عيد الفطر السعيد يهل على الدول الإسلامية دون تغيير يذكر في قضاياها المركزية فلا هي توحدت ولا حتى تحركت نحو القدس الشريف من أجل تحريره من بين يدي المحتلين، بل ازدادت تلك الدول وحكوماتها تراجعاً أمام الاحتلال في عدد من المحاور.

عيد الفطر الذي جعله الله للمسلمين عيداً بعد شهر حف بالمغفرة والرحمة ليكون تتويجاً وفرحا بتلك المغفرة والتوفيق الإلهي في هذا الطريق، يعود هذا العيد علينا هذا العام كما هي العادة وسط اختلاف في تحديد ايامه، إلا أن ذلك يعد أمراً طبيعيا لا يستحق في الكثير منه إثارة البلبلة، لأن توحيد رؤية الهلال يعني توحيد المباني الفقهية لذلك، وتوحيد المباني الفقهية يعني اغلاق باب الاجتهاد، إذ إن هذا الاختلاف جاء كنتيجة طبيعية لتعدد الاجتهادات التي تصل في طبيعتها إلى نتيجة ما، وهذه النتيجة لا يمكن أن تكون لدى الجميع واحدة.

ولكن أمتنا اليوم لا تعاني من مسألة هلال يختلف بشأن تحديد يومه نتيجة تعدد الاجتهادات، لكنها تعاني من اجتهادات فاسدة تحلل دم المسلم تحت عناوين مختلفة، وتعاني من سفك الدماء في شهر رمضان وخارجه.

وفي البحرين سينقسم البحرينيون كغيرهم إلى أقسام بشأن يوم العيد، لكن ليس المهم هذا، بل المهم أنهم سينقسمون بين فرح بالعيد وبين حزين على فراق حبيب له في السجن أو رحل عن الدنيا بشكل ظالم للإنسانية.

هناك عوائل كانت تجلس على مائدة الإفطار في شهر رمضان وسط غياب عائلها عنها ليس لشيء إلا لأنه رفع صوته مطالباً بحقه وحقوق الآخرين وحقوق الأجيال المتعاقبة في العدالة والمساواة والثروة العامة، كان إفطارها ممزوجاً بالدموع خصوصاً حينما تنادي أو يتساءل الأطفال عن الأب، هل ستعيش يا ترى تلك العوائل فرح العيد كما هي بقية العوائل؟

يستحق هذا الوطن وأهله أن تعود لهم فرحة العيد الحقيقية، عيد لا يكون فيه سجين ولا معتقل، عيد لا يكون فيه لسان السبابين والمتملقين مطلوقا بشكل قذر طائفي دون رادع، بينما يبحث عن زلة هنا أو هناك لأشخاص آخرين.

عيد يعيش فيه أهل الضحايا انصافا لما نالهم من عذابات، عيد يغيب فيه التمييز والفساد عن وطننا الحبيب. كي لا يتساءل البحرينيون «عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ».