العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ

كل عام والفساد بخير!

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

كل عام يأتينا تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية ببعض أنواع الفساد المستشري في الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات التابعة للحكومة تحت مرأى من المسئولين والنواب والشعب.

وكل عام والفيلم يُعاد بالشكل نفسه وبالسيناريو نفسه، يطرح التقرير وينشر في الصحف، ويتم تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة فيه، وصرخات وعيد نيابية ووعود حكومية متكررة، والنتيجة هي تقرير آخر بعد عام، تتكرّر فيه المخالفات نفسها، والأخطاء نفسها، التي تعتبر فساداً بأنواع مختلفة في شتى المؤسسات الحكومية.

وكعادتنا في البحرين الحبيبة ننفرد بأشياء غريبة وعجيبة، وأول شيء ننفرد به هو وجود الفساد دون وجود مفسدين تتم محاسبتهم ومخالفتهم واستجوابهم وإقالتهم، أو إذا وُجد شخصٌ تحوم حوله الشبهات، يتم تدويره إلى منصب آخر، أو وضعه كمستشار «راتب بدون عمل»، وفي حالات أخرى يتم محاسبة أشخاص يعتبرون صغاراً جداً دون المسّ بأي شخص يعتبر «هامور».

النواب في جلستهم الماضية، هاجموا الحكومة وأكّدوا أن الأخطاء متكررة، وأنها لم تفعل شيئاً لأي مسئول عن الفساد، وانتقدوا ديوان الرقابة المالية الإدارية لعدم إحالته المتورطين إلى النيابة العامة كصلاحية معطاة له. كما أنهم عاتبوا أو انتقدوا الصحافة المحلية لأنها حمّلتهم مسئولية المساءلة الجنائية التي هي ليست من اختصاصهم، بينما اختصاصهم هي المساءلة السياسية.

وأتمنى أن يفعلها النواب ويفعّلوا المساءلة السياسية حقيقةً تجاه جميع الوزراء دون استثناء، رغم أن التجربة لا تشجّع ولا تجعل مؤشر التوقعات إيجابياً أبداً، فإسقاط استجوابين في الدور الماضي دون حتى التحقيق في الموضوع وقبل مناقشتهم في المجلس، مؤشر سلبي على كيفية التعاطي مع الاستجوابات.

وتفعيل المساءلة السياسية، يعني البدء بالكبير قبل الصغير، وأنه لا يوجد وزراء سوبر ووزراء عاديون وآخرون مستضعفون سيتم استجوابهم، فإذا أردتم محاربة الفساد فلتكن المساءلة السياسية لجميع الوزراء دون استثناء، ودون اصطفافات مصلحية مع أيٍّ منهم.

التجارب السابقة تجعل الناس غير متفائلين أبداً، ونحن أمام تجربة أخرى ستكون مهمة وفاصلة، إما في الاستمرار على الصورة التي وضعها الناس للنواب أو تغييرها ولو بشكل جزئي.

صحيح أن صلاحيات مجلس النواب والآليات تعيق في الكثير من الأحيان، ولكن هناك بعض النواب الذي تمثل إرادته المشكلة وليست الصلاحيات هي المشكلة.

والمهم، نتمنى أن تنتهي مقولة «كل عام والفساد بخير»، لأن هذا ما يؤكده تقرير الرقابة المالية بشكل سنوي، مع إمعان الوزراء والمسئولين في مخالفة القوانين وهدر المال العام بشكل فاضح، وهو ما يؤكد الحاجة إلى تغيير حقيقي يعزّز إرادة الناس وتمثيلهم.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3717 - الجمعة 09 نوفمبر 2012م الموافق 24 ذي الحجة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:26 ص

      نعم

      كل عام والفسااااااد في إزدياااااااااد

    • زائر 7 | 3:38 ص

      مو اقولون

      البلد بخير وكل شيئ من قبل السلطة تمام ولا يحتاج الى تغيير واسئل الاخوان بعد
      السكن متوفر العلاج مجاني والمدرسة ايضا والقروض متوفره اشتبون بعد انتوا غير عن بعض الدول الخليجية. سياحة حلوه موجوده شراب متوفر ولله الحمد فنادق رخيصة متوفره مو بس حقكم حتى حق الدول الاخرى الشوارع نظيفة الازداحام ظاهر عالمية ههه . بعد وين الفساد جسور كبيره كل خمس سنوات جسر وكل واحد اشوف البحر . يعني بس عطينه كم نفر قطعة ارض وكم ربية حسدتونهم هم امشون مشارع البلد جزاتهم يعني احلون بعض ازمات البلد ؟؟؟

    • زائر 6 | 2:34 ص

      لا تلومون الناس

      إخوتي في الوطن مع كل هذا الفساد وبرلمان كسيح لا يقوى على شيء ليش تلومون من ثار على هذا الفساد وطالب بالإصلاح؟؟ بل وتطالبون بسحقه

    • زائر 4 | 11:34 م

      لا يوجد فساد ولا هم يحزنون

      انتم دائما تتبلون على الآخرين فلا يوجد فساد ولا هم يحزنون ما يوجد هو بعض الزلّات البسيطة لبعض المسؤلين الصغار وهذا متوقع ماذا لو ذهبت بعض عشرات الملاين لجيوب بعض المواطنين من المسؤلين؟ ماذا يحصل لو ان مسؤلا اعطى الدولة من جهده وتعبه ثم احب ان يكافأ نفسه بكم مليون او قطعة ارض هذه امور بسيطة ثم لو كان هناك فساد لظهر المفسدون. اين هم المفسدون؟ لم تستطيعوا ان تثبتوا ان هناك مفسدا واحد فكيف يكون الفساد ولا يوجد مفسدون!

    • زائر 3 | 11:01 م

      خلها على الله يامالك

      من الفساد يا استاذ مالك ان المدينة الطبية الي تبرع بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله(الله يطول في عمره) والمبلغ على ما اتذكر مليار ريال سعودي اي مايعادل 100 مليون دينار بحريني نرى الان اليافطات للمدينه الطبية معلقة على (مركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية) وسوف تعلق كذلك يافطات اخرى على بعض موسسات الدولة والتي تختص بالصحة لكي يقال هذه مدينة الملك عبد الله الطبية لتكون مجموع مؤسسات بعد ان خصصت لها ارض بالقرب من البا.اثيرو هذه القضية ياصحافة

    • زائر 2 | 10:26 م

      انغجار بيضة

      موقف النواب كاتفجار بيضة فاسدة محتكم في الغاز لا تؤذي ولكن تلوث المكان . تذكروا بيضة فاسدة وليست سليمة

    • زائر 5 زائر 2 | 12:30 ص

      انفجار بيضة

      صراحة تعبير قوي خصوصا بيضه فاسده بس في اختلاف في نوع البيض الفاس مثلا بيضة النعامعه اذا فسدت تسوي انفجار قوي .......

    • زائر 1 | 10:17 م

      إذا متنفذ يسرق ساحل

      يعني حاميهة حراميهة.

اقرأ ايضاً