجرة والجوازات، على رغم أننا استلمنا رسالة من وزارة حقوق الإنسان تفيد بالسماح لنا نحن الثلاثة بالحضور.

هل طرحتم هذا الموضوع خلال لقائكم بالفيحاني؟

- نعم، إذ قدم اعتذاراً لنا عما حدث، ولكنه لم يقدم لنا أي مبرر لقرار المنع، ولم نشأ التركيز كثيراً على هذا الموضوع، لأن الهدف الرئيسي من اللقاء هو طرح قضية الخواجة.

وماذا كان رد الفيحاني بشأن قضية الخواجة؟

- أبلغنا أن صحة الخواجة جيدة، وهو ما أعطانا مؤشراً على عدم وجود تفهم رسمي للوضع الصحي السيئ للخواجة، وخصوصاً في هذه المرحلة التي فقد فيها نحو 25 في المئة من وزنه، بما يساوي 17 كيلوغراماً، إذ أصبح وزنه 51 كيلوغراماً فقط.

وحين استشرنا أحد الأطباء المستقلين، أبلغنا بأن الشخص حين يفقد 25 في المئة من وزنه، فإنه من الممكن في أي ظرف أن يتعرض لفشل في نشاط أجهزة جسمه، ولذلك فإن حتى انخفاض مستوى السكر لا يعطي مؤشراً تحذيرياً على تدهور الوضع الصحي، وبالتالي فإنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى توقف القلب أو الأجهزة العضوية بصورة مفاجئة.

ولذلك أكدنا خلال اللقاء أن حالة الخواجة الصحية تستدعي تدخل عاجل، وأفضل حل له هو السماح له بالسفر إلى الدنمارك للحصول على العلاج هناك.

ولكن للأسف، فإنه من الواضح أنه ليس هناك أي بوادر إيجابية أو قرارات سريعة لمنع تدهور صحة الخواجة من قبل الحكومة.

كما أن الجلسة المقبلة لمحاكمة الخواجة ستكون بتاريخ 23 أبريل/ نيسان الجاري (2012)، وهو موعد بعيد، ولا يمكن توقع إلى أي درجة سيتدهور الوضع الصحي للخواجة.

لقد شكلنا جماعات ضغط التقت مع عدد من ممثلي الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة، بغرض اتخاذ المواقف المطالبة بالسماح للخواجة بتلقي العلاج، والواقع أن الحكومة الدنماركية كانت متعاونة جداً على هذا الصعيد، ونرحب بتصريح وزير الخارجية الدنماركي بهذا الشأن، كما نؤيد تصريحات الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي على هذا الصعيد. وسنستمر بالتواصل مع الحكومات الأوروبية الأخرى بهذا الشأن.

قيام الحكومة البحرينية بخطوات تمنع تدهور صحة الخواجة مهمة، ليست من جانب إنساني فقط، وإنما لأن ذلك يعطي مؤشراً إيجابياً من قبلها في توجهها لمساعي الإصلاح في البحرين، ولكن إذا حدث للخواجة أي مكروه بسبب الإضراب، فسيكون لذلك عواقب وخيمة جداً.

ما هو تصوركم بشأن قضية «الكادر الطبي»؟

- أبلغنا الفيحاني خلال لقائنا به أنه من المحبط جداً أن تستمر الحكومة في محاكمة الأطباء، وخصوصاً أن الاتهامات الموجهة للأطباء غير موثقة تماماً، ومن غير المنطقي استمرار محاكمتهم بتهمة السلاح، وخصوصاً بعد ما أشار إليه تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بأن هذه الادعاءات لا تستند إلى دليل موثوق، وكلما استمر هذا الأمر فإن ذلك بلاشك من شأنه أن يعطي انطباعاً سلبياً عن البحرين. ولذلك نرى أنه يجب إلغاء الأحكام على الأطباء، والسماح لهم بالعودة لوظائفهم.

كيف تقيّم الخطوات التي تقوم بها حكومة البحرين لتنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق؟

- نحن منظمة تعنى بأوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان فقط، ولسنا في موقع للتعليق على ما حققته الحكومة البحرينية على صعيد تنفيذ توصيات تقرير تقصي الحقائق، ولكن فيما يتعلق بقضية الخواجة والأطباء، فمن الواضح من خلال تقرير تقصي الحقائق أنهم تعرضوا للتعذيب، وعلى رغم ذلك، مازال الأطباء يتعرضون للمحاكمة، ومازال الخواجة معتقلاً.

وهذا يعطي مؤشراً أنه لم يتم القبول بكل ما جاء به التقرير، وخصوصاً بشأن هاتين القضيتين.

أما بالنسبة للناشط ناجي فتيل، فتم اعتقاله لمشاركته في احتجاج سلمي، ومازال يواجه أحكاماً في قضية أخرى، على رغم كونه في المستشفى في وقت وقوع التهمة التي اعتقل على إثرها.

وبالتالي، فإن كل ذلك يثبت أن توصيات تقرير تقصي الحقائق لم تحقِّق أي فارق حقيقي بالنسبة للبحرين على أرض الواقع.

كما أننا ندعو للالتزام بتوصيات التقرير، وخصوصاً على صعيد تقديم المسئولين عن التعذيب للعدالة، لأن أفضل طريقة لعدم استمرار التعذيب هو تقديم متخذي القرار بشأنه للعدالة، لا الاكتفاء بمحاكمة صغار الموظفين.

كيف تصف أوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين بشكل عام؟

- أوضاع الحقوقيين في البحرين صعبة جداً، هناك من هم معتقلون، وهناك من تم تهديده وتعذيبه، ونبيل رجب، على سبيل المثال، تم احتجازه والإفراج عنه أكثر من مرة، ومن الواضح أن نشاطات الحقوقيين وحرية ممارستهم للتعبير والدفاع عن الآخرين مازالت تحت التهديد في البحرين.

خلال الأشهر القليلة الماضية، أصدرت عدد من المنظمات الدولية تقارير عن زياراتها إلى البحرين، إلى أي مدى يمكن أن تسهم مثل هذه التقارير إيجاباً على صعيد تحسين أوضاع حقوق الإنسان في البحرين على أرض الواقع؟

- نحن مستمرون في التأكد من أن المجتمع الدولي يقوم بمسئوليته تجاه أوضاع حقوق الإنسان في البحرين. ولكن في نهاية الأمر، تغيير الأوضاع إلى الأفضل يحتاج إلى إرادة رسمية بحرينية، وخصوصاً أن استمرار هذا الوضع بات يؤثر على الاقتصاد في البحرين، والبحرين بحاجة ملحّة للبحث عن حل سلمي للموقف الذي تمر فيه، وهذا لا يتم من دون احترام حقوق الإنسان والإفراج عن المعتقلين بسبب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد.

هل تلقت منظمتكم شكاوى من البحرين على ضوء تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد؟

- تلقينا 48 شكوى من عاملين صحيين، من بينهم 3 مازالوا معتقلين، والـ 20 في ما عرف بـ «قضية الكادر الطبي»، إضافة إلى الناشط الإلكتروني علي عبدالامام الذي حكم عليه غيابياً، والناشط ناجي فتيل، وكذلك الخواجة.

وهناك شكاوى أخرى استلمناها، ولكننا لم نتعاطَ معها، باعتبار أن تخصصنا هو حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ولكننا اهتممنا بقضية رئيس جمعية المعلمين البحرينية مهدي أبوديب.

والمشكلة هنا لا تقتصر على تزايد أعداد الشكاوى، وإنما المشكلة تكمن في أنه وعلى رغم مرور أكثر من عام، فإن الأوضاع في البحرين مستمرة إلى الأسوأ.

هل تعتبرون الأطباء مدافعين عن حقوق الإنسان؟

- نحن نرى أنهم تمت محاكمتهم لأنهم تحدثوا عن الإصابات التي أفضى بعضها إلى الموت لعدد من المشاركين في الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في العام الماضي، ناهيك عن مشاركتهم - الأطباء - في هذه الاحتجاجات.

الجشي: تدهور مستمر في صحة الخواجة

الوسط - محرر الشئون المحلية

قال المحامي محمد الجشي، إن الناشط المعتقل عبدالهادي الخواجة، يعاني من تدهور مستمر في صحته، إذ يدخل اليوم الـ57 منذ بدأ إضرابه عن الطعام.

وأوضح الجشي الذي زار الخواجة يوم أمس الأربعاء (4 أبريل/ نيسان 2012)، حيث يرقد في مستشفى القلعة بعد تدهور وضعه الصحي، أن مستوى الدم لدى الخواجة نزل إلى 3.1، وأن هذا المعدل يشكل خطراً على صحة الخواجة، بحسب الطبيب المشرف على علاجه.

وقال: «أبلغني الأطباء بأن الخواجة مر بمرحلة شبه غيبوبة في الليلة ما قبل الماضية، وفقد خلالها إدراكه الكامل، وهو ما دفع الأطباء إلى إجباره على أخذ المغذي الوريدي حفاظاً على حياته».

وأضاف «الخواجة يأخذ الكميات الأدنى من المياه والجلوكوز، وهو ما اعتبره الأطباء سبباً في عدم وجود أي مؤشر إيجابي في تحسن صحته».

وذكر الجشي أنه من المتوقع أن يتم السماح اليوم (الخميس) لعائلة الخواجة بزيارته حيث يرقد في مستشفى القلعة.