العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

مكافحة عمل الأطفال... من صميم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية

خوان سومافيا

مدير عام منظمة العمل الدولية

يُعتبر الحدّ من عمل الأطفال قضيةً من قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. ناضل أكثر ولا تتقاعس: هذا هو نداؤنا فيما نحتفل بالذكرى العاشرة لليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.

أحدثت التعبئة العالمية لمكافحة عمل الأطفال تقدماً ملحوظاً خلال العقد الماضي. واليوم انخفض عدد الأطفال العاملين في العالم بواقع 30 مليون طفلٍ بالمقارنة مع العقد الماضي. ولقد سُجّل الانخفاض الأكثر حدةً في صفوف الأطفال الأصغر سناً وخصوصاً الفتيات.

وتُعتبر الاتفاقيات بشأن عمل الأطفال من أكثر اتفاقيات منظمة العمل الدولية التي حظيت بمصادقة الدول على المستوى العالمي. ويزداد يوماً بعد يوم عدد الدول التي تبلور خططاً وطنيةً لمعالجة مسألة عمل الأطفال أو التي تعتمد قوانين تحظر عمل الأطفال الخطر. وفي المقابل، أُنشئت روابط جوهرية لجهة رفع مستوى الوعي من خلال سنّ سياسات أو اعتماد ممارسات: رابط بين عمل الأطفال والفقر، رابط بين القضاء على عمل الأطفال وتعميم التعليم النوعي للجميع. بيد أن الطريق نحو الاجتثاث الكامل لهذه الظاهرة لايزال طويلاً ومحفوفاً بالتحديات.

ولايزال الواقع مصدر قلق بالنسبة إلينا. وهنا بيت القصيد، حيث لايزال 215 مليون طفلٍ واقع في شرك عمل الأطفال ومن بينهم 115 مليون طفلٍ في أسوأ أشكال عمل الأطفال. وتشير تقديراتنا الصادرة مؤخراً إلى ارتفاع ظاهرة عمل الأطفال بنسبة 20 في المئة في العاملين في صفوف الشباب البالغين من العمر 15 إلى 17 عاماً، وهم بأغلبيتهم منخرطون في العمل الخطر.

زد على ذلك أنّ العالم قصّر في تحمل مسئولياته إزاء الأطفال والشباب على العديد من المستويات. من هنا، ندعو اليوم جميع الدول التي لم تصادق بعد على الاتفاقيات المعنية بعمل الأطفال إلى بذل الجهود الرامية إلى تحقيق هذا الهدف. وندعو أيضاً الدول إلى تطبيق الاتفاقيات غير المصادق عليها بعد، وإلى احترام المبادئ والحقوق المكرّسة في هذه الاتفاقيات.

في هذا السياق، بوسعنا أن نضع معاً مجموعة من السياسات على أساس المبادئ والحقوق السالفة الذكر بغية تحرير الأطفال وإتاحة الفرصة أمامهم للعيش بطريقة أفضل. وقد يساهم التعليم الفعّال وسياسات التدريب بمساندة إجراءات الحماية الاجتماعية في ارتفاع معدلات تمدرس الأطفال وانخفاض في عدد الأطفال العاملين. في المقابل، يساهم العمل اللائق المتاح أمام الأهالي في استبعاد وقوع الأطفال في فخ عمل الأطفال. كما يُعتبر تحسين إنفاذ القوانين الوطنية بما فيها التفتيش والرقابة على عمل الأطفال والارتقاء بمساعدة الضحايا وتعزيز الإستراتجيات الوقائية... عناصر أساسية تضمن نجاح عملية القضاء على عمل الأطفال.

وختاماً، وفي عالمٍ تتنامى فيه الفروقات، يتعيّن علينا أن نربط ما بين أجندات وضع السياسات ومعايير العدالة الأساسية وبالتالي إنصاف أطفال العالم أجمع.

وفي عالمٍ يزخر بالثروات، نملك بين أيدينا الوسائل اللازمة للقضاء على عمل الأطفال.

ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، لنتسلّح بالإرادة والتضامن، لنجدّد جهودنا ونتابع المسيرة ونبلغ الهدف المنشود.

إقرأ أيضا لـ "خوان سومافيا"

العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً