العدد 3801 - الجمعة 01 فبراير 2013م الموافق 20 ربيع الاول 1434هـ

الكادر الطبي... ألم وأمل

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

ينظر إلى الأطباء في أي بلد على انهم من صفوة المجتمع، وخصوصاً أن الإنسان لا يصل في الغالب إلى هذا المستوى إلا بعد جهد جهيد من العمل والمثابرة والدراسة والتعليم، وحتى يصل إلى اكتساب ثقة الناس لابد له أن يبرهن على ذلك من خلال اتقان عمله وهو ما وصل إليه العديد من خيرة أبناء البحرين من أبناء الكادر الطبي الذين وللأسف بدل أن يتم تكريمهم يتم زجهم في قضية أصبحت نقطة سوداء في سمعة البحرين أمام العالم.

معظم المنتمين إلى الكادر الطبي والذين اعتقلوا هم من أبرع الأطباء في مجالهم على مستوى البحرين والخليج العربي بل حتى العالم العربي في بعض المجالات، العالم يعرف قضيتهم بتفاصيلها لذلك عبر عن قلقله لمحاكمتهم واتهامهم، وبدلا من التراجع عن السير قدما في عملية الانتقام من هؤلاء الأطباء يتم وبكل سهولة فصلهم من أعمالهم؛ باختصار «قطع أرزاقهم»، وآخرون يتم منعهم من مزوالة مهنتهم، فلا هم يعودون إلى وزارة الصحة للعمل ولا هم يعملون في عيادات خاصة ليعيشوا حياة كريمة وذلك على رغم براءتهم من التهم المنسوبة إليهم.

هؤلاء شكلوا ومازالوا يشكلون جزءا مهما من حلم البحرين، البحرين المتقدمة والمتعالية على الجراح، البحرين التي يقتسم أهلها ثروتها دون تمييز، البحرين التي يكون فيها الطبيب مكرماً لإنقاذه أرواح الناس لا أن يكون مفصولاً أو معتقلاً. في زمن وتوقيت اطلق فيه الحوار، أطلقت وزارة الصحة وديوان الخدمة المدنية الإنذار الأحمر في وجه الحوار بالنسبة لقضية الكادر الطبي بفصل عدد من الأطباء من عملهم، ورغم ذلك بقي هؤلاء يتجرعون الالم ويحملون الأمل، أمل المستقبل المشرق الذي ضحوا ودرسوا وتعلموا وبذلوا الوقت والجهد والمال من أجل الوصول إليه.

أحد الأطباء الذين عانوا ويعانون، وكلهم يمكن الحديث عنهم كمثال، ولكن هنا استعرض حالة واحدة، فهذا الطبيب منذ أن بدأ التعليم في مرحلة الروضة ومرورا بالمراحل المدرسية المختلفة حتى الجامعة لم تتكفل الدولة بأي من تكاليف دراسته بل كانت عائلته تتكفل بجميع مصاريف دراسته وتعليمه لأنها كانت تحلم بأن يحمل اسمها واسم البحرين ليؤدي دوره وأمانته في مهنة الطب التي أحب، ولم تعلم أن ممارسته لمهنته بكل أمانة ستكلفه سوء معاملة وكسرا في الوجه وبعدها فصلا من العمل. عائلته على رغم أن هذا الأمر شكل لها صدمة وألما فإنها مازالت تحمل في يدها مشعل الأمل بربها لينصف ابنها وباقي أعضاء الكادر الطبي.

إن وجود واستمرار قضية الكادر الطبي هو دليل واضح على أن أي تصريحات خارجية أو داخلية عن أنه «لا شيء» في البحرين، هي تصريحات تهرب من الواقع، فالواقع هو كادر طبي مفصول ومبعد عن عمله وكادر تعليمي يعاني الأمرين، وشارع ينتظر نتائج ووقائع على الأرض لا كلاما وتصريحات عن حوار أو مفاوضات أو أي شيء آخر.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3801 - الجمعة 01 فبراير 2013م الموافق 20 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:59 ص

      الرجاء عدم الخلط

      يا اخي الرجاء عطم الخلط المتعمد بين الطبيب باعتباره مسؤلا عن جرائم مدنية وبينه حين يمارس مهنته ، هناك اطباء مجرمون وقتله مثلهم مثل كل البشر ، ولا طاعي للاستخفاف بقعولنا ، ومحد منزه من الخطأ سوى رب العالمين

    • زائر 4 | 6:02 ص

      رائع

      قلم رائع

    • زائر 3 | 12:45 ص

      صفوة البشر: اطباء معلمون مهندسون ومحامون

      عندما تطالب هذه الشريحة بمطالب حقة عادلة وهم من خيرة المثقفين فلابد من سحق هذه الفئة المؤثرة ولا بد من التنكيل بهم ليشفون غليلهم هؤلاء يريدون انتشار وتوسيع طبقة العبيد فكل مثقف وواعي هو محارب بالتنكيل والاقصاء والسجون ولذلك من يتابع سيرورة المنظومة التعليمية وآليتها المتبعة يستنتج بأن الهدف السائد الان تطفيش الكوادر المؤهلة والسعي الحثيث لتجهيل الافراد وهكذا الحال في قطاع الصحة

    • زائر 2 | 12:38 ص

      يمهل ولا يهمل

      يمهل ولا يهمل

    • زائر 1 | 11:52 م

      ضرب القمة يمثل ضرب المجتمع

      كل من يمثل هذا الشعب ويحظى بمكانة عالية وبتقدير لدى ابناء الشعب لا بد ان يضرب لأن القصد هو ضرب الشعب باكمله نكاية به لماذا يطالب بحقوقه؟ لماذا يخرج عن بكرة ابيه ليقول انني شعب مسلوب الحقوق والكرامة وانني اطالب بها؟ لذلك جاءت ضربة القمم من قادة واطباء ومدرسين هم صفوة المجتمع والمسألة مدروسة

اقرأ ايضاً