العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ

ذاكرة (7)

عبدالجليل السعد comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كان جيراننا اللصيقون ببيتنا يمتلكون بيتاً كبيراً جداً، وربما كان أكبر من بيتنا، إن لم يكن بنفس الحجم. كان في الفريج أكثر من 5 بيوت كبيرة جداً، وتحوي داخلها مجموعة عائلات كبيرة من الأهل والأقارب. وكان بيت جيراننا الملاصق لبيتنا تسكنه عائلتان كبيرتان من أخوين اثنين وأبناؤهما وبناتهما. وهما من عائلة ثرية امتهنت التجارة لفترة طويلة جداً، ولهذا اليوم ربما لا زال أبناؤهم يمارسون جزءاً من هذه التجارة والأعمال.

وأتذكر أنه كانت لدينا نافذة مفتوحة بين البيتين في المطبخ، وكانت أخواتي طوال اليوم يتناوبون على هذه النافذة في أحاديث طويلة لا تنقطع مع بنات الجيران اللاّتي بمثل أعمارهن. وطبعاً لا تتخلف الوالدة عن بعض الأحاديث السريعة وشبه المبتورة مع نساء الجيران.

جيراننا قديماً، وهما عائلتان كانتا تعيشان مع عائلة أخرى من أقاربهما في بيت آخر قريب من بيتهما، وهو «بيت الكورار»، الذي حولته إدارة الثقافة إلى متحف.

يبدأ فريجنا بقهوة محمود، ويقابلها دكان جاسم الهيال الذي ملأ أيامنا بالألوان من حلوياته المرصوصة بعناية وجمال والمعروضة في مقدمة المحل.

كانت قهوة محمود مركز تجمع مهم لكل عمال وموظفي المحرق من نفس الفريج أو الفرجان المجاورة. وتقع القهوة في البراحة (براحة بن غتم)، ولصيق بها الخباز، ومن ناحية أخرى صاحب السمبوسة.

وبقدر أنواع الأطعمة المحيطة بالمقهى إلا أن الروب الطازج، والذي يقدمه محمود في أكواب زجاجية متوسطة الحجم، كان مثار حديث المحرق، وربما البحرين (إن لم أكن قد بالغت)، خاصة مع الخبز الطازج، وكوب الحليب الطازج، ويسمى جاربي أو شاربي، وتعني القشطة التي تطفو على الحليب؛ دلالة على أن الحليب طازج (التسمية فارسية)، خاصة وأن البراحة كانت معبراً لكل الطرق في المحرق، وهي الطريق المباشر إلى المنامة قبل الجسر.

دكان ماجد أو دكان مايد، كان ملتقى أو نادي الفريج للصغار والكبار، فكان لاعبو نادي البحرين وأعضاء فريق القاهر (نادي كوناه حديثاً، في بداية الستينيات) يلتقون بقرب الدكان. وأهم ما يميز الدكان كذلك مباريات الطاش ما طاش وأبطالها ومحترفوها، وكذلك مركز التدريب الخاص بها.

لم تكن زجاجة النامليت «أم تيله» موجودة بل الكوكاكولا والسينالكو والنامليت العادي؛ حيث كنا نسمي ونعرِّف أي شراب غازي بالسكر بالنامليت، كما أسمينا كل شراب برتقال بسينالكو (السينالكو زجاجة شراب غازية صغيرة بطعم البرتقال).

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل السعد"

العدد 3738 - الجمعة 30 نوفمبر 2012م الموافق 16 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً