تشكل مسألة قلة غرف الفنادق في البحرين التي من المفترض أن يستضاف بها زوار البحرين في المناسبات الكبرى مشكلة للمنظمين، أو هي يجب أن تكون كذلك. ففي الحديث عن استضافة البحرين لسباقات الجائزة الكبرى (الفورمولا 1) المتوقعة في أبريل/ نيسان المقبل، يتوقع المسئولون أن يصل عدد المرتادين لهذه السباقات نحو 001 ألف متفرج. ولكنهم يعترفون في الوقت نفسه أنه لا توجد في البحرين أكثر من 21 ألف غرفة بالإضافة إلى ما هو موجود من غرف مفروشة وفيلات وغيرها، ما سيرفع العدد إلى 02 ألف غرفة ربما. ولا يوجد في هذا ما يعيب البحرين الصغيرة في الحجم، ولكن الملفت للنظر هو ما يتم التخطيط له من حلول لتهيئة السكن لباقي الزوار (08 ألف زائر) في فنادق الدول المجاورة مع ضمان رحلات جوية مكثفة تنقلهم إلى البحرين في أوقات السباق.

حين يتأمل أي منا هذا الاقتراح سيرى أنه يفتقر للتخطيط الجيد بلاشك. فهل سيقبل من سيحضر السباقات أن يسكن في دبي أو الدوحة أو أبوظبي ثم يقضي عددا من الساعات في غدو ورواح بين محل إقامته وبين البحرين على مدى ثلاثة أيام؟

وربما أن المشروع (كما نوه أحد المسئولين أخيرا) هو مشروع خليجي، ولكن لماذا تعطي البحرين وهي الأقل دخلا في الخليج بقية الدول عددا كبيرا من الزوار من الممكن أن يشكلوا دخلا رائعا للمملكة، فترسلهم إلى الدول المجاورة وتخسر كل هذا الدخل؟

الاقتراح الآخر الجميل شكلا وموضوعا هو استئجار عدد من السفن وتركها راسية على ضفاف شواطئ البحرين لتشكل فنادق عائمة مع توفير القوارب الصغيرة لنقل ضيوف هذه السفن بينها وبين جزيرة البحرين. هذا الاقتراح ذكي، فهو يضمن للبحرين الإبقاء على أكبر عدد ممكن من الزوار، ولا يخفى على أحد أن الزوار لا يدفعون ثمن إقامة فقط بل ينعشون قطاعات أخرى. ولكن حتى الآن لم يأخذ أحد من رجال الأعمال خطوة عملية بشأن هذا الاقتراح، كما اكتفت البحرين بانتظار أن يفعل أحدهم ذلك لتشجعه. وكان الأولى أن تكون هي من يتخذ خطوة في هذا الاتجاه، لا أن تنتظر جهة تحتاج إلى التشجيع