العدد 3698 - الأحد 21 أكتوبر 2012م الموافق 05 ذي الحجة 1433هـ

تواصل الاقتتال في سوريا "يضعف الأمل" في نجاح الهدنة التي أطلقها المبعوث المشترك

استمرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة وانفجرت عبوتان ناسفتان مساء الاثنين (22 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) في دمشق غداة نداء اطلقه من العاصمة السورية المبعوث الدولي لوقف اطلاق النار "بقرار منفرد" خلال عيد الاضحى.
وفي وقت اعلنت الجامعة العربية الاثنين لوكالة فرانس برس على لسان أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة ان "الامل ضعيف" في تطبيق هذه الهدنة، قال مسؤول اممي ان الامم المتحدة تعد خططا لنشر قوة سلام في سوريا في حال توقف اطلاق النار.
وانفجرت عبوتان ناسفتان في حيين بشمال العاصمة السورية دمشق مساء الاثنين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان "انفجرت عبوة ناسفة بحي ركن الدين شرقي (في شمال دمشق) قرب مبنى اذاعة خاصة"، كما انفجرت عبوة "كانت موضوعة تحت سيارة رباعية الدفع امام مفرزة المخابرات الجوية قرب المدخل الرئيس لحديقة التجارة" في شمال العاصمة ايضا.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان الانفجار الاول في ركن الدين "استهدف سيارة ضابط متقاعد في الامن"، مشيرا الى انه ادى الى اضرار مادية و"اصابة شخص بجروح بالغة".
وكان المرصد تحدث في وقت سابق عن وقوع اشتباكات عنيفة على اطراف مدينة حرستا المتاخمة للعاصمة دمشق، "بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام المدينة".
واوضح ان المدينة "تتعرض لقصف يرافقه تحليق للطائرات الحربية".
وفي ريف العاصمة، تعرضت بساتين جديدة عرطوز للقصف قبل بدء اقتحامها من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اكد مقتل مقاتلين اثنين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة دوما وبلدة جديدة عرطوز.
وفي حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن شمالها، تعرضت احياء مساكن هنانو وقسطل حرامي والسيد علي للقصف من قبل القوات النظامية، بحسب المرصد الذي كان افاد عن استمرار القصف على حي الفردوس منذ ثلاثة ايام.

كما دارت اشتباكات متقطعة في حي صلاح الدين ومحيط حي الاذاعة واحياء حلب القديمة.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت قرية دير شرقي للقصف من طائرة مروحية القت اربع قذائف، بحسب المرصد الذي افاد عن مقتل اربعة مقاتلين اثر اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف المحاصر منذ ايام، وهو الاكبر في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون في 9 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
واوضح المرصد ان "النيران شوهدت وهي تشتعل في حاجز الزعلانة للقوات النظامية في محيط معسكر وادي الضيف" وذلك بعد "هجوم عنيف نفذه مقاتلون من جبهة النصرة ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على الحاجز وعلى معسكر وادي الضيف منذ صباح اليوم".
وادت الاشتباكات الى "تدمير اربع اليات ومقتل ما لا يقل عن تسعة جنود وجرح اكثر من عشرين عنصرا من القوات النظامية"، بحسب المرصد.
ويقع هذا المعسكر على الجانب الشرقي من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي تتعرض بدورها للقصف.
وسمحت سيطرة مقاتلي المعارضة على هذه المدينة بقطع محور الطرق الرئيسي الذي تستخدمه القوات النظامية للتزود بالتعزيزات العسكرية اللازمة لعمليات الشمال.
وفي دير الزور (شرق)، قتل خمسة مدنيين بينهم نساء واطفال جراء القصف الذي تعرضت له قرية الحسينينة في ريف دير الزور، بحسب المرصد الذي افاد عن تعرض بلدة موحسن بريف المحافظة للقصف كذلك.
وفي حمص (وسط)، تعرضت بلدة قلعة الحصن في ريف حمص للقصف "من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على البلدة"، وفق المصدر نفسه.
واشار المرصد الى وصول تعزيزات عسكرية الى المدخل الشمالي لبلدة تلكلخ في ريف حمص والقريبة من الحدود مع لبنان، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط حاجز سويد بريف حمص.
كما قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في مدينة القصير بريف حمص، ومقاتل في بلدة تلبيسة "بينما كان يقوم بتجربة صاروخ محلي الصنع"، بحسب المرصد.
وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الى مقتل 84 شخصا الاثنين، هم 22 مدنيا و25 مقاتلا معارضا و37 جنديا نظاميا، بحسب المرصد.
وفي سياق متصل، قال المرصد ان الشاب بسام اسماعيل يوسف من مدينة بانياس الساحلية "استشهد اليوم الاثنين تحت التعذيب في فرع المخابرات الجوية بطرطوس بعد 15 يوما من اعتقاله، بسبب مطالبته بكشف مصير اشقاء زوجته غسان وبشار ومحمد صهيوني المختفين داخل معتقلات الاجهزة الامنية منذ 12 ايار/مايو 2011".
وطالب المرصد بكشف "مصير الاشقاء غسان (40 عاما) وبشار (36 عاما) ومحمد (22 عاما)، الذين لعبوا دورا مهما في اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالحرية في بانياس وافشال مخطط لاثارة الفتنة الأهلية في المدينة" ذات الغالبية السنية.
من جانبها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان مجهولين خطفوا الاثنين المحامي العام الاول تيسير الصمادي في مدينة درعا (جنوب).
وتاتي هذه التطورات غداة دعوة اطلقها الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد الاحد في دمشق، طرفي النزاع في سوريا الى وقف القتال "بقرار منفرد" خلال عيد الاضحى، الواقع بين 26 و29 تشرين الاول/اكتوبر.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية اثر لقائه الاسد "اوجه النداء الى الجميع لان يتوقفوا بقرار منفرد عن استعمال السلاح اثناء العيد"، مشيرا الى ان كل طرف يمكن ان يبدأ بهذا "متى يريد اليوم او غدا".
الا ان بن حلي صرح على هامش مؤتمر دولي حول الطاقة تستضيفه دبي للوكالة ان "الامل ضعيف في تطبيق هدنة عيد الاضحى حتى الآن مع الأسف. لكن هناك جهودا تبذل على كل المستويات".
واضاف ان "الامل ضعيف لان المؤشرات الموجودة على الساحة ورد فعل الحكومة حتى اعلاميا، والاجواء كلها لا تشير الى وجود رغبة حقيقية بالتجاوب مع هذه المبادرة".
وبالرغم من تقليله من حجم الامل بتطبيق الهدنة في عيد الاضحى، شدد بن حلي على اهمية هذه الخطوة الاولى على حد قوله.
وقال ان "الامر الهام الذي لا بد من العمل على تنفيذه هو الهدنة وكلنا نعتقد انه اذا استطعنا تنفيذ هذه المبادرة واستجابت الحكومة السورية والمعارضة، سيفتح افق ربما مبشر ببدء العملية الاساسية لحل الازمة".
واعتبر ان "الهدنة ليست حلا لكنها فقط تفتح نافذة للحل"، مشيرا الى ان "جهودا تبذل على المستوى العربي والدولي للضغط على الطرفين لتنفيذ هذه الهدنة".
واذا ما فشلت الهدنة، قال بن حلي ان الامم المتحدة والجامعة العربية "ستواصلان جهودهما ومساعيهما لان هناك مسؤولية انسانية واخلاقية على الكل" ازاء الازمة في سوريا.
من جهته، قال مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو الاثنين "اؤكد اننا نفكر في ما سيحصل في حال توقف اطلاق النار وتبلور حل سياسي (في سوريا)، في ما يمكننا القيام به للمساهمة في الامن وحماية المدنيين".
واضاف "اننا نستعد للتحرك اذا كان ذلك ضروريا واذا ما وافق مجلس الامن" على نشر هذه القوة.
وفي اطار الجهود الدبلوماسية، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين ان الابراهيمي سيزور موسكو "في غضون اسبوع" لاجراء مشاورات حول سوريا.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وصل صباح الاثنين الى طهران ليبحث مع المسؤولين الايرانيين في الازمة السورية، كما ذكرت وكالة فارس الايرانية للانباء.
وسيلتقي المسؤول الروسي في طهران وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي.
وتدعم روسيا وايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد وتتهمان دولا غربية وعربية بتسليح المعارضين السوريين.
وهما تعتبران ان حل الازمة السورية لا يمكن ان يكون الا سياسيا ومدخله حوار بين النظام والمعارضة.
وبحثت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين في عمان "تطورات الازمة في سوريا" مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة وتفقدت مخيما للاجئين السوريين.
واعلن المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي ان زيارة وفد الاساقفة الى سوريا "قيد الاعداد والدرس" تمهيدا للقيام بها "حالما تسمح الظروف"، موضحا ان مسألة موعدها "مفتوحة".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً