العدد 3617 - الأربعاء 01 أغسطس 2012م الموافق 13 رمضان 1433هـ

وللصوت أيضاً ثمن

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في الوقت الذي يكثر فيه الحديث عن المصالحة ومحاولة رأب الصدوع التي حدثت بسبب تعاطي خاطئ، مع مطالب شعبية مشروعة ومكفولة عرفاً وقانوناً دولياً ومن المفترض محلياً، نجد أن الكثير من الجهات الرسمية المعنية بحلحلة الأزمة ما زالت تمارس ذات الدور عبر الإنكار والاتهام والإسقاط والتهرب أيضاً في أحايين أخرى.

حين يقول المواطن لقد تعرضتُ للإذلال والتعذيب، للمداهمة والتعدي، لمصادرة ممتلكاتي والتنمر من قبل بعض الموظفين الرسميين وفي أوقات عملهم فإن ذلك الصوت يجب أن يُسمع بإنصات واهتمام، فأقل موظف شأناً هو ممثل للدولة في موقعه، وعليه فإن الدولة تتحمل وزر أخطائه ومسئولة عن مساءَلتِهِ والتحقيق معه.

ما تحدثت عنه الجمعيات المعارضة وأنكرته وزارة الداخلية ليس محض خيال، المداهمات والاعتداءات كانت وما زالت سمة العام الجاري وما قبله منذ بدء الاحتجاجات، والاستتار بعباءة عدم شكوى المواطنين لا تلغي وقوع الحدث.

وقد حوى تقرير السيد محمود شريف بسيوني ما يشيب له الولدان من انتهاكات وتعدٍّ على المواطنين ومنها مداهمات المنازل والسرقات. وهو رجلٌ يحظى بثقة السلطة وحاز تقريره على موافقتها.

فأين التحقيق والمحاسبة فيما ذكره السيد بسيوني؟ ولمَ ما زال المتهمون بإنتهاكات حقوق الإنسان يمارسون ذات الأدوار التي أساءت للدولة بما يكفي؟!

لا يمكن الحديث عن مصالحة ونحن لم نخْطُ قيد أنملة بعيداً عن مواجعنا، وما زالت عشرات المناطق تغرق في الغازات الخانقة بشكلٍ ليلي، وما زال المواطن لا يأمن على نفسه من طلقةٍ طائشة أو اعتقال غير مبرر أثناء تواجده بالشارع أو أمام منزله.

ليست تلك قصص خيال، وليست حكايا نرويها للأطفال كي يهلعوا فيناموا، بل هو الواقع الذي يتجرعه المواطن في واقعه الدامي الذي يجعله لا يفقه معنى المصالحة، فكيف لجرحٍ أن يبرأ إذا ما فتحناه كل يوم ونكأناه بقسوة؟ هكذا هي القلوب، تنكأ كل يوم ولا يعود للمصالحة طريق إلا بأقلام تمتهن الأمل أو تصريحات معلبة للإعلام الخارجي تقدم كلما اشتد حمى الوطيس دون أن يعني ذلك أن التغيير قادم.

اصبح لصوتنا اليوم ثمن، كلما أنكر أحدهم جنون ما يحدث لوحق وغُيِّبَ وعُذِّب، وأصبحنا عراةً إلا من أصواتنا؛ فالمواطن اليوم لا يملك ما يذود به عن نفسه، هو محاط بقوانين لا تحميه كما هو المفترض بالمقام الأول.

أين لجان التحقيق التي أنتجت لجيناتٍ أخرى، لم نسمع بتقريرها ولا عرفنا أين وصلت محاكمات الذين اتهموا بقتل بعض المواطنين أثناء الاحتجاجات، وأين العدالة والمساواة بين الجميع حين يُحكم على مواطنين في قضايا تستند إلى أدلة إنتزعت تحت التعذيب وصدرت فيها أحكام قاسية بحسب ما جاء في تقرير بسيوني، فيما حق الأجساد التي هشمتها العصي والآلات داخل السجون ضائعٌ، أليس من العدل أن يؤخذ الأسلوب والسرعة ذاتهماعملاً بالمساواة بين المواطنين؟!

ما يسرق من الناس أثناء المداهمات ليست أموالاً فقط، إنما هي ثقة المواطن.

تلك الثقة التي سرقت سيظل مكانها خالياً لوقتٍ طويل، فقد طعن المواطن بيد من كان من المفترض أن يقوموا بحمايته، هذا صوتي الذي أود أن يُسمع ولي في ألم المداهمة والاعتداء حكايةٌ حية ووجوه أطفالنا التي لن أنساها شاهدٌ مقيمٌ في الذاكرة على بشاعة ما مر به المواطن ها هنا منذ عامٍ وأكثر بقليل.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3617 - الأربعاء 01 أغسطس 2012م الموافق 13 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 10:43 ص

      ياريت استاذة مريم تكونين حقانية لأنه الكل شايف وعارف

      انزين حلو ...وين الكتابات عن المخربين الي يطلعون ويحرقون في الشوراع بانصاف ليالي واغلاق الطرق على الساكنين في المناطق ليش ماتتكلمين عنهم انا شخصيا وغيري كثير مستائين من الي قاعد يصير في المناطق وغلقها بحجة تعبير عن الرأي وهو تخريب لا اكثر ولا اقل .. وانا ساكن في منطقة وسط السوق بتتسكر شوارعها بالقمامة والأطارات وأنا احمل المسؤولية كاملة على اذا لا سمح الله صار شي في أهلي بسبب التحرق وتسكر الشوارع . حسبي الله ونعم الوكيل .

    • زائر 15 | 9:16 ص

      نفي الوزارة بثبت الوقائع

      شكرا أختي الكريمة على كلماتك الصادقة والمخلصة للوطن والمواطن أين كانت طائفته. إن استمرار الإنتهاكات في الشوارع واقتحام المنازل مابعد منتصف الليل وترويع الأمنين هو أمر خرج من طور النفي الحكومي هو ممارسة يومية ومنهج لوزارة الداخلية لا يمكن حجبه عن الرأي العام لأنه موثق صوت وصورة وبالشهادات الحية من الأهالي وفي كل المناطق.أنا نال بيتنا مداهمان الفجر من قبل الملثمين المدنيين والعسكريين في فجر شمل ما لا يقل عن 8منازل وتم اقتياد أخي الأصغر للمعتقلات المظلمة نعم وقد روع أهل البيت بعد أن كسرت الأبواب.

    • زائر 14 | 8:42 ص

      فبركات

      أنا حقيقة مستغرب . في تقرير للوسط من حوالي أسبوع أجمع الأهالي عن نذمرهم من المخربين والإرهابيين الذين يغلقون الشوارع ويحرقون . أوقفوهم ولن تجدوا شرطيا واحدا . ابكاتبة تشتكي من الغازات ولكن لو توجه كلامها للمخربين سيكون أفضل لها و للجميع . وليس هناك داع لدغدغة العواطف التي لن تفيدكم كثيرا. بوعلي

    • زائر 13 | 4:24 ص

      إقلاع موفق

      وأصبت في كل ما قلتي ولا نملك الا ان نقول لاحول ولا قوة الا بالله

    • زائر 12 | 4:10 ص

      الحرية القدمة

      إلى مستقبل الحربة والعدالة الذي هو قادم لا محالة رضا من رضي وقبل من حيا

    • زائر 10 | 2:56 ص

      رائع

      ضربة حرة مباشرة

    • زائر 9 | 12:53 ص

      يسعد صباحك

      مقال رائع

    • زائر 8 | 10:22 م

      صح السانش

      صح السانش وجزاش الله خير كتبتين اللي في قلبنا وما ندري كيف نوصله لاصحاب الشان عسى بس يصحه ضميرهم الميت ويفيقوت من سباتهم لان الناس هلكت من فعايلهم الشينه

اقرأ ايضاً