العدد 3664 - الإثنين 17 سبتمبر 2012م الموافق 01 ذي القعدة 1433هـ

عالمنا العربي والحرب الطائفية

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الحديث عن خطر الطائفية في عالمنا العربي ليس جديداً، كما أن الحديث عن تقسيم بلادنا العربية إلى دويلات تعتمد الأسس الطائفية ليس جديداً أيضاً، وقد ازداد هذا الحديث قوة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ووقتها تم نشر خريطة للعالم العربي بعد التقسيم، وقد أخذ البعض هذه المسألة على محمل الجد كما نظر إليها البعض على أنها نوع من التهويل لا قيمة له! وبسبب الأحداث التي تدور في سورية عاد الحديث مرة أخرى عن التهديد الطائفي وأثره في الانقسامات السياسية والاجتماعية التي قد نشهدها في المستقبل القريب.

ففي سورية طوائف متعددة، منها السنة وهم الغالبية العظمى ثم العلويون، ويأتي بعد ذلك الأكراد والنصارى وربما طوائف أخرى. ومعروف أن بشار الأسد يعمل بكل قوته لتحويل ثورة الشعب السوري ضد استبداده وطائفيته إلى حرب طائفية بين السنة والعلويين، ومع أن العلويين لا ينتمون لطائفة الشيعة لا من قريب أو بعيد إلا أن الأسد ومن معه حاولوا ربط طائفتهم بالشيعة لاستدراج عطف الشيعة ليقفوا معهم، وقد نجح في جذب إيران لتأييده مع أني لا أشك مطلقاً في أن إيران لم تقف معه طائفياً وإنما سياسياً لكي تحمي مصالحها في هذه المنطقة.

وقد امتد تأثير أحداث سورية إلى لبنان، حيث رأينا الاحتقان الشديد بين السنة والشيعة، وكذلك بين السنة والعلويين في منطقة طرابلس الذي ذهب ضحيته عدد من القتلى ولايزال الاحتقان شديداً وقد تنفجر الأوضاع بشدة في أي لحظة. وقد امتد تأثير أحداث سورية إلى نصارى لبنان ما جعل الاحتقان يشتد بين بعض طوائف النصارى وبين بعض السنة والشيعة.

وإذا انتقلنا إلى العراق وجدنا الطائفية تنخر في معظم مرافقها، فالسنة والشيعة في توتر لا ينقطع، وخصوصاً أن المالكي أثبت أنه طائفي بامتياز واستطاع أن يحول معظم الجيش والقضاء لفرض الطائفية بقوة الجيش والقضاء وما الحكم على السيد الهاشمي إلا دليل على ما أشرت إليه.

المكون الكردي في العراق هو أيضاً ذو تأثير قوي على مجرى الأحداث وطريقة إدارة المالكي للبلاد قد تدفع الأكراد لإعلان الانفصال وتكوين دولة مستقلة خصوصاً إذا وجدوا تأييداً من هذه الدولة أو تلك.

والبحرين كما أرى ليست بعيدة عن هذه الانقسامات الخطيرة ومعروف أن الاحتقان الطائفي الشديد بين السنة والشيعة قد يهدد وحدة البحرين إذا لم تسارع الدولة ومعها عقلاء الطائفتين لردم الهوة وإصلاح الخلل. وأتوقع أن هناك دولاً ترصد هذا الوضع المتأزم وتفكر في كيفية استغلاله لتحقيق مصالحها فهناك أميركا وإسرائيل وإيران وربما دول أخرى لم تظهر في الصورة بشكل واضح. فإيران تجد مصلحتها في بقاء الوضع السوري كما هو الآن، وكذلك حكام العراق الحاليون لأنهم يخشون أن يكون بجوارهم حكم سني يؤثر على تطلعاتهم ولا يقف إلى جانبهم، وربما يتحرك الإيرانيون والعراقيون للإبقاء على حليفهم فتحدث اضطرابات غير محسوبة العواقب وكذلك الصهاينة والأميركان سيعملون أيضاً على إبقاء مصالحهم في المنطقة، وقد يحركون القوة الطائفية في الاتجاه الذي يحقق مصالحهم.

الاحتقان الطائفي ليس في مصلحة أي دولة، وهو قنبلة قد تنفجر في أي لحظة، ولهذا فإن على الدول التي تعتقد أن تغذية هذا الاختلاف في صالحها أن تتوقف عنه لأنه ليس كذلك. فبعض الدول تستخدم الإعلام وبعض المشائخ لتغذية هذا الاختلاف لكي يضعف الجميع، حسب اعتقادها، فيسهل عليها السيطرة على الجميع! ولأن نجح مسعاهم مدة من الزمن فإنه لن يستمر كذلك لأن الجميع سيدرك أن قوتهم في وحدتهم وعندها سينقلبون على من عمل على تفريقهم.

أقول: إذا كان من مصلحة البعض تفريق العرب طائفياً فإن من مصلحتنا أن نحارب هذا الاتجاه لكي نحافظ على أنفسنا وبلادنا. والطائفية هي الخطر القادم وعلينا أن نكون حذرين حتى لا نقع في براثنها!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3664 - الإثنين 17 سبتمبر 2012م الموافق 01 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:32 م

      أين العقلاء

      "والبحرين كما أرى ليست بعيدة عن هذه الانقسامات الخطيرة ومعروف أن الاحتقان الطائفي الشديد بين السنة والشيعة قد يهدد وحدة البحرين إذا لم تسارع الدولة ومعها عقلاء الطائفتين لردم الهوة وإصلاح الخلل. "
      كل مبادرة للوحدة تحاول السلطة اجهاضها بمساعدة وعاظ السلاطين الذين ينفخون على النار ليزيدوها اشتعالاً ناسين انها ستحرقهم قبل غيرهم

    • زائر 6 | 7:26 ص

      ..

      للكاتب..
      انا شيعي وانتقد نقد لاذع دعم ايران لسوريا..
      ببساطة لان حكام العرب بلا استثناء يستحقون السقوط..
      ولكن تدخل السعودية وامريكا وإسرائيل وقطر وبريطانيا وبقية الأعوان لا ينكره الا جاهل او حاقد

    • زائر 5 | 2:24 ص

      الكاتب

      هل تعلم ان ما كتبته قمه في الطائفيه.

    • زائر 4 | 1:40 ص

      تحليل غير منصف الطائفية لم تعرف طريقها لسوريا الابعد تدخل دول الخليج وتحديدا قطر والسعودية في الازمة السورية

      واقول لك كون والدتي سورية الاصل ماحدث من تشظيات داخلية هو بسبب التدخل السعودي القطري في الشأن السوري وتأثير المال السياسي واخوالنا واهلنا يدفعون الثمن غاليا اما عن العلويين والسنة والمسيحيين فهم كالفيسفاء المترابط قد يكون اصيب بهزة بس لم ينفرط العقد ومن يدير البلد هم اهل السنة وان كانو محسوبين على نظام شمولي لايعرف للمذهب طريق وانما الولاء واقول لك لووجهت هذه المليارات لفلسطين لتغيرت امور كثيرة وما سكوت دول مجلس التعاون عن الاستنكار على الفيلم المسيء لسيد البشرية لهو دليل فاقع باننا لانملك قرار

    • زائر 3 | 1:37 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      كي نضع النقاط على الحروف..
      رتب لي من يخضع لمن:
      1)الانتماء العرقي
      2(الانتماء الديني
      3)الانتماء الوطني
      حينها نستطيع الحديث

    • زائر 2 | 12:58 ص

      متهم ب ا ل ط ا ئ ف ي ة

      سؤال للكاتب:
      أيهما يخضع للآخر
      الانتماء الديني أم العرقي..
      ملحوظة: ابحث في العقائد الدينية بين الشيعة والعلويين علك تنتبه الى خطأك..

    • زائر 1 | 11:22 م

      افيقوا

      لقد وقعوا في الفخ للأسف فخ الغرب وفخ الفرس الغرب لا يريد نهوض هذه آلامه والفرس يريدون احياء مملكة كسري وخدعو الشيعة العرب للأسف باسم المذهب

اقرأ ايضاً