العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ

وكم ذا بمصر من المضحكات

عبدالنبي العكري comments [at] alwasatnews.com

ناشط حقوقي

«وكم ذا بمصر من المضحكات

ولكنه ضحك كالبكاء»

المتنبي

نعم، مصر الحضارة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، والتي تركت بصماتها منذ أقدم التاريخ حتى اليوم، شاخصة بأهرامها ومنارة الإسكندرية ومكتبتها العظيمة.

مصر الرائدة في التوحيد على عهد آمون، ونظام الريّ المتطور للنيل العظيم، والهندسة المعمارية المتقدمة، والطب وعلم الفلك، مصر في مختلف عهودها، الفرعوني واليوناني والقبطي، والإسلامي والتقدمي، والتي تعايش على أرضها أصحاب مختلف الديانات وانتعش فيها الفكر، ومنها بدأت نهضة العرب على يد محمد على باشا في القرن الثامن عشر، والتي أجهضها المستعمرون الإنجليز، ومنها انطلقت محاولة النهضة الثانية على يد القائد التقدمي جمال عبدالناصر.

مصر هذه منارة العلم التي ينهل من جامعاتها الطلبة من أقصى بقاع الأرض، وينتدب مدرسوها إلى أقصى بقاع الأرض، مصر هذه التي نستطيع الاسترسال من دون نهاية... تعيش وضعاً مأساوياً، حيث خرج إلى سطحها من عاشوا لسنوات تحت الأرض أو في الصحارى البعيدة.

خرجوا علينا يلبسون الثياب القصيرة واللحى الشعثاء الطويلة، يطلقون الفتاوى في المحطات الفضائية المدفوعة نفطاً، أو المساجد المغتصبة يكفّرون أبناء دينهم ووطنهم، ويحرّضون على القتل. نعم، القتل علناً كما فعل الأستاذ بجامعة الأزهر محمود شعبان، حينما دعا إلى قتل قيادات جبهة الإنقاذ من محطة فضائية. لكن المؤسف أنه في ظل حكم الإخوان المتناغم مع هؤلاء السلفيين، يجرى إطلاق سراحه بكفالةٍ، ليواصل إصدار الفتاوى كما يتم فعلاً حيث يتلقف الجهلة هذه الفتاوى ليعيثوا فساداً وقتلاً للرجال، وإذلالاً للنساء، وتعذيباً للنشطاء.

الغريب في الأمر أن أتباع الظلام هؤلاء، أطلقوا على حزبهم «حزب النور» فأي نورٍ هذا؟ لاشك في أن ما يحدث ليس من فراغ، فمنذ أطاح الرئيس الأسبق أنور السادات بقيادات ثورة يوليو عمد إلى مواجهة الناصريين والتقدميين بتشجيع ودعم الاتجاهات الدينية السلفية وتمويل بعض الشقيقات الكبرى وأخواتها، وواصل خلفه مبارك على المنوال ذاته، على رغم قمع من يلجأ إلى السلاح منهم.

وهكذا رأينا الردّة تجتاح مصر فيما يتعلق باللباس والمظهر والتحجب المفرط وانتشار النقاب الذي لم تعرفه مصر في تاريخها، والدشداشة القصيرة والغترة، واللحى الطويلة والزبيبة على الهامة، مع انتشار الفكر التكفيري.

وجاءت الفرصة التاريخية بوصول الإخوان بتحالفهم مع السلف إلى الحكم، لينفلت السلفيون من عقالهم بحيث أضحوا يتحدون الأزهر، القلعة التاريخية للإسلام المعتدل في مصر. لكن مصر ذات العمق التاريخي في الحضارة والتسامح والتنوير لن تخضع لإرادتهم، وسيكنسهم التاريخ كما كنس من قبل الطارئين على مصر وحضارتها.

إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"

العدد 3836 - الجمعة 08 مارس 2013م الموافق 25 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:05 ص

      اينك من المعممين ؟

      كلام جميل وصادر عن شخص علماني ، ولكن لكي ندفع عنك صفة الطائفية نتمنى ان نراك تنتقد الملالي المعممين في قم ايضا باعتبارهم الشكل الاخر للتطرف والغلو الديني والسياسي ، او من صوبنا غفور رحيم ؟؟؟

    • زائر 7 زائر 5 | 4:48 ص

      يا متخلف لماذا لا تقوم أنت بفضح المعمميين المتطرفين ... ام انه لا يوجب عندك موضوع.

      يا متخلف عرف التطرف وحدد المتطرفين وافضحهم إذا تطابق عليهم.
      أم تريد فضح لمجرد الادانه.
      وبعدين ويش جاب الجماعة التي تتحدث عنهم مع من يكفر البشر ويقطع رؤوسهم ويفجر العباد في دور العبادة ويقتل الابرياء من أجل غذاء مع النبي أو عشاء مع الله.
      هل هناك تخلف أكثر من هذا التخلف لا ومصدر الفتاوي لرجال الدين المتخلفين الذين تتحدث عنهم هو البيت الاسود.
      كيف زفاف من أجل يدخل على حورية دون زفة.
      ويش قصدكم يا متخلفين
      الله أرهابي نبيه ارهابي دينه ارهابي، كرهتون البشر بالدين فيقوا من تخلفكم.

    • زائر 8 زائر 5 | 5:04 ص

      المعممين لم يرسلوا احد لتفجير خلق الله ولم يواعدوا الارهابيين بوجبة غداء مع النبي

      المعممين لم يرسلوا ارهابيين للتفجير في الاسواق و المساجد و لم يعيدونهم بوجبة غداء مع النبي و سهرة مع حور العين جوب العالم و ابحث عن عقيدة الارهابيين لتعرف من اي مدرسة هم . بل على العكس ان الاقلية السنية في العراق من حد من عمليات الانتقام لعمليات التفجير في مساجد وحسينيات وتجمعات الشيعة هم المعممين والا من البساطة المعاملة بالمثل

    • زائر 10 زائر 5 | 5:54 ص

      الله اكبر ..الله اكبر ... الله أكبر.. لعنة الله عليكم الى يوم الدين.

      يقطع رأس ويقول الله اكبر.
      يفجر مسجد ويقول الله اكبر.
      يضرب امرأة ويقول الله اكبر
      يقتل مجموعة من الاسرى عندهم ويقول الله اكبر.
      يسرق ويقول الله أكبر.
      يزني ويقول الله أكبر.
      ويش خليتون شئ ما سويتونه بعد...
      يا بشر ويش عندكم مع الدين ليش مصرين على تشويه الدين
      انت مجرم وقاتل .... ليش تدخل الله في الموضوع وتشوه سمعة الدين.
      هناك تعاون مخطط له بين هؤلاء المتخلفين ومن يشوه صورة النبي

    • زائر 4 | 3:30 ص

      ربيع الفوضى الخلاقة الامريكية.

      - الله يعين البشرية على هذا التخلف الظلامي والجهل المتنامي في مصر وباقي دول الربيع تحت القيادة الامريكية.
      - كنا نقول أن أمتنا العربية في سبات عميق وأتضح لنا أنها في جهل وتخلف أعمق، فمتى ما سنحت لها الفرصة انطلق جهلتها ومتخلفيها.
      - الله يعين أهل الثورة المصرية التي اطاحت بمبارك وخصوصا الشباب، الله يعينهم على ما هم فيه من تحكم هؤلاء الجهلة الرجعيين البائسين والمتخلفين أبطال ربيع الفوضى الخلاقة الامريكية.

    • زائر 3 | 1:29 ص

      الاسماء ببلاش ويش تتوقع يعني

      اذا كانت الاسماء ببلاش والكلمات ببلاش اذا كانت البحرين تقول عن نفسها انها افضل الديمقراطيات على الأرض
      يعني بس جات على هالجماعة بس كله محصل بعضه

    • زائر 2 | 10:35 م

      حين يكون الجيش و الشرطة الوطنيين سلفيون في بلد متعدد الثقافات

      لطالما استخدمت قوى قد لا تتفق فكريا مع السلفية الجهادية لتنفيذ اعمال تصب لصالح الطرف النقيض فامريكا و ايران و دول الخليج كل وظف هذه المجاميع في تكتيكات تخدم مصالحه ولا يعني انهم اي السلفيون الجهاديون لا يعملون باستقلالية وفق منهجهم ولا يمكن نفي اختراقهم مخابراتيا حتى على مستوى القيادات والخطر حين تخترق او يسمح لها طواعية باختراق الجيوش و الشرطة الوطنية لضرب مكونات في الوطن

    • زائر 1 | 10:26 م

      لماذا كل الارهابيين من امة الاسلام سلفيين

      ارهابيون ام مجاهدون ؟ المنطق الديني و الانساني لا يوافق بعثرة اشلاء بشرية من كل الفئات العمرية بتفجير مفخخة او ناسف يلف المنتحر نفسه به ولا يمكن ان يعتبره الدين جهادا لانه يجرمه وهذا الجهاد المزعوم يتحرك في كل جهات الارض ولاشك يحتاج لاموال ضخمة لتنفيذ العمليات ولتسيير حياتهم و حياة اسرهم فمن اين يصلون على التمويل ؟. لماذا هؤلاء لم يبنوا مشفى او مدرسة او جامعة في الاراضي التي يتواجدون فيها

اقرأ ايضاً