العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ

فاتورة الحل الأمني

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

في ليلة ليست ببعيدة، وحتى أصل من سوق جدحفص إلى منطقة الدراز مررت بأكثر من 40 مركبة أمنية، وكلها على أهبة الاستعداد، وكان بعضها مرابطاً على مداخل القرى، وبعضها يتجول في الشارع ذهاباً وإياباً، والجميع يعلم أن هذا المشهد أصبح شبه مألوف منذ نحو عامين من بدء الأزمة التي لاتزال تراوح مكانها، وكأنها عصية على الحل.

لست سائحاً ولست مستثمراً، ولو قطع أحدهما المسافة التي قطعتها بين سوق جدحفص والدراز والتي لا تزيد على عشرة كيلومترات فمعلوم كيف ستكون الصورة التي سيحملها في ذهنه وهو يغادر.

الحديث هنا عن التواجد الأمني على شارع واحد فقط، هذا فضلاً عن ظاهرة الحواجز الأسمنتية على مداخل بعض المناطق، والشبيهة بالحواجز بين حدود الدول، إضافة إلى الأسلاك الحديد التي بدأت تفصل غالبية المناطق عن الشوارع العامة، وبغض النظر عن المبررات الأمنية؛ فلسنا في وارد مناقشتها، إلا أن كل ما ذكرته يصور مشهداً لساحة حرب، وليس مشهداً لمناطق سكنية وتجارية في بعض الأحيان.

لماذا نستمر في دفع فاتورة الحل الأمني وهو حل لم يُثبت جدواه على مدى عامين، وليس المقصود هنا الكلفة الباهظة لهذه القوات فحسب، بل إضافة إلى أن هذه الكلفة المادية لم تسهم في شيء من الحل؛ تجدها ساهمت في بعض الأحيان في تفاقم المشكلة، فالأضرار البشرية التي لن أدخل في مناقشة تفاصيلها وإن اختلفنا في ظروفها، فإننا لا نستطيع أن نختلف في كونها خسائر لا يمكن تعويضها.

ليس عيباً أن نقر بفشل أي خيار جربناه وأدركنا عدم جدواه بعد 24 شهراً، وأحد هذه الخيارات الخيار الأمني، الذي زاد ولا يزال يزيد الأزمة تعقيداً.

يجب أن يتغير اتجاه بوصلة المعالجة من الخيار الأمني إلى الخيار السياسي، وكلنا رأينا كيف مرت سنوات التسعينات على البحرين ثقيلة، وكيف طحنت من وقت وجهد وشباب الوطن، وكيف استطعنا حينها الخروج منها بمجرد استبعاد الحل الأمني، واللجوء إلى الحل السياسي الذي أثبت فاعليته وقدرته الفائقة والسريعة على تذويب الجليد مهما تكن صلابته، ولو استمرت عجلة المعالجة السياسية بالسرعة التي بدأت بها؛ لكنا اليوم في وضع آخر نحسد عليه.

الحل الأمني لا يختلف كثيراً عن محاولة إيقاف الماء من تحت الإناء المثقوب (المشخال) بينما الحنفية من فوق هذا الإناء مفتوحة على آخرها، وقد تتمكن من سد ثقب أو ثقبين أو أكثر لكن الماء ينساب من عشرات الثقوب الأخرى، لذلك أنت في حاجة ماسة إلى تغيير هذا الإناء، والإناء البديل هو الحل السياسي.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3799 - الأربعاء 30 يناير 2013م الموافق 18 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:50 م

      فاتورة باهضة الثمن !

      الحكومة في نظر شعبها لم تحل ولا ثقب واحد من المشخال المعني .

    • زائر 26 | 9:15 ص

      ولا في الاحلام

      لن نترك الحراك في الشارع قبل تحقيق المطالب العادله للشعب البحريني الشريف ولو تطلب الحراك مائه سنه , اولاد بعد اباء سائرون على نفس الدرب
      اليه نعتقد ان الناس سوف تتعب وتنسحب من الشارع قريبا فهو واهم واهم واهم
      امنيه ولا في الاحلام..

    • زائر 23 | 5:46 ص

      لموا عيالكم

      لموا اولادكم وملوهم يهتمون بدراستهم بلا من حرق الاكارات ورمي المولوتوف ، وبعدها ما بتشوف ولا شرطي مرور

    • زائر 25 زائر 23 | 6:25 ص

      أقول اولادنا في الشارع الى حين حصولهم على وطن يحتضنهم مو وطن يهينهم

      أولادنا ما نزلوا للشوارع عفويا وبلا اسباب. نزلوا لأنهم رأوا كرامتهم تداس يوميا وحقوقهم تنتهب وتنتهك يوميا وعلى عينك يا تاجر سرقات بالمليارات ولا اكو سارق
      وظائف ترمى للاجانب على قفى من يشيل وأولادنا ندرسهم على حسابنا ويجون يشتغلون حمالية وبياعي سمك في وطنهم ووطن آباءهم واجدادهم.
      اقول يا اللخو احنا طلاب حقوق وحقوق ولن نرجع الا بها طالما اننا في رضى الله وسبيل عزة وكرامة الوطن الحقيقية وليس الصورية فلن نتراجع
      خل شرطتكم بالشارع واولادنا بالشارع على الاقل اذا لقينا الله نقول
      قدمنا واجبنا

    • زائر 22 | 5:36 ص

      المشخال

      تصدق عاد كيف يتم الترقيع في الحل الامني هكذا بتهاون وعدم حزم ليصبح كالمشخال لو عكسنا الصوره
      الحزم مع هؤلاء المخربين يتاج الضرب من حديد حتى لايخربوا ثانية ولا يستنزفون كل هذه المصاريف

    • زائر 21 | 4:09 ص

      الاعتراف بالفشل فضيلة

      كفى دفن راسنا في الرمال احدهم يصرح لا سجناء سيايسين لماذ التواجد الامني في جميع مناطق البحرين اذا حتى نيويورك المشهورة بالمجرمين لا تستعمل مركبات امنية مثل البحرين هل هذا التواجد الامني من اجل حفنة لصوص وتجار مخدرات مثلا الانكار لا يغير الواقع

    • زائر 20 | 2:57 ص

      مهما بلغت الفاتورة فلن يعترفوا يوم بأن حلّهم خاطيء

      لأن الفساد بلا مفسدين والمعنى انهم لم ولن يعترفوا بخطأ سياستهم في يوم الايام نحن نرى البلد تحق وتخرب وشبابنا يضيع وتجارنا يتضررون وهم لا يهمهم ذلك هم يهمهم فقط مصالحهم الضيقة ومن يخاف على البحرين ويقول انها بلدي
      لا يقبل بأن تخرّب هكذا.
      في قصة للأمام علي ع عندما جاءته امرأتان تختصمان في مولود كل تقول هو لي فقال لهما حكمي ان اقطع المولود بالنصف وتأخذ كل منكما نصفها رأسا بادرت صاحبة الولد الحقيقة وقالت وهبتها نصيبي ولا تقتطع الولد فأعطاه لها.

    • زائر 15 | 12:53 ص

      لو تضاعف ثمن الفاتورة الأمنية عشرة اضعافا ولا يحصل الشعب على شيء من حقّه

      هذا هو المنطق لو دفعت كل الاموال للحل الأمني لا مشكل لديهم الأهم أن لا يحصل هذا الشعب على شيء او جزء من حقوقه.
      هذا هو المنطق السائد وهذا هو المنطق الذي يراه العالم ويصفق له

    • زائر 13 | 12:24 ص

      فليعترفو اولا

      عزيزي الكاتب كل ماذكرت صحيح وهذا مانراه باعيننا بشكل يومي ولكن المشكله تكمن في عدم الاعتراف بمشكلة البلد اي ان كل ما هنالك شوية مخربين وإرهابيون يجب القضاء عليهم ولهذا رابطو المركبات الامنية على مداخل كل منطقة وزودها بالأجانب لقمع المواطن وإهانته

    • زائر 12 | 12:17 ص

      حكمة

      الخائف والغير واثق هو الذي يستخدم يده وقوته ( ويستبعد النقاش ) .

    • زائر 11 | 11:58 م

      مقال غاية في الروعة

      مقال غاية في الروعة يحدد المشكلة (الخيار الامني) ويحدد الحل (الحل السياسي).
      شكرا عقيل

    • زائر 10 | 11:43 م

      شكرا لك.. بتتعب

      لأنك تأذن في خرابه بتتعب.. خله على الله فهو حسبنا ونعم الوكيل

    • زائر 8 | 11:32 م

      هكذا هم الغيارى على الوطن

      أستاذي العزيز تتكلم من واقع ألم وحرقه على الوطن واضح جدا من خلال كلامك انك تشير إلى فشل الحل الامنى فهل من رشيد يدرك هذه الحقيقه .

    • زائر 6 | 10:45 م

      يجب تغيير اتجاه بوصلة المعالجة من الخيار الأمني إلى الخيار السياسي

      لو تم معالجة أزمتنا الحالية بالخير السياسي مند اشتعال فتيلها لانطفأت, ولكن تأخر الحل السياسي والمماطلة في تطبيقه هو ما فاقم الأزمة عندنا, وهناك أناس تقتات على فتات هده الأزمة فلا تريد لها أن تنتهي, متناسية أن كل شيئ له بداية فلا بد له من نهاية. (محرقي/حايكي)

    • زائر 5 | 10:37 م

      الحلول تأتي من عندنا وهي كثيرة

      أول الحلول .... الصبر
      ثاني الحلول ..... الاستعداد السلمي والاستعانة
      ثالث الحلول .... الدعاء بالفرج
      الشعب يتعامل مع أشخاص لا يرون بأن السجون مليئة بالمساجين السياسيين وهؤلاء هم الباكون المتألمون الخائفون من فقدان ما بالأيدي.....

    • زائر 4 | 10:23 م

      **

      النظام يدرك تماما .. ان الحل السياسي الحقيقي .. سيكون بمثابة المسار في نعشه ... ولذلك .. لاخيار له غير الامن ..

    • زائر 7 زائر 4 | 11:19 م

      ماقل ودل

      أصبت كبد الحقيقة

    • زائر 3 | 10:10 م

      الفاتورة كبيرة جدا

      هي عقدة الخوف من الفشل يا عزيزي أو القول بأن الحكومة فشل خبرائها ومنظورها في تقديم النصيحة للحكومة بضرورة الحل الأمني ، صعبة على الحكومة أن تقول أن الحل الأمني فشل ولم نستفد مه شيئا خاصة وأنها صاحبة اليد الطولى وصاحبة الأمكانيات والمدعومة من جيرانها ، لو أحصينا قائمة برواتب هؤلاء الجنود وقيمة عدد الطلقات قيمة بترول سياراتهم وقيمة صيانتها وقيمة أكلهم وشربهم ومكافآتهم ستجد الفاتورة كبيرة جدا وبمبلغها كان يمكن أن نعالج مشاكل كثيرة في البلد ولكن لمن تخط ولمن تكتب.

    • زائر 1 | 9:47 م

      !

      هم يراهنون على الحل الأمني لكسر عزيمة الشعب للتنازل عن المطالبة بحقوقه ولكن هيهات شعبنا صمود وسوف ينتصر بإذن الله.

    • زائر 19 زائر 1 | 2:26 ص

      ينتصر ؟؟؟

      اولا الخاسر الاول هم نحن وتجارنا ....مناطقهم ازدهرت و عندهم امان اما نحن كل يوم يفلس عندنا تاجر وشكرا.....

    • زائر 24 زائر 1 | 5:48 ص

      صح لسانك

      لاذا نخفي الحقيقة ! نعم نحن الخسرانيين واولادنا خسرانيين ، نحن من يخسر وظائفه

اقرأ ايضاً