العدد 3662 - السبت 15 سبتمبر 2012م الموافق 28 شوال 1433هـ

طوفان غضب «محمدي»

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

«براءة المسلمين»... كان ذلك هو الاسم المقترح للفيلم المسيء الى خاتم الأنبياء والرسل نبينا محمد، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين، والى الدين الإسلامي! والذي تسببت مقاطعه الفجة الساقطة الى غليان غضب في الأمة الإسلامية بدأ بانتقام، غير مبرر ووحشي، بقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة موظفين اميركيين مساء الثلثاء (11 سبتمبر/ أيلول 2012)، وتحول ايضاً الى طوفان استنكار وغضب، مبرر ومشروع، في كل الدول الإسلامية تفاوت من حيث الشدة والحدة.

مسلسل الإساءة للدين الإسلامي ولرموزه لم يعد شكلاً مستغرباً من أشكال إظهار العداء للدين ولأتباعه! ولا يمكن اعتبار هذه الحملات المسعورة محدودة في أهداف كيانات ومجموعات معادية للدين الإسلامي، بل تدعمها دول وتمولها ثم تدعي بعد ذلك احترامها لهذا الدين كما هو حال الولايات المتحدة الأميركية ذاتها... لكن جملةً صريحةً أراها بارزة: «نعم هناك حملات ممنهجة للإساءة الى الإسلام من قبل الغرب... السؤال: هل لدى الدول الإسلامية اعلام يحمل خطاباً معتدلاً يواجه كل تلك الحملات؟ أبداً! بل يوجد مقابل ذلك نمو مذهل لظاهرة (إعلام الفتنة) لزرع الشقاق والخلاف والتناحر بين أبناء الأمة الإسلامية، حتى أن هناك قائمة من مشايخ الطائفية أصبحت معروفة لدى ملايين المسلمين... مهمتها إكمال الجزء الرئيس من حملات العداء الغربية، من خلال تدميرها المجتمع الإسلامي من الداخل واثارة العداوات وخصوصاً بين المسلمين سنة وشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين، بل وبين أبناء طائفة بعينها».

هناك الكثير من خبايا الفيلم المسيء الذي أشعل الأمة الإسلامية غضباً... وحسناً فعل أبناء الأمة بحشودهم المليونية السلمية التي أوصلت رسالة، ليفهمها من يفهمها وليتجاهلها من يتجاهلها، مفادها أن رمز الإسلام العظيم «محمد» عليه أفضل الصلاة والسلام، لم يترك خلفه أمة ستبقى الى آخر عهدها خانعة... ميتة... يائسة! هي تحيا من جديد لتواجه الظلم والاستبداد والجور ومخططات النيل من دينها.

من بين تلك الخبايا، ما كشفته مجلة «هوليوود ريبوتر» الأميركية المتخصصة في السينما الأسبوع الماضي، حينما تحدثت عن الفيلم شديد الرداءة مضموناً واسلوباً وتصويراً وخدعاً سينمائية ساذجة، ووصفته بأنه من المستحيل أن يكلف 5 ملايين دولار! والملفت للنظر، أن المجلة استطاعت الوصول الى ممثلة مغمورة تدعى (ساندي لي غارسيا) من مواليد كاليفورنيا وتبلغ من العمر 46 عاماً، شاركت بدور ثانوي في (حفلة الزار الأميركية ضد الإسلام)، بعد أن قرأت اعلاناً في مجلة (باسكيتيدج) عن طلب ممثلين لفيلم «محاربي الصحراء» وهو فيلم يتحدث عن مغامرات في الصحراء العربية، وأعلن عن أنه سيحتوي على بعض المشاهد العارية.

وبحسب المجلة: «ظهرت ساندي غارسيا مرة أخرى على القناة العاشرة الإسرائيلية، لتؤكد أن «العبارات التي نطقها الممثلون أثناء أداء أدوراهم كانت مختلفة وتم دبلجتها وتغييرها، بحيث أصبح الفيلم عن الإسلام والرسول»، فمثلاً ورد لفظ الله على لسانها في لقطة من الفيلم، ثم سمعتها على لسانها نفسه «محمد» بعد الدبلجة، وأضافت أن المخرج «باسيلي» (ويعتقد أنه اسم مستعار)، اتصل بها قبل 6 أشهر، وطلب منها إعادة بعض العبارات من جديد، لسماعها في الفيلم بطريقة أفضل، ويبدو أنها نطقت كلمة «محمد» في الإعادة دون أن تعي ما يقصد بها، فتم إدخال كلمة «محمد» بكل عبارة ورد فيها الاسم على لسانها، وهذا ما حدث مع بقية الممثلين. (انتهى الاقتباس).

مثل تلك التبريرات لا تصمد! حتى ادعاء وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنها لا تعلم شيئاً عن الفيلم (السخيف) لا تصمد أيضاً! بيد أننا كمسلمين أمام مأزق كبير، فالغرب والشرق، عاكفان على نشر الصور المغلوطة عن الدين الإسلامي... الغرب افتقد الرغبة في التعرف على حقيقة الدين الاسلامي، واستسلم للصورة التقليدية عنه والتي قامت وسائل الاعلام التي يسيطر عليها اللوبي اليهودي بتكريسها، ولم يسع لمعرفة الصورة الصحيحة عن الاسلام من مصادره الأصلية، مكتفياً بكتب مغرضة ومحرفة وتفتقد الموضوعية تقف وراءها جهات معادية للدين الاسلامي، وبعضها الآخر (معتمد)، لكنه احتوى من الإساءات للدين الإسلامي ولخاتم الرسل (ص) ما جعلها مؤلفيها بمثابة (نصوص صحيحة وأسانيدها من الثقاة)! فيما فشل الإعلام الإسلامي في الوصول للغرب وفي إيجاد آليات للتعريف بحقيقة الاسلام وتعاليمه هناك، ولم يتبن أية خطط جادة لتوضيح مبادئ وتعاليم الاسلام التي تحترم الآخر ولا تقر الاعتداء عليه.

بيانات الشجب والاستنكار والمظاهرات التي اجتاحت الأمة الإسلامية صورة محمودة قطعاً، لكن الخطر على الهوية الإسلامية – من وجهة نظري المتواضعة – هي من الداخل الإسلامي! فهناك اقطاب طائفية لاتزال تنفخ بقوة في نار الطائفية والصدام بين المسلمين وسائر أتباع الديانات السماوية بصمت رهيب من الأنظمة، كما أنها تحظى بالدعم من خلال مدد مالي وإعلامي متعدد الاتجاهات... حتى أن بعض أولئك انتهز الغضب العارم ليترك الفيلم وما سبقه من حملات عدائية، ويتفرغ لإثارة سمومه في المجتمعات الإسلامية بين السنة والشيعة.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3662 - السبت 15 سبتمبر 2012م الموافق 28 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 8:02 ص

      نتاج الفيلم من سقم تدوين تاريخنا

      الفيلم والمؤلف والمخرج وكذلك الكتب الكثيرة التى تجدف على الاسلام وعلى النبي (ص) .. كلها من نتاج وسقم تاريخنا الملىء بالكثير من السخافات التى يندى لها الجبين وفيها من الغث والقمئ من الاقوال التى تنسب الى رسول الله زوراً وبهتاناً واي تزوير هو اكثر مما هو مؤرخ ومسجل ويحسب على الامة الاسلامية قاطبة يراها الرجل الغربي او الاوربي المتمدن بالحضارة المعاصرة وعصر النور والحريات .. فيرى حالنا مع حكامنا خير شاهد على البطش والتنكيل في التاريخ الاسلامي .

    • زائر 5 | 6:55 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      طوفان سرعان ما يركد..
      ان كان هناك من طوفان فالأولى ان يكون طوفان داخلي ضد كتب المسلمين المليئة مما يندى لها الجبين ..
      دونك كتب الصحاح لترى الاحاديث على لسان المقربين من الرسول كبعض زوجاته وأصحابه وهي احاديث لا تليق لرجل من الشارع فكيف باشرف الخلق واطهرهم..
      محاولات الضجيج لا فائدة حقيقية منه..
      فالفيلم لم ياتي بالكثير من الخارج انما اعتمد على كتب اهل العامة من المسلمين..
      والسلام..

    • زائر 4 | 6:46 ص

      العتب كل العتب

      لا خير في أمة الإسلام إن لم تنصر نبيها عبر نشر تسامحه وقيمه وأخلاقه
      وإنك لعلى خلق عظيم

    • زائر 3 | 1:12 ص

      هذا اقل القليل ولكن

      انما يقوم به المسلمون الآن هو اقل القليل في حق سيد البشرية جمعاء صاحب افضل خلق على وجه الكون اجمع
      ولكن العتب ليس فقط على هؤلاء على بعض كتب المسلمين التي اقشعر بدني ووقف شعري حين رأيت بعض الروايات في كتب الحديث الرئيسية وكيف نقبل كمسلمين بمثل هذه الروايات التي لا نرضاها لاي شخص عادي فكيف نرضى على نبي الرحمة وصاحب الخلق العظيم.
      نحن علينا مسؤلية كمسلمين لا فقط ندين افلام وتصرفات ولكن لا نبحث في كتبنا من احاديث تبعث على الريبة لكل من يقرأها

    • زائر 2 | 12:46 ص

      وجهة نظر

      عزيزي سعيد محمد أعتقد بأن الحكومة الأمريكية خططت ونفذت وأخرجت الفلم من أجل إثارة الفوضى في العالم العربي وحرف الإعلام لأسباب عدة من بينها أن تري العالم سذاجة وتخلف بعض ردات أفعال "ربعنه

    • زائر 1 | 12:15 ص

      الطائفية في المجتمع ا

      هي السبب..الطائفية والخ

اقرأ ايضاً