العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ

ذاكرة (17)

عبدالجليل السعد comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

علاقتنا بالتعليم كانت نوعاً من الشغف والحب للأصدقاء والمدرسين والمكتبة والمقصف، والمشي إلى المدرسة ونحن نلعب الكرة بالحصي والعلب الفارغة ثم جري وأحاديث الصباح أثناء ذهابنا إلى المدرسة أنا وأخي الكبير وبعض أصدقاء الفريج الذين كبروا معنا ومازالوا بتعابيرهم الجميلة ونوع المحبة النادر يضيفونه إلى ذاكرتك الشخصية وتاريخك. تعرفت على التعليم في مدرسة عمر بن الخطاب وكانت تسمى قديما المدرسة الشمالية وكان مديرها الشيخ عمر، وهو شخصية خاصة وجدت لتكون في التعليم وفي إدارته بالأخص. وإن لم أمتلك أية ذاكرة خاصة بالمدرسة أو تلاميذها أو مدرسيها ولا أتذكر منها سوى أنني وبعض الأصدقاء هربنا من السور (السلك) المطل على البحر (قبل دفان البحر). وكان أبي في طريقه إلى المطار ولما رآني أخذني معه وهو يضربني طوال الطريق إلى المطار ذهاباً وعودة لأحرّم طول عمري الهروب من المدرسة.

الهداية الخليفية كانت تعني عبدالله فرج وخيزرانته وقسوته، والأستاذ الفاضل عبدالحميد المحادين في كل محاولاته لخلق جيل مثقف وواعٍ والأستاذ عبداللطيف الجناحي ووطنيته وحبه للعلم والتلاميذ كأبناء وإخوة صغار (ولي معه مواقف تنمّ عن رجولة وحب وتقدير لكل طالب مهما كان عمره)، والأستاذ بوحمود والعمال والأستاذ وجيه والمغفور له عادل سفيان وغيرهم من الأسماء التي أحببنا بعضها وكرهنا البعض الآخر. ولما كبرنا وارتبطنا بالحياة والوعي اكتشفنا كم عانى نظامنا التعليمي من ويلات وتخلف وجهل، وكم ناضل الدكتور علي فخرو في خلق نظام تعليمي متطور وجيد وقدوة، وهو ما تفتقده أجهزة التعليم العربية في النظر إلى قدوة ومثال ونظام آخر يستحق أن يمتثل به.

كان التعليم وقتها رسالة مهمة خاصة للمدرسين البحرينيين، كما لبعض المدرسين العرب، وكانت القسوة مبررة بشكل أو بآخر وإن تجاوز الكثيرون منهم هذا التبرير بدافع شبه سادي ومريض ولم ينتج سوى طلبة حاقدين ومرعوبين من التعليم والعلم وإن تعدى الكثيرون منا هذا المأزق النفسي لقسوة وصلابة الحياة وقتها، ولظهورها في وقت بدايات العلم وحرارة الثقافة وبدايات مد ثقافي وحراك سياسي وليد يعتمد الوطن والوطنية كمقياس وبحاجة للعلم كرافد لعمليتي العلم والثقافة.

بدايات الثقافة كانت مكتبة المدرسة والتي كان الأستاذ ربحي أمينها، وكانت بداياتنا الثقافية تعتمد أولاً على ارسين لوبين حتى انتهينا منها وأصبحت مملة ومعادة وممجوجة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالجليل السعد"

العدد 3808 - الجمعة 08 فبراير 2013م الموافق 27 ربيع الاول 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً