العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ

الحماية الزائدة... هدم للوطن

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

الحماية الزائدة سلوك خاطئ تمارسه بعض الأسر اتجاه الأبناء، وهذا النوع من السلوك لا يقتصر على الأسرة، فهو من الممكن أن يُمارس من قبل المجتمع أو الدولة أو المؤسسة بطريقة أو بأخرى.

والحماية الزائدة للأبناء بحسب تعريف علم النفس لهذا السلوك، وهو التعريف الذي تضعه أكاديمية علم النفس على موقعها الإلكتروني أنه «إظهار الخوف الشديد والاهتمام والعناية المبالغ فيها بطفل معين أو بجميع أطفال الأسرة أثناء حدوث أي موقف، وبشكل ملفت للنظر دون وجود مبرر، بحيث يكون هذا السلوك ملاحظاً من قبل الآخرين ومنتقداً، بحيث يؤدي في النهاية إلى استغلال الطفل لهذا الاهتمام الزائد عن الحد». وهذا النوع من السلوك يكون حافزاً للطفل من أجل استغلاله وارتكاب الأخطاء المتكررة وسط دفاع الأسرة عنه، فأمام أية شكوى ضده يرى نفسه محمياً بموجب قرار مسبق «ابني لا يعمل هذا»، وكأن ابنه معصوم من كل خطأ.

هذا السلوك ينقلب وبالاً على هذا الطفل وعلى الأسرة مستقبلاً، فضلاً عن المجتمع، فالطفل الذي لا يميز بين الخطأ والصواب أو يمكن أن يميز بينهما لكنه لا يلقى ما يردعه عن الخطأ فإنه سيتحول في معظم الحالات إلى شخص لا يتحمل المسئولية، ويرتكب الأخطاء الفادحة التي قد تدمر حياته وحياة أسرته، وقد تؤذي كثيراً مجتمعه.

الحماية الزائدة بهذه الطريقة لم تقتصر واقعاً على الأسرة، بل تعدتها لتكون سياسة مجتمع أو دولة في أحيان كثيرة، ففي البحرين مثلاً يشعر الوزراء والمسئولون أو حتى العاملين في بعض المؤسسات والجهات أن لديهم حصانة، فكل قضية ترفع ضدهم ساقطة أو مؤخرة، وكل استجواب يقدم لا بد له من حل قبل الوصول إلى التنحية، هذا إذا تم تقديمه، وكل خطأ له مبرر وشرح تفصيلي ولو وجدت الوثائق والصور والمستندات، وفي أحسن الأحوال حكم وبعدها خروج من ذلك الحكم، فلا الأموال ترجع ولا العقاب يقع على المفسدين، هذا إذا تم الاعتراف بوجود ذلك الفساد.

قضايا فيها مبالغ ضخمة ولكن المتهمين غير موجودين، أراضي وسواحل ورمال ضاعت، ولكن لا مسئول أمام القضاء.

والغريب أن حملة تصريحات شعواء ضد وزراء وتهديدات باستجواب وإقالة من المنصب، فجأة تختفي ويختفي كل شيء لتكتشف أولاً أن التصريحات ما هي إلا «ضوى ليف» أو حصل صاحب التصريح على مأربه الشخصي فصمت.

الحماية الزائدة لأي فرد أو مسئول تقود إلى مزيد من الاحتقان الشعبي والمجتمعي وهي طريق تأزيم لا حل، وهي وبال على الوطن لا حماية له، وهي هدم للوطن لا تنمية له، فمتى تتوقف بعض الأسر عن الحماية الزائدة؟، أم تنتظر أن تقدم الدولة على هذه الخطوة لتكون قدوة لها.

ليعرف أي مسئول أو فرد، أن القانون فعلاً فوق الجميع وبشكل متساوٍ وعادل، ولا بد من التخلي عن الحماية الزائدة.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 6:48 م

      حمايه الفساد من ان تطاله يد العداله

      علئ الاب ان يحفز أبناءه احسنو العمل ويحاسبهم اذا اساؤ العمل وعلئ الحاكم ان يحسن الي رعيته وينصف بينهم وعلئ الراءيس ان يراقب وزراءه ويعاقبهم اخلو بواجبهم وعلئ إلناءب ان يراقب الحكوومه ويحافض علئ المال العام ويحاسب الفاسدين وسارقين الوطن

    • زائر 12 | 10:58 ص

      سياسه في سياسه !!

      سياسه الأفلات من العقاب هي السائده ممع كل الاسف في بلادنا العزيزه .. عداري تسقي البعيد وناسيه القريب ,.,,, والله قهر

    • زائر 11 | 7:52 ص

      من امن العقوبة اساء الادب.

      يقول المثل "من امن العقوبة اساء الأدب" وفي غياب السؤال يكثر الفساد.

    • زائر 10 | 2:55 ص

      ام المصائب

      احد اسباب الاستهتار فى إنجاز الاعمال وتأثيرها اعتقاد الموظفين بانهم محمين وانهم يؤدون إحسان للناس وليس وجودهم لخدمة الناس والذي على ضوئه يستلمون رواتب وبالخصوص فى الوزارات التى تعتبر سياديه

    • زائر 8 | 1:46 ص

      احسنتم عزيزي

      بالنسبة الى المسؤولون في الوزارات وغيرهم ، والذي يتم استجوابهم، يرى نفسه معصوما، هؤلاء الذين على هذه الشاكلة يكسوهم التعصب، و(التعصب يطحن ثقافة الدليل والبرهان)، حتى لو وضعت له الادله الواضحه والبراهين الكاملة لا يوافق ولا يقتنع لان التعصب يمنعه من ذالك، وفي نفس الوقت عقله لا يرفض الادله والبراهين اذا كانت صائبة، ولكن تعصبه هو الذي يجعله لا يوافق و لا يقتنع.

    • زائر 7 | 1:45 ص

      احسنتم عزيزي

      نعم العناية الزائدة والاهتمام المبالغ مع عدم ردعه عن الامور الخاطئة هذا يولد وينتج سلوكا قد يحطم هذا الرجل الذي كان طفلا، لانه لم يُردع ولم يقال له هذا خطأ وهذا صواب.

    • زائر 6 | 1:39 ص

      ليست من أسرار تربية الأسماك

      البيئة والتربية والتنمية والتعليم لها وظائف عديدة، منها مساعدة الطفل في بناء وتكوين شخصية إنسان سوي مفيد لنفسه وغير مضر لغيرة. لكن التقليد و عدم معرفة الأصل The Original سلكت طريق حالات الدلال الزائد أو الحمية المفرطة أو عدم حضزر الأربع عناصر الرئيسية لتكوين شخصية الإنسان السوي تسبب في ضعف الشخصية. فالزائد كما الناقص، ومازاد عن حده انقلب ضده، و أقصي الجنوب الشمال.
      فليس يغؤيب كيف تاهت القيم وضاعت أخلاق الطفل.
      وهل هذه الظاهرة عابرة القارات مشكلة أفراد أم عرف في المجتمع؟

    • زائر 5 | 12:59 ص

      كلام في الصميم

      بارك الله فيك على هذا المقال الرائع

    • زائر 4 | 11:56 م

      16

      أين المعتبر وأين اللذي ينشد العداله المجتمعيه

    • زائر 2 | 11:20 م

      احسنتم عزيزي

      بالنسبة الى المسؤولون في الوزارات وغيرهم ، والذي يتم استجوابهم، يرى نفسه معصوما، هؤلاء الذين على هذه الشاكلة يكسوهم التعصب، و(التعصب يطحن ثقافة الدليل والبرهان)، حتى لو وضعت له الادله الواضحه والبراهين الكاملة لا يوافق ولا يقتنع لان التعصب يمنعه من ذالك، وفي نفس الوقت عقله لا يرفض الادله والبراهين اذا كانت صائبة، ولكن تعصبه هو الذي يجعله لا يوافق و لا يقتنع.

    • زائر 1 | 11:20 م

      احسنتم عزيزي

      نعم العناية الزائدة والاهتمام المبالغ مع عدم ردعه عن الامور الخاطئة هذا يولد وينتج سلوكا قد يحطم هذا الرجل الذي كان طفلا، لانه لم يُردع ولم يقال له هذا خطأ وهذا صواب.

اقرأ ايضاً