العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

الساعاتي: تنفيذ توصيات بسيوني والحوار غير المشروط هما الطريق لحل الأزمة

أعرب النائب أحمد الساعاتي عن خالص تعازيه لعائلة الشاب حسام الحداد الذي توفي الليلة قبل الماضية في المحرق مؤكدا بأن هذه الوفاة يجب أن تكون سببا إضافيا وقويا للفرقاء السياسيين لإيقاف حالة الإحتقان الذي يعاني منه الوطن منذ أكثر من عام ونصف العام.
وطالب بالتحقيق الفوري في أسباب وملابسات إصابة ووفاة الشاب وتوفير أقصى درجات الشفافية في ذلك وإطلاع الرأي العام بالنتائج لكي يتحمل كل طرف مسؤوليته جراء هذا الحادث ولضمان عدم تكراره مستقبلا.
وقال أنه في الوقت الذي تحتفل فيه شعوب ودول العالم اليوم في فرح وسرور بعيد الفطر المبارك نجد أن وطننا يشيع شابا في عمر الزهور إلى المقبرة وسط انقسام مجتمعي غير مسبوق بسبب غياب العقل والحكمة في معالجة مشاكلنا الداخلية.
وحذر من أن مدينة المحرق التي كانت عبر التاريخ أنموذجا للحمة الوطنية بين مختلف مكونات وطوائف المجتمع البحريني يراد لها أن تنزلق نحو الفتنة الطائفية وخلق حالة من العداء بين العوائل والأسر من الطائفتين ولاسيما بعد سقوط هذا الشاب قتيلا مؤكدا بأن هذا الرهان سيسقط بفضل وعي وتماسك أبناء هذه المدينة العريقة.
وأوضح بأن عجلة العنف لن تتوقف وستزداد قائمة الخسائر والأضرار ما لم نبادر لعلاج أصل المشكلة بروح من المسؤولية الوطنية والرغبة الصادقة في إنقاذ الوطن من الأخطار المحدقة به.
وأضاف بأن الخسائر البشرية والمادية التي ألمت بالوطن كانت كبيرة ولا يمكن تعويضها وأنها ستترك آثارا يصعب محوها وستنعكس سلبا على اللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي لسنوات طويلة، وقال أنه لا يجب استغلال تلك الخسائر كورقة ضغط سياسية من أي طرف لأن "الخسارة هي خسارة للجميع ولا رابح أو مستفيد من ورائها".
ودعا الساعاتي الحكومة والمعارضة إلى تحمل مسؤوليتهما تجاه الوطن والمواطنين والعمل فورا وبدون إبطاء لإيقاف العنف والعنف المقابل لتجنيب البلاد من المنزلق الطائفي والحفاظ على السلم الأهلي، مشيرا إلى أنه تلمس رغبة أكيدة من جلالة الملك لطي هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ وطننا "ولكن اليد الواحدة لا تصفق إذا لم يبادر جميع الأطراف بالتعاون لحل هذه الأزمة".
وقال الساعاتي أن استمرار حدوث المناوشات والاشتباكات بين الشباب ورجال الأمن في بعض المناطق هو أمر مرفوض ومدان ويجب على الدولة والجمعيات السياسية أن تعمل معا أو بشكل منفرد على إيقافها بكل الوسائل السياسية أو الاجتماعية الممكنة محذرا من أن إهمال هذا الأمر أو عدم التصدي له بشكل عاجل وسريع قد جعله كأنه بات أمرا واقعا ويمكن التعايش معه وحذر من خطورة التعود على هذه الحالة أو أن تصبح جزءا من حياتنا اليومية.
وذكر بأنه لا يجوز أبدا من الناحية السياسية أو القانونية أو الشرعية اعتبار هذه الاشتباكات هي جزء من "الحوار السياسي" أو جزء من لعبة "من يتعب أولا" أو "من يصمد إلى الآخر" لأن حياة المواطنين أثمن من المكاسب السياسية ودور رجال الأمن أكثر أهمية من إشغالهم في مثل هذه الأعمال وإبقائهم على أرصفة الشوارع لمراقبة أي خرق للأمن.
وتساءل "ماذا سنجني إذا تحققت المطالب السياسية وخسرنا وحدتنا الوطنية أو سمعتنا الدولية أو مكاسبنا الاقتصادية والتنموية ؟".
وأكد الساعاتي مجددا بأن الأزمة في البحرين هي أزمة سياسية والجميع يدرك ذلك ولا بد أن يتم التعامل معها من قبل الحكومة والمعارضة على هذا الأساس وبالتالي لا بد من استبعاد ورقة العنف الضاغطة وورقة الخيار الأمني من قبل الطرفين كي لا يزداد تعقيد الأزمة ونصل إلى نقطة اللاعودة.
وشدد الساعاتي مجددا على ضرورة حصر الخلاف والحراك السياسي في نطاق العمل السياسي المشروع والمطلوب والذي يكفله الدستور والقوانين الدولية كما شدد على تحريم استخدام العنف كوسيلة للتعبير أو المواجهة من قبل الشارع أو استخدام القوة المفرطة من قبل رجال حفظ الأمن وكذلك يجب عدم إقحام الخلاف السياسي في حياتنا الاجتماعية والمعيشية لأن من شأن ذلك تعطيل طاقات المجتمع وتوقيف عجلة التقدم والأضرار بمصالح الوطن والمواطنين.
وقال أن المجتمعات المتقدمة ديمقراطيا تعتبر أن الحراك السياسي مهما بلغ شدته ونشاطه يعد عنصرا إيجابيا وأساسيا وبناء في عملية التطور الديمقراطي في ظل مناخ الانفتاح والحريات واحترام مباديء حقوق الإنسان وينعكس بالفائدة على المجتمع والمواطنين وذلك في إطار العملية السياسية المشروعة و وفقا للقوانين والأنظمة ودون اللجوء إلى العنف أو إلغاء الآخر، بينما كان العمل السياسي وبالا على بلادنا ومواطنينا الذين دفعوا ثمنا باهضا من أجل إقرار إصلاحات سياسية ومعيشية عادية لم تكن تتطلب كل هذا العنف والخسائر.
ودعا النائب الساعاتي جميع الأطراف إلى التوقف عن تبادل الإتهامات والنبش في جذور الأزمة التي باتت معروفة للكل وتم توثيقها من قبل قضاة دوليين من خلال لجنة تقصي الحقائق مطالبا الجميع الإنصراف إلى العمل الجاد لاحتواء الأزمة وتداعياتها المستمرة من خلال التنفيذ العاجل لتوصيات هذه اللجنة والبدء فورا بالحوار المباشر والمفتوح بين السلطة وجميع القوى السياسية ودون أي شروط مسبقة وتقديم تنازلات كبيرة من قبل الجميع للتوصل إلى تسويه تحفظ الوطن وتوقف هذا النزيف المستمر.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 4:57 م

      سعادة النائب المحترم

      إذا كنت متاثرا فتقدم ببلاغ أمام سلطة التحقيق والاتهام لتضع تلك السلطة في اختبار حقيقي لأن أرواح الناس محمية جنائيا.

    • زائر 26 | 3:45 م

      زائر رقم (1)

      غير معقول والصحة بكل فروعها في يد الطائفة الشيعية و85% من العاملين في تلك الوزارة من الطائفة الشيعية وخصوصا قبل 5 سنوات

    • زائر 25 | 3:07 م

      داود

      لا داعي لخداع النفس يا سعادة النائب، أنت تعرف لب المشكلة ( الفساد - التمييز - العمالة)

    • زائر 24 | 2:46 م

      الحل

      تنفيذ توصيات بسوني و الحوار الجاد هما الحل الوحيد

    • زائر 22 | 2:18 م

      جاوبنا يا أستاذ ساعاتي: هل مايحدث على أرض الواقع من قتل واعتقال ومداهمات وإغراق الأحياء السكنية بالغازات السامة هل هي من مقدمات الحوا ؟؟!!

      التصعيد الأمني واعتقال الشباب والحكم على الحقوقي نبيل رجب بالسجن 3 سنوات لمجرد مشاركته بالمسيرات!!!!! وأخيرا قتل فتى لايتجاوز عمره 16 سنة بشكل بشع وبطريقة وحشية تدمي القلوب ثم نتبجح بالحدبث عن حوار مشروط

    • زائر 21 | 2:04 م

      إلى أين يأخذنا القدر الحتوم? ???????????????????

      حبيبي الأستاذ أحمد.; المسألة أكبر مما يرسمه خيالك الحريص على أبناء الوطن, المسألة هي تداخل قوى جارة وإقليمية لا ترحب بسياسة سلطة الشعب الحقيقية , وهي للأسف آخذة للتعقيد والتبعيد أكثر فأكثر بسبب الالتفاف على المطالب المشروعة داخليا, وبسبب الضغط الإقليمي من أجل الحؤول دون الديمقراطية الحقيقية, فكل الرهانات خاسرة إلا الرهان على بسط صدق النوايا بشروط تقرها القوانين الدولية وميثاق المملكة

    • زائر 20 | 1:39 م

      كنت اخاف على ابنائي ان يخرجو في مسيرات ..

      اما الان و بعد ما رايته من فرح و رقص على الأم طائفه معينه من الشعب و التي قد سلب حقها و استبيحت حرماتها و سفك دماء شبابها بدم بارد فلم اعد اخاف على ابنأئي عند ذهابهم لممارسة حقهم في التعبير ... فكما قال زئرر رقم 5 .. ابناؤنا ليسوا اغلى من حسام و غيره من الشهداء ....

    • زائر 19 | 1:20 م

      كلام حق

      كلامك حق يا استاد احمد
      شكرا لك

    • زائر 18 | 1:17 م

      لا للمغالطات

      هنالك فرق بين ان يكون حوار مشروط وهو مرفوض من العقل البشري قبل ان يكون مرفوض من طائفة او حزب ما وبين ان تكون هنالك ارضية يجب ان تهيأ للبدأ في الحوار فلا يصح ان تضع الاغلال في يدي وتقول تعال لنتحاور ولايصح ان تتمعن في قتل ابناء شعبي وتقول تعال لنتحاور وثانياً على ماذا تريد ان تحاورني هل لحق مسلوب ام عدالة مضيعة

    • زائر 17 | 12:56 م

      لا رجوع عن المطالب

      استشهاد حسام رسخ اهمية تحقيق المطالب كاملة وابناؤنا ليسوا اغلى من حسام

    • زائر 16 | 12:35 م

      على المغتسل

      ستجدون الحوار..
      اسألوا شهداء الأمس
      وشهيد اليوم
      وفي صمتهم الجواب!

    • زائر 15 | 12:34 م

      مازلت لا اعلم الضرب بيد من حديد او مسدس حديد بعدين ايقولون اللحمة الوطنية.

    • زائر 14 | 12:27 م

      اسأل؟

      اسأل الحكومة وهي تميز الشعب الى فئتين فئه لها الاعمال بالوزرات والبعثات الدراسية و تجنيس مقيت .. وفئه تهمش من كل الاشياء .. حوار بدون تعديل الاوضاع .. ليس له قيمة .. وشكرا لك

    • زائر 13 | 12:22 م

      ساعاتي اسمع ...

      ساعاتي يقصد بالحوار غير المشروط يعني الحوار من اجل الحوار ولأجل غير محدود يعني مثل حوار الفلسطينيين وإسرائيل اكثر من

    • زائر 12 | 11:18 ص

      التمييز الطائفي

      هل تعلمون ما هي المشكلة ؟ هي ان مكون كبير من هذا الشعب ووفق الاحصائيات يمثل هذا المكون من الشعب الاغلبية السكانية ولكنهم مظلومون ويمارس التمييز عليهم في الوظائف على سبيل المثال انا تقدمت لعدة وظاىف مختلفة في قوة دفاع والداخلية ووزارة الخارجية وكلهم رفضوني على اساس المذهب كما ان هذا المكون الكبير من الشعب مهمش ويتم وصفه بالخونة والمجوس والصفوية

    • زائر 10 | 11:14 ص

      بعيد عن العواطف الزائدة

      هل هذا الحدث والنوايا المبيتة يعني في صدق النوايا للحوار .

    • زائر 9 | 11:07 ص

      الضحيه والجلاد

      لماذا تساوون الضحيه بالجلاد شتان بين عمل بعض الشباب المطالب بحقه في الحريه وااكرامه من اضرام اطارات او تسديد بعض الطرقات لااوقات لكن لايباغتون بالهجوم عليهم كاالوحوش وبين من يسفك الدم الحرام ويفطع الارزاق ويسجن الابرياء ويهدم بيوت الله ......مالكم كيف تحكمون

    • زائر 8 | 11:05 ص

      كربابادي

      الأخ الساعاتي يساوي بين الجلاد والضحية، وبين الظالم والمظلوم .. تلك إذاً قسمة ضيزى

    • زائر 7 | 11:04 ص

      توصيات بسيوني ..!!

      من أول توصيات بسيوني قتل الشهيد حسام الحداد من جزيره المحرق طفل في عمر الزهور دا ال16 ربيعآ فزت ورب الكعبه يا حسام العز والكرامه
      قليلآ من الحياديه يا سعاده النائب

    • زائر 6 | 10:59 ص

      نعم للحوار

      نعم لحوار جاد يعيد لشعب كل حقوقه(كرامه، عداله، حريه ويكون مصدر السلطات).

    • زائر 5 | 10:53 ص

      حريه التعبير السلمي حق اصيل

      حريه التعبير السلمي حق اصيل لكل الانسانيه اذاً لماذا امنع قهراً من ممارسة حقي في وطني؟ ترى اهل البحرين ابهرَ العالم بسلميته 9مارس دليل على ذلك. 

    • زائر 4 | 10:49 ص

      ياريت حد يسمع

      كنت اتمنى في عقلاني يخرج ليقول لننقذ البحرين من هذا الانزلاق الغضروفي الذي اذا استمر سيسبب لنا عاهةوالالام شديدة ونحن لانريد ذلك كفانا نزفا لدماء ابناء هذا البلد ياحكومة ويامعارضة كفاكم عجن وخبز ترى البحرين شبعت هدرا للدم البحريني حطوا الاوراق عالطاولات ولتبدؤ الحوار الذي ينصف الشعب البحريني
      لو تجتمع الشبيبة والاطفال والعجائز سيقولون كفى كفى كفى كفى كفى كفىىىىىىىىىىىىىىىى

    • زائر 3 | 10:46 ص

      الطائفيه هي سبب المشكله من الاساس ....

      لا ابالغ ان قلت بأن ابنتي و هي من الاوئل على مدرلاستها قد رفضت على الفور عند ما تقدمت لوظيفة علاج طبيعي بمستشفى .......قبل 5 سنوات ما ان عرف انها من طائفه معينه .. و با التحديد شيعيه . هذا احد جذور المشكله .. التمييز يا ساعاتي .

اقرأ ايضاً