العدد 3800 - الخميس 31 يناير 2013م الموافق 19 ربيع الاول 1434هـ

الإذلال عندما يعجز اللسان

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

أثناء إدلاء الطبيب المسجون غسان ضيف بإفادته أمام القاضي في قضية تعذيب الأطباء، سأله القاضي عمّا تعرض له أثناء إجراء التحقيق معه في مبنى مباحث أمن الدولة بالعدلية، بحضور العقيد (...) المتهم أول في القضية، والمتهمة الثانية (...)، فتلعثم وتهدّج صوته وبدأت الدموع تنهمر من عينيه.

بعد برهة أجاب القاضي: لا أستطيع أن أذكر الشتائم التي تعرضت لها. فقال القاضي: اكتب إذاً الشتائم التي تعرّضت لها. فقام غسان ضيف بكتابتها بيدٍ مرتجفة. لكن القاضي وبحكم إجراءات المحاكمة؛ كان يجب عليه أن يقرأها بحضور المتهمين الأول والثانية، وجاء فيها «ابن الـ...، ابن الزنى، صفوي... وسبّ معتقداتي وديني». وأضاف: لقد تحملت التعذيب الجسدي بما في ذلك الصعق بالكهرباء، لكن الأكثر إيلاماً هو سب المعتقدات والطعن في الشرف.

أما ما أرعب غسان ضيف وأخاه باسم ضيف والعديد من المعتقلين، فهو التهديد بالاعتداء على شرف نسائهم (زوجاتهم وأخواتهم)، أو تعذيب أبنائهم وبناتهم. وبالفعل فقد جرى تعذيب ندى ضيف بحضور أبناء غسان ضيف اعتقاداً منهم أنها عمتهم، كما أفاد غسان.

أما الأسلوب الثاني من الإذلال؛ فهو إجبار المعتقلين على تقليد الحيوانات والغناء والرقص بأغانٍ مهينة بحق القيادات السياسية الوطنية المعارضة، أو إجبارهم على ترديد النشيد الوطني وبعضهم لا يعرفونه، وإذا تلكأوا يجرى ضربهم.

هذا الإذلال ليس عرضيّاً وليس اجتهاداً شخصيّاً من المعذِّبين، وإنّما هي استراتيجية لإذلال مكوّن أساسي من هذا الشعب. لقد جرى ترداد المسبّات والشتائم والطعن في الشرف والعقائد عند حواجز التفتيش وأثناء الهجمات على بيوت المطلوبين. وقد تعمد إذلال من يجرى اعتقالهم بالضرب والشتم أمام أهاليهم وأطفالهم في مداهمات الفجر.

وبالنسبة إلى النساء، فلم تبق إساءة لم ترتكب بحقهن. أما بالنسبة إلى الطفولة البريئة؛ فقد جرى تدمير براءتها، وقد تعرض الأطفال للترهيب، والاعتداءات القاسية، والضرب والحبس.

ومن أسوأ أنواع استفزاز المشاعر، الإقدام على هدم ما لا يقل عن ثلاثين مسجداً، وكتابة الشعارات المسيئة على مساجد أخرى وحسينيات وتخريب بعضها. لقد ترك ذلك جرحاً عميقاً في المشاعر والوجدان العام.

لن أتعرض للتعذيب الجسدي؛ فهذا له مكانٌ آخر، وما أريد أن أنبّه إليه، أن سياسة الإذلال تترك تشوهات نفسية عميقة، وخصوصاً لدى الأطفال، حيث تظل تلازمهم طوال حياتهم، ولا تبارحهم صور وذكريات الإذلال.

في نهاية الجلسة... طلب من غسان ضيف أن يقول ما يريده من المحكمة؛ فردّ قائلاً: «ما أقول إلا ما جاء في القرآن الكريم (وإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أّنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ) (النساء :58)». أما باسم ضيف فقال: «إن ما تعرض له الأطباء والاستشاريون من تعذيب وتنكيل وإذلال لم يحدث في أي بلد في العالم، في السلم أو الحرب، أنا لا أحمل ضغينةً على أحد، وما أريده هو العدالة».

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3800 - الخميس 31 يناير 2013م الموافق 19 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 40 | 1:51 ص

      محق

      وفي الاخير تعال تنازل عن قضيتك .. تبا لذلك وهل ستمر هذه القضايا مرور الكرام .. وما خفي اعظم

    • زائر 37 | 6:08 ص

      احسنت

      كانك تقول في ما داخلي لاني ظلمت وسجنت وذقت الويلات بدون سبب ولن انسى ما فعلوه بي وسوف انتظر العدل الالهي لياخذ حقي منهم.

    • زائر 36 | 1:44 م

      التخبط

      هذا هو نتيجة الثخبط السياسي فانا لله وانا اليه راجعون

    • زائر 35 | 1:18 م

      طلب شرعي

      يا أستاذ تقول انهم عذبوا و اهينوا و .. و .. لماذا لا ترفعون عليهم قضايا اذا انتم معكم الحق او اننا سنصدق ان تخفيف الاحكام و العفو جاء بصفقة بتدخلات أجنبية

    • زائر 34 | 10:11 ص

      للحكومة والموالة وخصوصا الطبالة منهم أقول

      اما أنا فلن انسى ولن أغفر وان مكنت منهم فسأقتص وان لم أمكن فسأنتظر الاخرة ولن أغفر

    • زائر 33 | 8:09 ص

      لعنة الله علي الظالمين

      باي وجه سيقابلون العدل الحكم ماذا سيقولون بماذا سيبررون مافعلوه بالناس من شتي انواع الظلم والاذلال احسنت اخي الكاتب بوركت وقلمك ولعنة الله علي الظالمين

    • زائر 32 | 7:33 ص

      غباء،المعارضة هدم كل شيء

      لو كانت الحكمة موجودة منذ البداية لما احترق قلبنا على مثل ما ذكر في هذا المقال

    • زائر 31 | 7:33 ص

      غباء،المعارضة هدم كل شيء

      لو كانت الحكمة موجودة منذ البداية لما احترق قلبنا على مثل ما ذكر في هذا المقال

    • زائر 29 | 5:00 ص

      سيسجل التاريخ هذه الحقبة السوداء وابطالها

      لا ولن ينسى التاريخ ابطال الحقبة السوداء وسوف يذكرهم ولكن اي ذكر هناك فرق بين من يذكر فيترحم عليه وبين من يذكر و..
      دخلت البحرين السابقة التاريخ بمجد اهلها وستدخل البحرين الحالية التاريخ
      بمقع اهلها وظلامتهم وشتان بينكما يا سالما

    • زائر 28 | 4:56 ص

      احمد الديري

      استاذ عبدالنبي
      اكاد أجزم بأنك لم تسمع إلا جزءاً يسيراً من حقيقة ما جرى.
      كنت مع الطبيبين باسم وغسان ضيف وبقية الطاقم الطبي بالسجن، وقد شهدت بنفسي التعذيب، والذي تعرضت له أنا وأولادي أيضاً، وقد شهدت قتل الشهيد صديقي الغالي زكريا العشيري.
      إنها فظاعات لا يمكن أن تنسى.
      في هدوء عنبر خمسة بالحوض الجاف الرهيب، الصوت الوحيد الذي من الممكن سماعة هو صوت الضرب والألم الآهات وسب المذهب

    • زائر 26 | 4:16 ص

      لا تملك أكثر من قتلي

      ماذا ستفعل اكثر من ذلك ؟؟ لنا الله الذي لا تضيع ودائعه ولله الحمد والمنه

    • زائر 25 | 4:10 ص

      ما حدث في هذا البلد لم نسمع عنه في بلد اخر

      ماحدث هنا نسف لتاريخ البشرية الحديث وطمس للانسانية وسيسجل التاريخ هذه الحقبة الزمنية السوداء الكالحة التي دخلت الالفية بأيدي ملطخة بالدماء

    • زائر 24 | 4:06 ص

      يقول احد الاخوة الايطالين الى احد البحرينين

      من اي بلد انت ؟ فأجابه من البحرين . قال له :نعم عرفتها البلد الذي اعتقل الاطباء وعذبهم وزج بهم في السجون ومما قاله ايضا انا لم اسمع طيلة حياتي بأن هناك بلد سجن الاطباء وعذبهم

    • زائر 23 | 4:04 ص

      من يأخذ بحق المظلومين؟

      بحق السماء هل بعد هذة الشهادات والادانات حاجة لمعرفة المظلومية التي وقعة على هؤلاء الشرفاء، العالم كله يعرف الحق ولاكن الى اين والى من يطلبون العدالة وإنصاف المظلومين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 19 | 3:13 ص

      كاسر

      استغرب من أناس مع كل هادة الإهانات هيه راضية
      لا تتحرك
      مثلما فعلو بالإمام الحسين سلام الله علية
      قلوبنا معك وسيوفنا عليك
      لماذا الخوف اكثر من الموت لا يوجد فأهل بالموت لحياة كريمة

    • زائر 17 | 2:23 ص

      عار ان لا تتحرك ضمائر من تشاركنا وطننا معا

      الضمير الإنساني لا دين له غير الفطرة ومن لا تحركه هذه الانتهاكات لا ينتمي للإنسانية فضلا عن الدين او الانتماء للوطن

    • زائر 16 | 2:23 ص

      يظنون ... أنهم منتصرون ... و لكن

      يظنون أنهم سينتصرون عند إذلالهم الشعب بسوء أخلاقهم، و لكن حتى لو أستطعتم بقمعكم أسكات هذا الشعب، فهناك الله الذي هدمتم مساجده و حرقتم قرآنه و حولتم معركتكم معه مباشرة، فهو يهمل و لا يهمل، فلا تترجوا خيراً بعد ما فعلتم، و المسألة مسألة وقت فقط و نحن صابرون على هذا الدرب المليء بالجراحات لأنه أفضل من الخنوع و الذل لكم لأن ما هو قادم من تخطيطاتكن المنحطة اشد و أظلم.

    • زائر 15 | 2:22 ص

      هذا شعوري

      الله سبحانه وتعالي سينتقم من كل هؤلاء ولو بعد سنين طويلة ، لان عدالة السماء ستهبط الي الارض

    • زائر 14 | 2:17 ص

      ماذا سيكتبون في سيرتهم الذاتيه

      ماذا سيكتبون في سيرتهم الذاتية - من 14 فبراير الي الان: فني تعذيب / استشاري اعتداءات نفسية/خبير تصفية جسدية / اخصائي اعتداءات لفظية/ .....الخ

    • زائر 12 | 2:15 ص

      البعض يخطيء فيتصرف كأنما العالم كله بين يديه

      للعالم ربّ يسيّره ويحفظه نعم هو يملي للبعض لكي يريهم الى اين تصل بهم الامور من تعد على حرمات الله ولكنه في النهاية لا يترك احد سدى ولا بد ان يسبب اسباب تعجل من انتقامه فسنن الله في خلقه كثيرة وتغيرات الموازين ما هي من سياسة الله الاستراتيجية في خلقه
      يملي نعم يمهل نعم لأن كل شيء تحت قبضة يده وهذا الاملاء والامهال يجعل البعض يطيش به الغرور الى ابعد الحدود ولكن اخذ الله شديد وفي لحظات يتم الأخذ الشديد
      فسبحان الله العلي القدير الجبار المنتقم

    • زائر 11 | 2:05 ص

      دخل شعب البحرين التاريخ بأفضل ما يكون عليه اي شعب ودخلت حكومة البحرين التاريخ من طرق آخر

      كما تبوأ شعب البحرين منذ قدم تاريخه المجد والسؤدد تعمل الحكومة على محو هذا التاريخ ودخول التاريخ من ابواب المقت والصيت السيء وهذه سنة الحياة
      كل ما تقوم به الحكومة يسجل لها خيرا او شرا وهي ترى كيف يتعامل العالم

    • زائر 10 | 1:37 ص

      الانحطاط

      فعل مشين يدلل على نفسية مريضة ويائسه من الحياة وفكر فى غاية الانحطاط . انه العار والشنار الذى سيلاحق المسئولين ولن يرحمهم ..الانحطاط الحقيقى هو ما قامت به الدولة من انتقام بشأن مكون رئيسى والاطباء الشرفاء نالهم النصيب الاكبر من الانتقام ... هنا تكون الدولة قد سقطت بكل المقاييس . فلم يحدث فى التاريخ ان دولة او حكومة انتقمت من شعبها ...سيسجل التاريخ ذلك .

    • زائر 9 | 1:34 ص

      ابواب جهنم وقد فتخت!!

      مقال ممتاز وفي الصميم دون رتوش أكاديمية!! إعلم ياأبي منصور أنهم فتحو أبواب النار على مصراعيها وسيدفعون الثمن الذي يتناسب مع الجرم ولذا تراهم يتيهيبون من الحوار الجاد بخوفهم من التبعات والاستخقاقات!! لقد خلقو جيل من الشباب الذي لن يتنازل البنجابي الاهداف المعلنة وغير ذلك هو تفاقم الازمات وإرتفاع كلفة الحل!! 

    • زائر 8 | 1:27 ص

      فارس الغربية14

      #يقول المثل العربي "ضربني و بكى.. سبقني و اشتكى" اليوم نرى ما يسمون بالموالاة يتهمونا بالطائفية .. بالتعدي على نسائهم .. بالتعدي على مساجدهم .. بالتعدي على مالهم و ممتلكاتهم الخاصة .. بقتلهم .. بالاغارة على مناطقهم .. بالفتنة ...ألخ، فعلا "ضربني و بكى.. سبقني و اشتكى" الله ويانا ..

    • زائر 27 زائر 8 | 4:55 ص

      bahraini

      same what they did to us is gon habin to you

    • زائر 6 | 1:14 ص

      فليشهد التاريخ على ما حصل لشعب ديلمون واوال

      إنها قمة الاهانة البشرية وقمة الإذلال وقمة القسوة وقمة البذاءة لقد بلغ الجماعة القمم في كل ما هو دنيء لماذا فقط لأن هذا الشعب طالب بحقه؟
      أهكذا ينتظر شعب البحرين من اهانات؟
      لا والله لن نسكت وقد بلغ الحال الى هذه الدرجة لا بد من التغيير وما حصل يجعل الجميع في اصرار تام على تصحيح المسار فليست هذه جنة ديلمون وليس هذا شعب اوال وبني عبد قيس المؤمن الموحد يسام شتى انواع التعذيب

    • زائر 5 | 12:56 ص

      ما لكم كيف تحكمون

      ولكن أين العدل في قضية الاطباء واين العدل في جميع قضايا الوطن من تعذيب وفساد وخراب البحرين وتعدى سافر وثقتها آلة التصوير الصغيرة في كل أنحاء مناطق البحرين من صفع وضرب النساء وسرقة البصل و تكسير السيارات وأقتحام البيوت والتسلق فوق أسوار البيوت وهتك الحرمات والدهس المتعمد وسرقة المحلات التجارية وتكسيرها وأستهداف المباشر لمنازل المواطنين بضربهم بالغازات السامة وتهدم المساجد وتخريب المآتم وسحل وضرب المواطنين في الشوارع وإهانة وبصق في وجوه المواطنين وغيرها من الانتهاكات ..ما لكم كيف تحكمون .

    • زائر 4 | 12:49 ص

      من المسؤول عن هذا التصرفات اي اذلال المواطنين ؟؟؟

      من المسؤول عن هذا التصرفات اي اذلال المواطنين ؟؟؟
      تصرفات فردية اجترارها وتشبعنا بها كما عودونا ؟!

    • زائر 3 | 11:39 م

      نسوا الله فانساهم انفسهم

      ان كل انسان لايضع الله بين عينيه يفقد كل اصول الانسانية يمت قلبه وضميره وينسى يوم الحساب ويعتقد جازم انه سيفلت من يوم لاينفع مال ولابنون

    • زائر 2 | 11:19 م

      ياربي عداك

      ياربي عداك انت الذي تحكم بعدل

اقرأ ايضاً