العدد 3876 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ

جليلة السلمان... حكاية مأساوية مع وزارة التربية والتعليم

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

من يتصفح شخصية نائب رئيس جمعية المعلمين البحرينية المربية الفاضلة جليلة السلمان، يجدها الشخصية التي ضحّت بوقتها وجهدها وصحتها من أجل رفعة التعليم والمعلمين. وقد عُرفت في أوساط طالباتها بإخلاصها وتفانيها ومثابرتها ومتابعتها لشئونهن التربوية والتعليمية. وكانت بينهن كالأم في حنانها، والأخت في قربها لمشاعرهن، والصديقة في حل مشاكلهن وكتمانها لأسرارهن، والمربية الجليلة في تعاملها معهن، والمعلمة الوفية في تعليمهن، والمدافعة الصلبة عن حقوقهن التربوية والتعليمية، وكانت لطالباتها كالمرآة الناصعة التي يرين من خلالها كل جميل.

إننا لم نتحدث عن علاقتها التربوية والإنسانية الحميمة بزميلاتها المعلمات والإداريات، فالواقع يتحدث عنها كل يوم بوضوح. لم تكن زميلة لهن فحسب، بل كانت الملاذ لهن في وقت الشدائد التي تصطنعها لهن وزارة التربية والتعليم، والملجأ لهن وقت بخس أو انتهاك حقوقهن المهنية والمادية. وقد تميّزت بأخلاقها وفكرها وثقافتها الواسعة وصبرها الكبير، وتوكلها اللامحدود على خالقها، وثقتها الكبيرة بسلامة سعيها الوطني.

كانت هذه السيدة البحرينية الأصيلة، ومازالت، تمقت البغض والكراهية والانتقام الطائفي بكل مسمياته الشريرة وألوانه الكالحة، ولم تفكّر طوال حياتها التربوية إلا في طلب الخير لكل إنسان يعيش في هذا البلد الطيب. وقد فوجئت كثيراً بكل ما حدث لها في الأزمة السياسية التي تمر بالبلاد منذ 14 فبراير/ شباط 2011 حتى كتابة هذه السطور. فقد تعرضت هذه المربية للسجن والإهانة والقسوة والإيذاء لنفسها ولمشاعرها، على رغم أنها لم تمتلك إلا لسانها الذي عبّرت به عن رأيها وعن المطالب المهنية والإنسانية المشروعة للتربويين. وقلمها الذي وثقت به البعض اليسير من الانتهاكات المهنية والمادية التي مارستها وزارة التربية والتعليم ضد أكبر شريحةٍ وأهمها في القطاع العام، وهي قطاع التعليم.

لقد كان شغلها الشاغل أن ترى التعليم في وطنها رايته عالية خفاقة في مختلف المحافل والميادين، وكانت تأمل أن يأتي اليوم الذي تجد فيه التربويين في وضع أفضل من الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه، حيث يتجرعون مرارته على مدار العام الدراسي. وكان سعيها ومطالبتها بحقوق المعلمين الإنسانية والمهنية والمادية نابعةً من قناعتها الراسخة بعدالة ما تطالب به، وكانت تمارس حقها في المطالبة والتعبير عن رأيها الذي كفله لها الدستور وميثاق العمل الوطني، لم تشذ قيد أنملة عن البنود الدستورية في تحركها المطلبي والمهني. أما فصلها من عملها وحرمان التعليم من خبرتها فيعد تجاوزاً صارخاً على الدستور والميثاق والقانون المحلي والعالمي. وهذا ما عبّرت عنه العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بكل صراحة ووضوح، وطالبت بإلغاء قرار فصلها عن العمل المخالف لأبسط حقوق الإنسان، وإرجاعها فوراً إلى وظيفتها وتعويضها مادياً ومعنوياً، عن كل الإجراءات التي اتخذت ضدها خارج القانون. ويأمل كل تربوي أن تتخلص وزارة التربية والتعليم من داء التمييز الطائفي الذي يستشري في مختلف مفاصلها، حتى طال التعيينات والترقيات والمكافآت والحوافز والبعثات الدراسية والاستقطاعات من الراتب.

كان من المفترض على وزارة التعليم بعد إصدار تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، أن أصبح لزاماً عليها أخلاقياً وأدبياً ووطنياً، أن تعود إلى الحقيقة التي تلزمها إرجاع المربية الفاضلة جليلة السلمان إلى مكانها الحقيقي، وإعادة جميع الحقوق لكل الذين تضرّروا من التربويين، معلمين وإداريين واختصاصيين وفنيين من الجنسين. ويأمل الجميع إرجاع طلبة كلية المعلمين إلى مقاعدهم الدراسية، وإعادة فتح القسم الصناعي في الجامعة وعودة طلبتها، والسماح إلى طلبة الماجستير الذين أوقفوا عن مواصلة دراستهم من دون مبررات واقعية، فلابد للوزارة من استيعاب كل أبناء هذا الوطن من دون استثناء طائفي أو عرقي، تطبيقاً صادقاً وحرفياً لمفهوم المواطنة الحقيقية، التي تفتح المجال كاملاً أمام الكوادر التربوية المتميزة والطموحة، لتقديم خدماتها وعطائها المهني لأبناء الوطن في المواقع التي تستحقها، بعيداً عن المؤثرات النفسية والحساسيات المذهبية والفئوية الضيقة التي تضر بمصالح الوطن العليا.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3876 - الأربعاء 17 أبريل 2013م الموافق 06 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 4:30 ص

      واجب

      كلمة دائما نسمعها من الاستاذة جليلة .. انا لم أقم إلا بواجبي .. أنا انفذ ما ألزمت به نفسي منذ تاسيس جمعية المعلمين ولايمنع عدم وجود الجمعية بقائي على عهدي .. دمت للعلم والتعليم

    • زائر 18 | 11:10 م

      أين وزارة التربية ةالتعليم من هذا كله ؟؟؟؟

      الغالية على قلوبنا ، الأستاذة الحقوقية المربية المناظلة المعلمة جليلة السلمان / أنت تاج على رؤسنا و سدد الله خطاك والى الأمام.

    • زائر 17 | 4:08 م

      نموذج لتضحية المعلم

      تحية إجلال لاستاذتي جليلة ...ليس لما حدث لها في فترة السلامة..والاعتقال والتعذيب والسجن وووو لكن لصمودها ولزرعها الأمل بشكل يومي في قلوب المعلمين... شكرا لها لأنها بقيت حضن تحتوي آهات المعلمين ..وتحترق معهم للظلم الذي يقع عليهم .. كلمة حق ...تستحقينها

    • زائر 15 | 6:43 ص

      كاسر الصمت

      تعلمت منها الصبر
      والحكمة ومعالجه المشاكل بهدوء وصبر

    • زائر 14 | 5:42 ص

      بقامة وطننا

      هي الاستاذة والمربية والتي بحق وهبت نفسها في خدمة وطنها دون مقابل أو أجر يدفعها لذلك حبها لوطنها وانسانيتها ليت من يدعي أنه يدافع عن الانسان والمواطن أن يحذو حذوها

    • زائر 13 | 5:15 ص

      ألف تحية

      ألف تحية للمربية الفاضلة المناضله جليلة السلمان تقف الحروف عاجزةً عن تركيب كلمات الشكر والتقدير لهذه المربية التي حملت على عاتقها ملف التعليم وهموم المعلمين التي لا تكل من التواجد خارج وداخل البلد في كل الفعاليات للدفاع عن قضية المعلمين مضحية بجل وقتها ومالها
      شكرًا لكِ من اعماق القلب وجعله الباري في ميزان حسناتك وسوف يأتي اليوم الذي ترجعين فيه رافعةً رأسكِ عاليًا
      القادم أجمل بإذن الله

    • زائر 11 | 4:25 ص

      المعلمون

      هذه المرأة اسم على مسمى .. يجب أن يعي المعلمين ما يملكون ويلتفوا حولها لنعيد قوتنا كمعلمين .. يجب أن يكون لنا موقع كما كان وتعود قوة المعلمين بها ومعها حتى الإفراج عن ابوديب الذي حمل همومنا لسنوات .. لم نفهم ماكانوا يفعلون إلا بعد أن غرقنا في الظلم

    • زائر 10 | 4:13 ص

      خسرناها

      هذه إمرأة تربوية من.طراز رفيع أجبرتنا وزارة التربية على خسرانها من صفوفنا الرسمية والوظيفية لكنها أكسبتنا إياها مدافعة شرسة.عن المنظومة التعليمية ككل .. نسال الله لها التوفيق .. نملك قلوبا سكنتوها يا أشرف الناس وهي تلهج لكم بالدعاء والسداد

    • زائر 9 | 4:12 ص

      خسرناها

      هذه إمرأة تربوية من.طراز رفيع أجبرتنا وزارة التربية على خسرانها من صفوفنا الرسمية والوظيفية لكنها أكسبتنا إياها مدافعة شرسة.عن المنظومة التعليمية ككل .. نسال الله لها التوفيق .. نملك قلوبا سكنتوها يا أشرف الناس وهي تلهج لكم بالدعاء والسداد

    • زائر 8 | 3:36 ص

      الله يفرج عنها

      الله يفرج عنها وعن الاستاذ ابو ديب وعن جميع المظلومين

    • زائر 6 | 2:02 ص

      أ. جليلة الجلية

      جعلك الله من نساء أهل الجنة ..قدمت الكثير عطاءك اللا محدود اخجل المعلمين جميعا نسأل الله الفرج لأبوديب

    • زائر 3 | 2:01 ص

      أ. جليلة الجلية

      جعلك الله من نساء أهل الجنة ..قدمت الكثير عطاءك اللا محدود اخجل المعلمين جميعا نسأل الله الفرج لأبوديب

    • زائر 2 | 1:27 ص

      خق

      كلمة حق بحق الاستاذة جليلة .. نراها تعمل بهدوء ولا تلتفت إلا لمصلحة المعلم والطالب .. لو في 5 مثلها صرنا في حال مختلف .. الله يفرج لها ولأبوديب

اقرأ ايضاً