العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ

قصة قصيرة

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تجلس في حديقة المنزل الصغيرة تستمع لأصوات الطلقات القريبة، هناك اشتباكات في مدخل القرية، وروائح الغاز المسيلة للدموع تجبرك على الدخول للمنزل وإحكام غلق جميع النوافذ لكي لا يتسرب الغاز لداخل المنزل، ولكن الحمد لله فابني قد عاد منذ قليل إلى المنزل وهاهو الآن يأخذ حماماً ساخناً، قبل أن يهيأ حاجياته للمدرسة ليوم الغد.

إذاً لا داعي للخوف من أن تصيبه طلقة مطاطية أو أن تخترق جسده الصغير طلقات «الشوزن».

منذ شهرين تقريباً اتصل بي هاتفياً عند السابعة مساء وكنت على وشك الرجوع من العمل، كان يبكي بحرقة، لم أفهم ما حدث بالضبط، ولكنه قال «لقد استشهد صديقي، تم إطلاق النار عليه، واخترق رصاص «الشوزن» جميع أعضاء جسده». أحسست بألم وحزن وغضب لم أشعر به من قبل، حتى الآن لم أجد فاجعة تضاهي فقد طفل، مهما كانت الأسباب.

يالله، كيف يتم التعامل مع أطفال لم يبلغوا الحلم بعد بهذه الطريقة، وكيف يمكن أن يشكل الأطفال تهديداً حقيقياً للنظام، حتى الآن لم أستوعب ما يحدث حقاً، حتى الآن سقط أكثر من سبعة أطفال خلال المواجهات، ولم يُعرف المتسبب بقتلهم، وليس من المتوقع أن يُعرف من قام بذلك إلا يوم الحساب.

لم يكن من المتوقع إلا أن تخرج القرية بجميع رجالها وأطفالها ونسائها، للتعبير عن احتجاجهم وحزنهم لهذا الحدث المؤلم، ولكن بعد عدة أيام وبعد أن تجفّ أعواد المشموم التي نثرت على قبر الطفل، وبعد أن تجف دموع أمه وأبيه، سيعود الوضع إلى ما كان عليه سابقاً.

مع الساعة الواحدة صباحاً خفت أصوات الطلقات على القرية، يبدو أن الجميع قد عاد لمنزله بعد أن تعب، أو ربما أرضى ضميره بأن ما قام به من مناوشات مع رجال الأمن يكفي ليوم واحد، الحمد لله لقد اطمأنت اليوم الأمهات على أبنائهن, وهدأت مخاوف الآباء، فلا أخبار عن سقوط ضحايا بين المحتجين.

مساء أمس عندما كنت عائداً من العمل، لم أستطع الدخول إلى القرية، فلقد تم إغلاق جميع الشوارع والمنافذ المؤدية للمنزل، شاهدت بعض الصبية الصغار وهم يجمعون كل ما تطاله أيديهم لغلق المنافذ، يبدو أنهم من أصدقاء القتيل الذي سقط بين أيديهم منذ عدة أيام، لم أستطع مجادلتهم أو إقناعهم بأنه لا يمكنني الذهاب إلى المنزل ما لم يفتحوا لي الطريق, قالوا، اتخذ طريقاً آخر، وهكذا فعلت.

اليوم قرأت في الصحيفة أنه تم الاعتداء للمرة السابعة والخمسين على أحد المحلات التجارية من قبل بعض الصبية والأشخاص المجهولين، الخبر يشير إلى تحطيم المحل وسرقة ما يمكن سرقته من أموال وبضائع، وفي اليوم نفسه وصلتني «وصلة» على الهاتف النقال تظهر المعتدين وهم يحطمون المحل وينهبون الأموال والسجائر وأكياس«الچبس» و«السنيكرز» في حين يشير لهم أحد رجال الأمن إلى كاميرا المراقبة في المحل ليحطموها.

ربِّ احمِ أطفال وطني.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3527 - الخميس 03 مايو 2012م الموافق 12 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 3:48 م

      يا الله

      يا الله وكيف تسمح لكم الاخلاق الثورية بارسال الاطفال للحرق والتخريب ؟ لماذا لا تخرج انت واطفالك بدل من الجلوس في الحديقة ؟؟

    • زائر 19 | 9:37 ص

      ان لم يكون لكم دين فكونوا احرار

      الى كل من عبر عن رايه وانتقد تصرف الشباب ودافع عن كل اعمال رجال الامن من قتل وتعديب وسرقه وترهيب, ويبرر عملهم بخروج الشباب الى الشورع, أسالك بالله من تسبب بالقتل وفي بداية الحركة المطلبية السلمية والتي لا زالت سلمية, من قتل الناس وهم نيام في الدوار, من اعتقل اشرف الناس من الاعمال وعدبهم وارهبهم ولفق التهم لهم مثل الكادر الطبي من حارب الله بهدم بيوته من سرح ابناء الوطن من ومن, في الوقت الذي تدعم الدول الواقفه مع الحكومة بالمال والسلاح حركات مطلبية في دول اخرى وابناء وطننا سلاحهم حناجرهم وعون الله

    • زائر 17 | 7:55 ص

      أوقفوا الإرهاب أولاً.. فالبادي أظلم..

      أوقفوا الإرهاب أولاً و من ثم لكم الحق في الحديث أما أن تدعموا الإرهاب بالسكوت عنه و عدم إستنكاره فهذا غير مقبول ... من منكم إستنكر ما حدث لأبو تاكي وهاني والعشيري وفخراوي و 80 قتيل بطرق مختلفة ؟ من منكم إستنكر رمي الأبرياء في المنازل بالغازات السامة ؟ من منكم إستنكر فتوى خونة لهم أجندات خارجية وحلّل الغزوات وأكل رزق الغير بفصلهم؟ من منكم استنكر الاعتداء على النساء؟ من منكم استنكر الانتهاكات التي فاض بها تقرير بسيوني؟ بسكم إرهاب لأن الطرف الآخر سينفجر و حينها سيحدث ما لا يحمد عقباه ....

    • زائر 16 | 7:02 ص

      اريد حلا

      يهال يهال يهال ما فية عليهم عتب مثل اليهال اللي يحرقون في الشوارع !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!1

    • زائر 15 | 6:17 ص

      المنامي

      هل الشرطة تأني بدون سبب .

    • زائر 14 | 6:10 ص

      انها اوال

      لقد اصبت كبد الحقيقه..... انها اوال وتلك هى الحقيقه
      ماذا لو سأل أحد الحقوقيون الذين يزورون البحرين ويلتقون بالمسؤلين السياسين والامنيين ماذا فعلتم بمن قام بتكسير وتخريب ونهب وسرقة محلات جواد وعلى اقل تقدير بمن ابرزتهم صور الكيمرات من المدنيين والعسكريين حيث جميع تلك الاعمال الارهابية كانت مسجلة وليست فقط ما تسرب منها ... يا ترى ماذا سيكون الرد من المسئولين..؟!!!!
      وهذه الصورة تتكرر وتزداد وتكبر كل يوم هنا وهناك وحيث الرصاص والشوزن والغازات السامة والتى تصوب مباشرة الى الاطفال والشباب والمنازل !

    • زائر 13 | 5:50 ص

      زائر 5 انتم الأرهابيون وانتم داعموه

      انت الأرهابي وانتم داعموه قتلتم أطفالنا وانتهكتم الأعراض وسرقتم الأموال واسنبحتم القرى يا قتلة لم يجف دم الشهيد من قلبي يا قتلة وتقول نحن ارهابيون كفى فلقد تماديتم في أذيتنا ونحن نمد لكم اليد كفى اصمت .

    • زائر 12 | 4:43 ص

      ردآ على زائر رقم

      والله حرام عليك هل الحين صرنه احنه إرهابيين هههههه ؟

    • زائر 10 | 4:12 ص

      واقع الجال

      أنا كأب لأولادي لا أستطيع أن أمنعهم من الخروج و المشاركة في التظاهرات و المسيرات المطالبة بالجقوق فواقع الجال يريك مستقبل أسود لهؤولاء الصبية فهم خين يرون المشاكل الحالية من تمييز و تجنيس و سرقات للأراضي و غيرها من المشاكل و لا يرون أن هناك إقدام على حل هذه المشاكل فهل ترى من العقل أن يبقى الإنسان خانعاً لا يطالب بحقوقه بشتى الطرق حتى غير المشروعة عندما يواجه سرقات و تمييز و تضليل مشرعن .

    • زائر 8 | 3:38 ص

      الى زائر 5

      ها اليوم دوام ما تعبط ما لك اجازه عاد اكتب كم كلمه حق يمكن يغفر لك ربك قبل لا تروح في اتصلي الجمعه والا الصلاه بس اقعد وقوم رياضه يعني عندك من يمارس الارهاب ومن يتمادى في ممارسة الارهاب يحتاج اقول لو تعرف؟؟؟؟؟ديهي حر

    • زائر 6 | 3:01 ص

      بوعلي

      العلوي: تمديد التحفظ على «طفل مدينة حمد» لأسبوع

    • زائر 5 | 3:01 ص

      أوقفوا الإرهاب أولاً

      أوقفوا الإرهاب أولاً و من ثم لكم الحق في الحديث أما أن تدعموا الإرهاب بالسكوت عنه و عدم إستنكاره فهذا غير مقبول ... من منكم إستنكر ما حدث لرانية و إبنها عبدالله ؟ من منكم إستنكر رمي الأبرياء في الشوارع بالمولوتوف ؟ من منكم إستنكر فتوى إسحقوهم ؟ بسكم إرهاب لأن الطرف الآخر سينفجر و حينها سيحدث ما لا يحمد عقباه ....

    • زائر 4 | 2:20 ص

      قصص وليست قصة واحدة

      هذه حالنا من سنة كاملة وهذه حال اطفالنا. شكرا لاثارتك هذا الموضوع

    • زائر 3 | 1:55 ص

      مشاخيل

      سلمت يداك وخطاك السوء ، فانت تعبر عن واقع مؤلم نعيشه كل يوم وليس هناك بوادر أمل أو حل جذري يخرجنا من هذا النفق المظلم نريد أن نعيش في حرية ورفاهية حالنا حال أخوتنا في الخليج ولكن العتب على حكومتنا بجلبها ...

    • زائر 2 | 1:45 ص

      عندما تقابل مطالب الناس بهكذا عنف فلا تستغرب مما يحصل

      خرج الناس بكل اريحية وسلمية مطالبين بحقوقهم وكانوا يتمنون ان تفهمهم السلطة ويفهم العالم بأن لهم مطالب سياسية وحقوقية لا اكثر ولا اقل، ولكن البعض شاء ان يحوّر هذا الحراك الراقي وجرّه الى العنف شيئا فشيء لأن البشر مهما كانوا من الطيبة
      لكنهم لا يقبلوا اعتداء الغرباء واهانتهم لهم في وطنهم ووطن آبائهم واجدادهم السالفين.
      لقد حزّ في النفوس طريقة التعامل الفجّة والاسلوب الغليظ وهذا بالطبع اخترق كل بيت وكل نفس فالاطفال
      هم جزء من المجتمع تأثر بذلك ولهم ردّات فعلهم

    • زائر 1 | 12:19 ص

      قصة كبيره وليست صغيره لعلهم يفهموا

      الحمد لله الذي جعلهم من اغباء الاغبياء وهذا ما يتربون عليه من توجيهات خاطئة تظر بهم وبغيرهم ,,,,,
      وسيظلون المجرومون في طغيانهم واطفالنا الظحايا هم المستهدفون في لفق التهم عليهم
      كيف يرى طفل اخوه صديقة جاره قريبة يتألم وهو ساكت ,,,,,من الظلم ,,,,,

اقرأ ايضاً