العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ

مصر عادت شمسُكِ الذهبُ

عمران الموسوي comments [at] alwasatnews.com

.

أيام معدودة تفصلنا عن معرفة أول رئيس لجمهورية مصر العربية والذي سوف يترأس أكبر دولة عربية عن طريق صناديق الاقتراع لا عن طريق ركوب الدبابات والانقلابات، ففي الأيام القادمة سيعرف الشعب المصري بوجه خاص والعربي بوجه عام من هو الرئيس الحقيقي الذي يستحق أن يكون ممثلاً شرعياً عن الشعب المصري وينال المنصب الذي ظل حكراً على من استقوى وتسلط وتحكم وسيطر على العباد قروناً عديدة.

إنها لحظات تاريخية تحصل لأول مرة في تاريخ الأمة العربية، إنها المرة الأولى التي لا يعرف فيها الشعب المصري من سيكون الرئيس القادم إلا بعد أن تنتهي مرحلة الانتخابات التي تضم 13 مرشحاً جرت بينهم منافسات شريفة. إنها المرة الأولى التي نرى فيها استجواباً للمرشحين من قبل كل وسائل الإعلام؛ وهي المرة الأولى أيضاً في تاريخ الأمة العربية نرى المرشح الرئاسي يطرح أفكاره ورؤاه لعامة الشعب؛ والمرة الأولى التي يسوّق نفسه لعامة الناس ويطرح أفكاره ويستجدي العامة أن ترشحه، وبعضهم من طلب المساعدة من الشعب لحملته الانتخابية كما هو حال المرشح الوطني حمدين صباحي.

لقد تعودنا دوماً أن نسمع بأن هناك انتخابات وإعادة ترشيح وبقينا على هذا الحال عقودا من الزمن لا يتغير فيها الرئيس إلا بالرصاص أو بالسم.

أتمنى من كل قلبي كما هو حال كل عربي غيور أن تنجح العملية الانتخابية في مصر وتتحول مصر إلى دولة ديمقراطية حقيقية تؤمن بالحرية والتعددية واحترام حقوق الإنسان، في اعتقادي أن الفوز سيكون من حليف أبو الفتوح مرشح جماعة الاخوان المسلمين وقد يلحقه حمدين صباحي مرشح الناصريين، وقد بنيت اعتقادي هذا بناءً على ما آلت إليه نتائج الانتخابات في المجلس النيابي من فترة قصيرة والفوز الكبير الذي حققه الاخوان.

في داخل الشعب المصري شريحة كبيرة من المحرومين والمهمشين والمستضعفين وهؤلاء مندفعون ومتحمسون لزعيم الإخوان لما قدمه لهم سابقاً من مساعدات مادية وخدمات طبية تحسباً لهذا اليوم، الذي يصبح لصوتهم قيمة حقيقية وها هو اليوم قد دنا. إن الإنسان البسيط المعدوم لا يؤمن إلا بما هو متوافر له فالوعود كثيرة ولا نهاية لها مع الساسة، لذا يفضل القليل المتوافر بدلاً من الكثير القادم.

مصر... تسير في الطريق الصحيح لعالم جديد وإن جاءت متأخرة فإنها أفضل من ألا تأتي.

نجاح الانتخابات المصرية هو البداية لعالم عربي جديد وفرصة تاريخية للجميع لإعادة ترتيب الأمور والتفكير جدياً في نقل السلطة لمن انتهت صلاحيتهم من الرؤساء العرب بكل سلاسة وعقلانية وكما هو الحال في الدول المتقدمة.

وما شاهدناه مؤخراً على التلفزة في احتفالية نقل السلطة في فرنسا من ساكوزي إلى هولاند يعتبر مشهداً حضارياً بكل ما تعني الكلمة من معنى، ويعكس ذلك نضج ورقي الشعب الفرنسي، ودخول ثلاثة وجوه من أصول عربية ضمن التشكيلة الحكومية التي اختارها الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا ما هي إلا مؤشر واضح وصريح إلى أن عصر التهميش والاستبداد والتفرقة في طريقه للزوال وأن الإنسان العصري سيفرض أجندته على كل الأنظمة من أجل التطوير والنماء، ولا عودة إلى الوراء.

في اعتقادي الجازم بأن مايو/ أيار 2012 سيكون عهدا جديدا وجديرا بمصر العرب، وانتهاءً لعهد الفراعنة.

إقرأ أيضا لـ "عمران الموسوي"

العدد 3545 - الإثنين 21 مايو 2012م الموافق 30 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً