العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ

كشف الحجاب فضح الخطاب

محمد حميد السلمان comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حقيقة مرت مرور الكرام لو أنها حدثت للفئة المستهدفة اليوم لما قعدت الدنيا إذ قامت. حقيقة لم أكن أتصور أنني سأشاهدها ناطقة ذات يوم لولا زمن الصورة بكاميرا الفيديو والموبايل والآي باد والآي فون، تلك الصورة التي نزعت الحجاب عن ذاتٍ ظنت أنها في صونٍ وعفاف. حين أمسك الزعيم النقابي بميكروفون المداخلة في إحدى الخيام قبل زمن الواقعة وتسربل بلباس الوطنية العالية وراح يزايد حتى على مطالب الشباب والجمعيات وتبجح بأنه هو الذي وجه أعضاء نقابته - التي هو رئيسها كما أكد في تلك الخيمة بشهادة أعمدتها - لاتخاذ موقف شديد لدعم المطالب بل والزيادة عليها برفض أي تفاهم من دون تحقيق مطالب الشعب، بل وراح لأبعد مدى أمام تصفيق الجمهور- ويبدو أنه كان معجباً به – يزايد على رفض ما هو أبعد من المطالب! بينما من أرسل تغريده بريئة أًرسل للسجن لمدة ثلاثة أشهر.

ولا أحد يستطيع أن ينفي ما قاله هذا الزعيم النقابي أو يدّعى أن الفيديو مفبرك والصورة مركبة أو دخلت في عملية «كولاج» فنية ليبدو هو بدلاً من شخص آخر، فالخيمة تشهد ومستعدة للحضور كشاهد إثبات في أي لقاء.

والسؤال الجوهري والحيوي والذي مازال يحير الجميع، لماذا تحول هذا الزعيم النقابي وأمثاله بمقدار 1000 درجة محققاً رقماً قياسياً جديداً في سرعة وحجم التحول من شخص يسعى لتحقيق مطالب شعبية معلنة إلى آخر يقف ضد هذه المطالب تماماً بل ويسعى لعقاب من طالب معه في الخيمة نفسها - وكان أقل منه تشدداً في مسألة رفض الوجود - بحرمانه من وظيفته.

فإذا كان الجواب أنها المصالح، فيكون الرد كان بإمكان هذا وأمثاله أن يركنوا لصف الموالاة والتأييد السافر للجانب الرسمي منذ البداية ويجنوا الأرباح، ولا أحد كان سيتنبه لهم أو يعاتبهم. فهناك نفرٌ من الطائفتين كانوا ومازالوا موالين ويسيرون في الدرب نفسه منذ نعومة أظافرهم هم وآباؤهم وأجدادهم لم يتغيروا ولا يفكروا بالتغيير لو هدموا بيوتهم على رؤوسهم، لأن تلك قناعاتهم، وإن اختلفنا معها، فلا يمكن أن يكون كل الناس ملائكة ولا كل الناس شياطين. فلماذا كل هذا اللف والدوران ووجع الدماغ وإيذاء الآخرين من عمال وغيرهم بالسعي جاهداً لقطع أرزاقهم وإهانتهم. هل هو من باب التشفي فقط أو من أجل منصب زائل بموتك في نقابة عمالية – كما قال المحفوظ - طريقها ليس مفروشاً بالورود، ومن ثم قبض بعض المال وهو فتات لا يُذكر أمام من قبض الملايين غيرهم. هل هذه نهاية الأرب في تاريخ قبائل العرب؟ فعلاً إنه لأمر غريب جداً، لعمري سيعجز عتاة المحللين والمعلقين وأطباء الأعصاب وعلم النفس عن دراسته في الحالة البحرينية الفريدة من نوعها في ربيع العرب.

إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"

العدد 3603 - الأربعاء 18 يوليو 2012م الموافق 28 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:48 ص

      الكلام لمن يفقه الكلام

      أنت تعلم وهو يعلم والكل يعلم ما حقيقة الاشخاص

      وما هي أهدافهم الشخصية مهما تغلفوا بغلاف الوطنية

      أو الدين والايام لا تستر القبيح كما انها لا تستر الجميل

      كلاهما مكشوف واخرتهما معروفة

    • زائر 10 | 5:55 ص

      لا تعجب

      أحب ان أقول بأن لدينا أجهزة أمنية توقع بالنشطاء عن طريق المغريات وقد وقع في هذا المطب العديد منهم إلا من عصم ربي، ومن وقع منهم أما أن يتوب على ايدي رجال هذه الأجهزة وأما ان يشهر به.

      ولنا في أحد أعضاء وفد المعارضة لجنيف أبلغ مثال.

    • زائر 9 | 4:48 ص

      التحليل بسيط في رائيي

      هي رسالة لكل القيادات المعارضة (من نفس المستوى) الى سرعة الجنوح الى الجادة و لا ضير و لا ضرار فالدولة هي الام التي تحضن أبنائها و ان أخطئوا !!

    • زائر 7 | 2:26 ص

      مع الكفة الراجحة

      نقول من يريد ان يكون معنا ابشر بالعقاب و الملاحقة من اجهزة الدولة و قد لاتكون مكافئتك بالدنيا
      و من يريد ان يكون مع من غلب الدنيا قصيرة و عذاب الله كبير و ما يصيب الناس سيصيب ابناءك و اقرباءك يصيب الوطن

    • زائر 6 | 2:11 ص

      المستغرب كيف نال العفو والمغفرة في لحظة الغضب والبطش

      وقول تحوله لمصلحة مالية ووظيفية ولقد ظلم شعبة ونقابتة ولازال على طريقة يهدي واقول وليتذكر الجميع وهو نفسه لن يغفر له ماقاله في الدوار وفي الخيمة وسينتقم منه اشد الانتقام ومن الجهة التي تدعمة حاليا فهي لاتنسى ابدا من يهاجمها ووقف ضدها وحتى ان تحول لحمل وديع حاليا والايام بيننا.

    • زائر 5 | 1:50 ص

      هو قمة النفاق يا عمي والكثير من هؤلاء لا ذمة لهم

      سلام الله عليك يا ابا الحسن حين قال حزا الله النوائب كل خير الى آخر البيت. فعلا ان المحن والنوائب مثل النار التي يختبر بها الذهب فيظهر الحقيقي والمغشوش كذلك هذه الازمة كانت غسيل تكشفت بعدها وجوه. وكما قال الله تعالى (ويبلو اخباركم)
      تتضح الامور شيئا فشيء وتتقشع الغيوم عن نفوس
      تضمر الغدر لهذا الشعب

    • زائر 4 | 1:33 ص

      نموذج كوفي بامتياز

      هذا نموذج كوفي بامتياز والقوم ابناء القوم يادكتور
      وكما قال الامام الحسين عليه السلام : الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم

    • زائر 3 | 12:44 ص

      حرباء

      يا دكتور, هؤلاء يتلونون مثل الحرباء ,, أينما كانت مصالحهم ذهبوا اليها

    • زائر 2 | 11:56 م

      نهاية الأرب في تاريخ قبائل العرب

      هناك نفرٌ من الطائفتين كانوا ومازالوا موالين ويسيرون في الدرب نفسه منذ نعومة أظافرهم هم وآباؤهم وأجدادهم لم يتغيروا ولا يفكروا بالتغيير لو هدموا بيوتهم على رؤوسهم..


      وهناك أمثلة كثيرة تعجز عن حصرها، في الحالة البحرينية الفريدة من نوعها في ربيع العرب..

    • زائر 1 | 11:40 م

      صاحب رأي

      تنكشف الأقنعة سريعاً في أول اختبار ويفضح المتسلقون أنفسهم سريعاً.. . مثال واضح لهذه النماذج القبيحة

اقرأ ايضاً