العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ

أندية بلا مستقبل = رياضة تائهة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

الأندية هي أساس التطوير الرياضي في أي بلد، ومن دون الارتقاء بمستوى الأندية المادي والفني ومن ناحية الموارد البشرية العاملة وكذلك المنشآت، لا يمكن الارتقاء بالرياضة في أي قطر من الأقطار.

فالرياضة لا تبنى من الأعلى وإنما من الأسفل، ولا يمكن أن تخلق منتخبات قوية من أندية ضعيفة فالمعادلة واضحة، ومتى ما تم الارتقاء بأنديتنا تطورت منتخباتنا وارتقى مستوى لاعبينا.

لا شك في أن الدولة وبعد العام 2000 حاولت تطوير الأندية باعتماد سياسة الدمج التي كانت اجبارية بداية ثم تحولت إلى اختيارية، وكان الهدف الأساسي للدمج والذي وافقت على أساسه الأندية المندمجة هو توفير المنشآت النموذجية.

بعد أكثر من 12 عاما تحقق بعض الشيء من هذه الأهداف ولكن مازال الكثير منها بعيد المنال، إذ إن هناك الكثير من الأندية مازالت خارج التغطية بل خارج التاريخ وهو ما أثر على استقرارها وكيانها.

وحتى من تم بناء أنديتها النموذجية مازالت هذه الأندية تنقصها الكثير لتتحول إلى منشآت نموذجية حقيقية، فهي أفضل من السابق ولكنها ليست نموذجية كما هو متعارف عليه عالميا!، ومن الطبيعي في حال دمج 6 أندية أو أكثر أن تمتلك ملعبا مزروعا وصالة رياضية ومبنى إداري ولكن ماذا بعد؟.

لا شك في أن ما بذل وأنجز يستحق التقدير في جانب منه ولكنه ليس نهاية المطاف فالمطلوب أكثر من ذلك بكثير و»المارشال الخليجي» يجب أن يخصص جزء منه للرياضة ولتطوير الأندية تحديدا لأن بتطويرها يمكن أن ترتقي رياضتنا.

فالأساس موجود في الأندية التي بات مستقبلها مجهولا في ظل غياب الموارد القادرة على تغطية الاحتياجات المتزايدة حتى باتت أكبر الأندية عاجزة فكيف بصغارها.

تطوير الأندية يتطلب توفير نوع من الاستقلالية لهذه الأندية وتقليل ارتباطها المركزي بالدولة واشراك القطاع الخاص في عملية التطوير هذه سواء من خلال تشريعات أو أنظمة قانونية أو من خلال برامج عمل رسمية تؤدي في النهاية إلى تحقيق هدف الاستقلالية والاعتماد الذاتي على النفس والقدرة على التطور المستمر.

أنديتنا الكبيرة نفسها في البلاد لم يعد بالإمكان مقارنتها بمثيلاتها في الدول المجاورة وهذا يدق ناقوس الخطر المستقبلي لواقع الرياضة في البلاد، إذ ان استمرارنا على المنوال نفسه سيجعلنا في ذيل الركب كوننا نتحرك من دون تفكير مستقبلي حقيقي.

عندما تكون الأندية من دون برامج مستقبلية تؤمن لها التطوير البشري والمادي وتطوير البنية التحتية فإن المحصلة ستكون بالتأكيد رياضة تائهة لا تعرف مستقبلها، وكلما تأخرنا في التحرك للسير على الطريق الصحيح كلما كانت الكلفة أغلى مستقبلا.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3762 - الإثنين 24 ديسمبر 2012م الموافق 10 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً