العدد 3777 - الثلثاء 08 يناير 2013م الموافق 25 صفر 1434هـ

الفساد الإداري وقضية المتطوعين... من المسئول؟

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يتم تداول هذه القضايا المثيرة في الشارع والمقاهي والديوانيات ومواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعلها جديرة بالاهتمام، وذلك بسبب سخط الشعب من هذه الأجندات الغريبة، كتركيز الوظائف العليا في عوائل أو قبائل معينة لها انتماءات محددة، بغض النظر عن الكفاءة والجدارة والتخصص. فعلى سبيل المثال نجد وزيراً يتنقل من مؤسسة إعلامية إلى رياضية أو خدمية، وآخر مدير لا يمتلك مؤهلات، من بلدية إلى إدارة منشأة رياضية ومن ثم إلى وزارة ليست في مجال تخصصه، ثم إلى وكيل في وزارة خدمية أخرى، وكأنهم يمتلكون صفات كروموزمات هوليودية (خارقة للعادة)، أو يحتفظون بدرجة خارقة في الذكاء حتى لو وصلوا إلى سن التقاعد.

الموضوع الآخر المثير للجدل قضية «المتطوعين»، مع أننا لسنا ضد توظيف أي بحريني، لكننا كراصدين ومتابعين للشأن السياسي والمجتمعي، نلفت الانتباه إلى أنه يجب أن تتم عملية التوظيف بمقتضى العدالة ومصلحة البلد والناس، ووفقاً للمؤهلات والتخصص وليس مقبولاً الفساد أو التمييز أو الانتقام على حساب الوطن ومصلحته، وإلا لماذا لم يتم توظيفهم مسبقاً مادام يعتبر حقاً من حقوقهم الدستورية.

هذا التوظيف والتنصيبات الأخيرة، يستشفّ منها أو خلفها مآرب وخفايا سياسية، تم استغلالها من الحدث القائم، الذي بالطبع الهدف منه النيل من المعارضة السياسية. فمن يحارب أبناء ديرته لا يصلح أن يدير سوبرماركت، لا وزارة منتسبوها ذوو عقول متفاوتة وأجناس علمية متعددة.

هذا السلوك يغضب من يختلج في نفسه الحنق والظلم الممارس ضده، وهو يراجع أروقة الوزارة في فترات سابقة قبل توظيفهم - المتطوعين - عندما كانت تُصد وتُقابل بِالردود السلبية حينها، بأنه لا توجد وظائف شاغرة لهم، وبقوا على قائمة الانتظار لأكثر من 5 سنوات، فما الذي حصل لتطفو قماقم الوظائف فجأة كالفقاعات، متخطية الشروط العامة للتوظيف والمعايير الرئيسية؟ حقيقة لا أحد يستطيع أن يحلل الصدمة التي أصابت من ينتظرون دورهم وحقهم في الحصول على الوظيفة بعد انتظار طال، وحينما يتم تقديم من هم أقل مؤهلات منهم ودون التخصص المطلوب لتوظيفهم، بتمييز صارخ ضدهم فيما يتعلق بهذا الحق الدستوري.

الطامة الكبرى أن بعض الوزارات امتلأت بهذه المجموعات من غير مهام أو عمل يقومون به، لتظهر بوضوح مشكلة البطالة المقنعة بشكل صارخ وهناك وزارات وهيئات أخرى كالكهرباء والأشغال والمجاري من الأجانب الذين تم توظيفهم من بلدان متعددة عربية وآسيوية، بضعف رواتب أبناء البلد.

الطامة الأخرى، أن المواطن يشعر أنه ليس في بلد تحكمه قوانين ولا أسس دستورية، فمن السهل أن يحرم مواطن من وظيفته التي قضى فيها عقوداً بفصله منها بجرّة قلم ويوظف آخر مكانه غير مؤهل لهذه الوظيفة بجرّة أخرى. كما يتم ترقية آخر لا يمتلك الثانوية العامة من مدير إلى مدير عام وتسحب من الشخص المؤهل لهذه الوظيفة والحائز على الدراسات العليا من غير اعتراض أو استنكار، لا من ممثلي الشعب ولا من سواهم. بل الأدهى من ذلك أن نلاحظ المطبلين يطربون بهذا الفعل الإقصائي الغريب.

من الطبيعي أن هذه السياسات والأساليب والإجراءات غير دستورية، ومن ينفذها لا تهمه مصلحة البلد العليا، ولا يضع في الحسبان خطورة وأبعاد هذه الأجندات المسيئة للوطن والمواطن.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3777 - الثلثاء 08 يناير 2013م الموافق 25 صفر 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:25 م

      قضية من المئات

      هذه القضية من ضمن مئات القضايا التي من شأنها أن تجعل هذا الجيل والجيل اللاحق مقهور بل مضغوط قهر من هذا النظام الفاسد البائد ان شاء الله . لعنة الله ستلحقهم عاجلاً أم آجلاً، ألا لعنة الله على الظالمين.

    • زائر 10 | 2:22 ص

      لهذة الاسباب

      لهذة الاسباب واسباب اخرى يعجز العقل أن يتصورها تصر المعارضة أن تكون الحكومة بارادة شعبية وأن يكون الوطن كل الوطن لكل أبنائة لا للدخلاء خارج القانون أن يطمئن المواطن أن ابنائه بكفائتهم سيحصلون على اى وظيفه, وزير, وكيل وزارة, مدير تنفيدى, رئيس شركة, مدير بنك, ضابط كبير في الجيش او اى جهاز أمن, لا أن تكون تلك الوظائف محجوزه ومن الصغر وربما لم يولدوا بعد وتسمى تلك الوظائف لهم فقط لكونهم من طائفة او قبيلة او عائلة معينة, لقد انتهى كل هذا في العالم ويجب أن ينتهى هنا, فلم يقبله احد بعد!

    • زائر 9 | 1:30 ص

      واللع عجيبة

      انا اول مرة اشوف ممرضه متطوعه (( على شنو ))

    • زائر 8 | 12:31 ص

      يمهل ولايهمل


      اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنه تحمل على الغمام، يقول الله : وعزتي وجلالي!.. لأنصرنك ولو بعد حين. ..النبي الاعظم ص

    • زائر 7 | 12:09 ص

      رحم الله والديك

      آه اقولها بحرقة هناك من انتظر ولا يزال ينتظر الوظيفة مايقارب العشر سنوات بحجة وزارة التربية التوظيف حسب الكفاءة طيب شنو الكفاءة مايردون عليك وآخر شي بغمضة عين كل من هب ودب صار مدرس قاعدين اكل وسوالف وتضييع وقت الدنيا عجايب لو البحرين بلد الغرايب حسبي الله ونعم الوكيل لا امصدقين روحهم بعد

    • زائر 6 | 11:56 م

      لذلك انتفض الشعب

      لذلك انتفض الشعب و سيواصل الانتفاض على الفساد الإداري ، نتمنى من الكاتب الكريم موالة الكتابة في هذه المواضيع الهامة

    • زائر 4 | 11:25 م

      شكرا لك

      شكرا لك علي مقالك -هو في الصميم ولقد وفيت وكفيت ولكن هنالك المزيد والمزيد في احدي الوزاراة اللتي ذكرتها
      كما يقولون وماخفي أعظم

    • زائر 3 | 11:13 م

      عشت يا الستراوي

      مقال قوي وفي الصميم،كأنك تتحدث عن اختي التي قضت 6 سنوات تنتظر وظيفة

    • زائر 2 | 10:54 م

      شكرااا مقال في الصميم

      فعلا ننتظر وزارة التربية 8 سنوات والرد لا توجد وظايف شاغرة وبالنهايه تظهر الوظايف للمتطوعين

    • زائر 1 | 9:53 م

      «المتطوعين»

      كم كانوا يتمنون هذه الفرصة ( احداث 2011 ) لينفثوا سمومهم في الوطن ويأكلو اليابس والاخضر ويخلقوا قصة «المتطوعين» الذين انقذوا !! البلاد والعباد من الضياع فهم بذلك يستحقوا ان تمنحهم الدولة اوسمة الشرف من الدرجة الاولى فما هذه الا اساليب وسياسات جائرة ظالمة وطائفية بغيظة في حق الشعب والوطن

اقرأ ايضاً