العدد 3805 - الثلثاء 05 فبراير 2013م الموافق 24 ربيع الاول 1434هـ

الرئيس المصري يدعو إلى توحد المعارضة السورية في افتتاح القمة الإسلامية

دعا الرئيس المصري محمد مرسي اليوم الاربعاء (6 فبراير/ شباط 2013)، في كلمة افتتاحية لقمة منظمة التعاون الاسلامي، فصائل المعارضة السورية الى التوحد من اجل الاسراع بايجاد حل لازمة بلادهم.
وقال مرسي امام ممثلي 56 دولة عضو في المنظمة "على النظام الحاكم في سوريا ان يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد: ان الشعوب هي الباقية في حين ان من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح الشعوب ذاهبون لا محالة".
ودعا الرئيس المصري فصائل المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني المعترف به دوليا الى "التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديموقراطي لسوريا الجديدة".
واضاف "اهيب بالمعارضة السورية ان تشرع في اتخاذ الخطوات اللازمة لتكون مستعدة لتحمل المسؤولية السياسية بكافة جوانبها حتى اتمام عملية التغيير السياسي المنشود بارادة الشعب السوري وحده".
واثارت مبادرة الحوار التي طرحها رئيس الائتلاف الوطني المعارض احمد معاذ الخطيب انتقادات شديدة داخل المعارضة المنقسمة اصلا حتى قبل ان يرد عليها النظام.
من جهته، قال ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز في كلمته امام القمة ان "النظام السوري يقوم بجرائم بشعة متمثلة في التعذيب والقتل لا يمكن الصمت عليها".
واكد ضرورة ان تساند القمة "انتقال السلطة" في سوريا مشيرا الى ان "دعم البعض للنظام السوري لا يساهم في حل هذه المشكلة"، في اشارة الى ايران.
ومن المقرر ان تدعو القمة، وفقا لمشروع قرار اعده وزراء الخارجية، الى "حوار جاد بين الائتلاف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من اشكال القمع من اجل فتح المجال لعملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الاصلاح الديمقراطي والتغيير".
ويشدد النص على ضرورة "احترام وحدة وسلامة اراضي سوريا وسيادتها"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "الحكومة السورية هي المسؤول الرئيسي عن استمرار العنف" الذي اسفر عن سقوط اكثر من ستين الف قتيل خلال اقل من سنتين في سوريا.
ولم يشر القادة في مشروع قرارهم الى مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
لكن وجود الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حليف النظام السوري يمكن ان يعقد المناقشات خلال القمة.
ولا تشارك سوريا، التي تم تعليق عضويتها في منظمة التعاون الاسلامي في اب/اغسطس الماضي، في هذه القمة.
وعلى هامش القمة، عقد اجتماع ثلاثي حول سوريا ضم قادة ايران ومصر وتركيا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي للصحافيين ان الهدف من الاجتماع البحث في حل "يرضي الشعب السوري".
واضاف "نريد ان نوضح للقيادة الايرانية ان مصالحها في العالم العربي مرتبطة بمساندتها للشعب السوري لانهاء نزيف الدم".
وقال وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي بعد الاجتماع انه "كان مثمرا وجيدا والعملية ستستمر الى ان نصل الى نتيجة".
وصرح مسؤول ايراني طلب عدم ذكر اسمه ان بلاده تأمل ان "تلين المعارضة السورية موقفها" بشأن الحوار مع النظام.
والملف الشائك الثاني على جدول اعمال القمة هو مالي التي اثار التدخل العسكري الفرنسي فيها ردود فعل متفاوتة، اذ عبرت دول مثل مصر والسعودية عن تأييدها لحل سياسي وليس لتسوية عسكرية.
ووفقا لجدول اعمال القمة، فان القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وهو موضوع يدرج تقليديا في اجتماعات منظمة التعاون الاسلامي منذ تأسيسها عام 1969.
وتحدث رئيس منظمة التعاون الاسلامي الذي انتهت ولايته رئيس السنغال ماكي سال امام القمة وطالبها خصوصا بدعم مالي كي تتمكن من استعادة سيادتها المهددة من قبل "مجموعات ارهابية" ترتكب "جرائم" ضد الشعب المالي.
ويشمل جدول اعمال القمة عدة قضايا اخرى بينها "الاسلاموفوبيا" والاقليات المسلمة في العالم وخصوصا الروهينجيا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الاسلامي وهي سوق كبيرة اذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف مليار شخص.
وقد تجلى الانقسام المذهبي بشكل واضح خلال زيارة للرئيس الايراني الثلثاء الى مشيخة الازهر حيث التقى الامام الاكبر احمد الطيب.
وفي بيان صدر بعد اللقاء، اكد شيخ الازهر انه طالب الرئيس الايراني ب"عدم التدخل في شؤون دول الخليج" وب"احترام البحرين كدولة عربية شقيقة"، مشيرا الى انه اكد لاحمدي نجاد "رفضه المد الشيعي في بلاد اهل السنة والجماعة".
وقالت مصادر دبلوماسية ان السعودي اياد مدني سيتولى منصب الامين العام للمنظمة خلفا لاوغلو مطلع 2014 بعد انسحاب ثلاثة مرشحين افارقة.
واضاف المصدر ان السعودية التي تطرح لاول مرة مرشحا لهذا المنصب والتي تستضيف مقر المنظمة وتعد ممولها الاول، تريد "استعادة زمام المبادرة في مواجهة مصر التي يقودها الاخوان المسلمون والتي تتولى رئاسة المنظمة".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً