العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ

الاستراتيجيات الضائعة

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

التخطيط لكل شيء أمر عقلائي مطلوب، بل هو أمر لا يستغنى عنه للحصول على النتائج المرجوة، فلا يمكن لإنسان لا يخطط للوصول إلى أهدافه ويعمل من أجل ذلك أن ينام ليلاً ليحصل عليها نهاراً، وكما أن الأهداف لها تخطيطها فالفشل له أسبابه وقد يكون الفشل الذي تعاني منه المؤسسة أو الإدارة أو الوزارة أو حتى الدولة ناتجا عن نجاح، ولكن نجاح المفسدين في الحصول على مآربهم وتحقيق أهدافهم الشخصية التي لا تراعي أي مصالح أو قيم أو مبادئ.

وفي البحرين، عندما ترى الإعلام الرسمي والبيانات الصادرة عن الوزارات تعتقد بأنك في دولة أخرى، فتلك البيانات هي مجموعة من الكلام الإنشائي الذي يتحدث عن الإنجازات وينسى كل ما يجري، فلو كانت تلك البيانات والمؤتمرات تتحدث عن الحقيقة، فماذا عن أزمة اللحوم المستمرة؟، وأين المتسبب فيها؟، وكيف يتم التعامل مع هذا الملف؟.

وهذه أزمة يومية من أزمات المواطن المعيشية التي تتبعها أزمة الدجاج، فلو كانت تلك البيانات صحيحة وأن هناك تخطيطا وخططا واستراتيجيات فهل ستكون لدينا ازمة لحوم وأزمة دجاج، هل هذا من العقل في شيء؟.

ودليل نجاح تلك الخطط، أزمة إسكان خانقة تصل في مداها إلى أكثر من 53 ألف أسرة بحرينية، تتبعها أراض شاسعة تتحول بقدرة قادر من الملكية العامة إلى الملكية الخاصة.

ولو كانت هناك خطط صحيحة، وتخطيط واستراتيجيات، هل كانت مليارات الرمال المشفوطة من البحر ضائعة؟، وأي تخطيط وأي استراتيجية التي تسمح بسن قانون يتخلى عن الحق العام في هذه المليارات، والسؤال من الذي أعطى مجلس النواب أو مجلس الشورى الحق في التخلي عن هذه المليارات؟.

ولو كانت لدينا ذرة تخطيط، هل ستتفق الكتل النيابية على إسقاط حق عشرات الآلاف من المواطنين من حقهم في الزيادة من خلال الموازنة العامة وذلك بإسقاط موظفي القطاع الخاص وعوائلهم الذين لا تتجاوز رواتب الكثير منهم 200 دينار، إلا إذا كان هذا دليلاً - أولاً - على عجز مجلس النواب ودليلاً - ثانياً - على عدم وجود خطة أصلاً تشمل المواطنين كافة.

لو كانت لدينا استراتيجيات وتخطيط مستقبلي، لما جاءت احتجاجات 14 فبراير (شباط) 2011، ولما كان الفساد ينخر في المؤسسات دون رادع بل بحماية عدم الوصول إليهم ومحاسبتهم. التخطيط الصحيح، هو القائم على العدل والمواطنة ومحاسبة المفسدين وسن القوانين الرادعة للمفسدين مهما كانت مناصبهم.

فما يجري تخطيط من غير تخطيط ولا أصول، استراتيجيات بدون وجود لأي استراتيجية، لترى مجموعة من الأزمات التي تحيط بالمواطن بدءا من اللحم إلى الدجاج ووصولا إلى الإسكان لننتهي بأزمة سياسية تخنق البلد، لنكتشف اننا أمام استراتيجيات، ولكنها الاستراتيجيات الضائعة والمضيعة التي تصنع الأزمات.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3815 - الجمعة 15 فبراير 2013م الموافق 04 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:14 ص

      أزمة وطن

      حب الوطن لا يتم عن عبث،فمن منا من يحب الوطن؟ من يمثل الوطن عليه أن يكون منصفا كي يحب. ومن يسرق الوطن لذاته ولجماعته ويحرم الآخرين من حقوقه لا يمكن أن يحب. تحصد ما زرعته ايداك من خيبة وانتهاك. عودوا لرشدكم،دعوا العدالة والإنصاف منهجا في حياتكم وتعاملاتكم سترون الحب. ولى زمن الانتهاك،عودوا إلى رشدكم وكفى زمن الغنيمة والإستلاب......كفى

    • زائر 4 | 1:13 ص

      هذا هو الفرق

      في الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها عندما يخرج مجموعة من المواطنين يطالبون بحق من حقوقهم الاساسية فان الدولة سرعان ما تحاول الجلوس مع هؤلاء المواطنين لمعرفة حقيقة مطالبهم وتحاول اعادة صياغة خططها واستراتجيتها لاحتواء الأزمة لا ان تحاول إسكات المواطنين بقتلهم وجرهم الى السجون وفصلهم من أعمالهم وتخلق أزمات جديده هذا هو الفرق

    • زائر 3 | 12:15 ص

      ولي العهد حذر

      حذر ولي العهد في مؤتمر اقتصادي في البحرين مطلع الألفية الثانية ان البحرين ستواجه مشاكل كبيرة اذا فشلنا في توفير فرص عمل وعمل مع ثلة متخصصة لإصلاح السوق و كان هناك من يرسل بلطجيته من مستويات علمية و اقتصادية كبيرة نموا بالفساد لتخريب المشروع و قد نجحوا وما حذر منه ولي العهد وقع

    • زائر 2 | 10:12 م

      20سنة

      طلبي قسيمة ولليوم لم نحصل شيء والسبب سراق الاراضي وتتواطأمعهم وزارة الاسكان والا فما معنى ان تمضي 20 سنة ولا نحصل شيء فالحكومة والوزارات كلها تعيش الضياع والتخبط وهذه السياسة التخبطية التي بلا بوصلة هي التي ستفجر الوضع

اقرأ ايضاً