العدد 3769 - الإثنين 31 ديسمبر 2012م الموافق 17 صفر 1434هـ

تراجع الهجمات في العراق الذي يواجه حربا بوتيرة منخفضة

سجل العام 2012 تراجعا في معدل العنف في العراق وفقا لمعطيات حكومية نشرت اليوم الثلثاء (1 يناير / كانون الثاني 2013) لكنها اظهرت ان المتمردين لايزالون قادرين على ارتكاب هجمات دامية، فيما حذرت منظمة دولية من ان البلاد لاتزال تواجه حربا "بوتيرة منخفضة".

وياتي هذه التحذير الذي صدر في الذكرى الاولى لانسحاب القوات الاميركية بصورة كاملة من العراق في 2011، والذي تخللته موجة من الهجمات والتفجيرات في ليلة راس السنة واسفرت عن قتل 28 شخصا واصابة نحو 100 اخرين.

وتاتي اعمال العنف قبيل ايام من احياء اربعينية الامام الحسين احدى اكبر المناسبات الدينية في البلاد، التي تتزامن مع سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات التي نفذتها محافظات ذات غالبية سنية ضد سياسة الحكومة برئاسة نوري المالكي.

وتفيد حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية ان 144 شخصا قتلوا في شهر كانون الاول/ديسمبر، في هجمات متفرقة في البلاد، بينهم 40 شرطيا و 14 جنديا فيما اصيب 347 اخرون بجروح.

وتشير هذه المحصلة الى ان ارقام كانون الاول/ديسمبر هي الادنى على مدار السنة.

ووفقا لحصيلة اعدتها وزارات الصحة والداخلية والدفاع أن 2174 شخصصا قتلوا خلال 2012، وهو رقم ادنى بكثير من العام الذي سبقه، خصوصا اذا ما قورن باعوام العنف الطائفي بين 2005 و 2008.

لكن منظمة "اراك بدي كونت" ومقرها لندن قالت في تقرير لها ان عدد القتلى في العراق عام 2012 بلغ 4417 وهو ضعف العدد الذي اقرته الوزارات العراقية.

وحذرت المنظمة في تقريرها السنوي من ان البلاد "لا تزال في حالة حرب بوتيرة منخفضة" في سياق تنفيذ هجمات يومية، بينها هجمات واسعة النطاق مصممة لقتل عدد كبير في ان واحد.

واضافت المنظمة ان "عام 2012 شبيه بحالة نزاع متجذر، مع عدم تسجيل تحول في الوضع الامني بالنسبة للعراقيين خلال السنة الاولى بعد انسحاب القوات الاميركية".

وانسحبت القوات الاميركية من العراق في كانون الاول/ديسمبر 2011، فيما بقي 150 جنديا ضمن اتفاق عسكري بين البلدين لتدريب القوات العراقية.

وفي حين تبدو قوات الجيش والشرطة العراقية قادرة على حفظ الامن الداخلي للبلد، فإنها لن تكون قادرة على الدفاع عن الحدود والمجال الجوي والمياه حتى عام 2020.

وتشكل سلسلة الهجمات التي وقعت الاثنين بعبوات وسيارات وهجمات مسلحة في الشمال ووسط وجنوب البلاد، مؤشرا واضحا على ان المتمردين لايزالون قادرين على تنفيذ هجمات دموية في العراق.

ولم تتبن اي جهة هذه الهجمات التي اسفرت عن مقتل 28 شخصا. لكن تنظيم القاعدة يعلن عادة مسؤوليته عن هجمات تستهدف مسؤولين وقوات الامن والهجمات على الزوار الشيعة، من اجل زعزعة الحكومة واشعال الحرب الطائفية.

وتصاعد العنف بعد تظاهرات واعتصامات مناهضة للحكومة نظمها سكان محافظة الانبار السنية، الذين قاموا بقطع طريق رئيسي يربط بغداد بالاردن وسوريا منذ تسعة ايام.

واستهدفت معظم تفجيرات الاثنين الزوار الشيعة المتوجهين سيرا على الاقدام الى مدينة كربلاء لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، الامام الثالث لدى الشيعة الاثني عشرية.

وتعد مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة واخيه العباس، مركز احياء ذكرى واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عدد من افراد عائلته العام 680 ميلادية.

وتفرض السلطات العراقية منذ عدة ايام اجراءات امنية مشددة نشرت خلالها الاف الجنود وعناصر الشرطة في الشوارع لحماية الزوار الشيعة المتوجهين سيرا من المحافظات الى مدينة كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين التي تبلغ ذروتها الخميس.

ووقع الهجوم الاكثر دموية في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل (70 كلم جنوب بغداد)، حيث قتل سبعة اشخاص واصيب اربعة اخرون في تفجير ثلاثة منازل، بحسب مصادر امنية.

لكن سلسلة تفجيرات بسيارتين مفخختين وست عبوات ناسفة واربعة صواريخ وهجوم مسلح، وقعت في وقت متاخر من مساء الاثنين في مدينة كركوك، اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص بينهم قائد صحوة ناحية ياينجة وامرأة واصابة 13 اخرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:25 ص

      اللهم احفظ زوار الحسين عليه السلام

      الله يحفظ زوار ابا عبدالله الحسين عليه السلام من التكفيريين المجرمين النواصب.. ناصيين العداء لأهل بيت النبي محمد صلى الله عليه و آله وأهل بيته الطاهرين..
      المجرمين التكفيريين مشغولين في سوريا

اقرأ ايضاً