العدد 3878 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434هـ

علكة العمالة للخارج

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

العلكة يتم مضغها وبعد وقت يتم رميها لأنها لم تعد ذات فائدة، إلا أن هناك من يضع نوعاً من أنواع العلكة التبريرية التي لا معنى لها ويظل يمضغها إلى ما لا نهاية، بحيث لا تعرف متى نهايتها؟ والغريب أنه قد يتصور أن تلك العلكة هي نوع فاخر من أنواع الكاكاو مثلاً، وقد يصدق ذلك فلا يتركه أبداً، والمشكلة حتى الكاكاو الفاخر إنما يمضغ وفي ثوانٍ ينتهي.

نحن أمام علكة العمالة للخارج، إنها علكة بماركة مسجلة لا تنتهي فهي جاهزة أمام أي إنسان قد تكون لديه مطالب، ولا تنتهي هذه العلكة أبداً بل إنها ذات صلاحية مفتوحة لتكون موجودة بشكل دائم، لكن واقع الحال أن الناس والعالم عندما يتحدث من يمضغ هذه العلكة عن أنه يأكل الكاكاو فإنهم وإن انقسموا فإن من أبدى تصديقه لذلك وموافقته إنما انطلق من باب المصلحة الأنانية أو نكاية في الآخر.

ونحن في البحرين، كانت هناك حركة مطلبية امتدت لسنوات بل لعقود وفي كل عقد كانت علكة مسجلة باسم العمالة للخارج موجودة وإن اختلف هذا الخارج باختلاف الظروف المحيطة بنا.

والأسئلة التي تطرح نفسها، هل الخارج كان وراء وصول عدد طلبات الإسكان إلى أكثر من 50 ألف طلب إسكاني؟ أم هو الفشل في أداء أجهزة حكومية وسوء إدارة وتخطيط.

هل الخارج كان وراء البطالة التي بلغت بين الجامعيين بالآلاف؟ أم هو وراء بقاء مئات العاطلين الجامعيين وبعد سنوات من التوظيف المؤقت عرضة للطرد من تلك الأعمال؟

هل الخارج كان وراء التمييز الذي ينخر في أجهزة الدولة ومؤسساتها؟ وهذا التمييز متنوع بتنوع المكان والمنصب فهناك التمييز الطائفي والقبلي والعائلي وحتى في التوجه والانتماء.

هل الخارج كان وراء الفساد المستشري في أجهزة الدولة دون أي علاج؟ حتى أصبح تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية ينسخ تلك المخالفات من تقرير إلى آخر دون أي علاج.

هل الخارج كان وراء ضعف الأداء البرلماني بحيث يستطيع وزراء بعينهم عدم إعطاء المجلس أي أهمية في جميع النواحي؟ وهل هو وراء عجز المجلس عن استجواب وزير؟ ولكن يبدو أن الخارج هو وراء خيبة الأمل التي أصابت المواطنين من وراء مجلس نواب لم يستطع الثبات على مطالبه بزيادة الرواتب.

هل الخارج كان وراء الانتهاكات الصارخة والكبيرة لحقوق الإنسان والتي وثقها تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق؟

وهل الخارج وراء تحول الأراضي العامة إلى ملكيات خاصة؟ وهل هو وراء اختفاء السواحل في مملكتنا التي يقال إنها جزيرة ولكنها من دون سواحل؟

وهل الخارج وراء إبعاد الكفاءات البحرينية عن المناصب والوظائف بسبب رأيهم؟

يبدو أن ذلك الخارج يحكم كل مفاصل حياتنا وهو المسئول عن كل أزماتنا. لذلك علينا أن نطلب من أستراليا التوقف عن التسبب لنا في أزمة اللحوم التي اصطنعت محلياً لأسباب لم تعد خافية وستكشفها الأيام. ولا أدري ما السبب وراء أزمة الدجاج هل هو التدخل الخارجي لأنفلونزا الطيور؟

صدقوا أنفسكم واتركوا «علكة العمالة للخارج»، فالقضية تحتاج إلى علاج لكل ما يدور، علاج جذري يجعل من المواطن في الرفاع والدراز والبديع وبني جمرة والمحرق والزلاق وسترة يعيش حياة كريمة وفق قانون عادل يجمع الجميع.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3878 - الجمعة 19 أبريل 2013م الموافق 08 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 10:54 ص

      المصلي

      هذا ديدنهم لاتستغرب أخي مالك التهمه جاهزه لكل من يطالب بحقوقه ولاتشره عليهم لأنهم يدافعون عن فسادهم وتبرير ظلمهم الممنهج على أيدي فئه من الطبالين ماسحي الجوق هم مكشوفين للداني والقاصي وقد احترقت اوراقهم الواحدة تلو الأخرى ولم يبقى في جعبتهم شىء يذكر ثق بأن الشعب بكل طوائفه الوطنيه يعرفهم حق المعرفة هذا هو الداخل أما الخارج فالمنظمات الدوليه لها شهادتها وكفانا نصرا بأن لجنة تقصي الحقائق ثبتت لنا حقنا في ما وقع علينا من مظالم في تقريرها الواضح وهذا بحد ذاته يعتبر نصرا مؤزرا من الله العلي القدير

    • زائر 10 | 4:50 ص

      قيس

      نعم (وبالفم المليان) الخارج كان ولايزال وراء كل تلك المشاكل بصورة مباشرة أو غير مباشرة. فلولا الحماية الغربية والرجعية للاستبداد لما تجرأ الفساد أن يصل إلى عشر هذا المستوى ولما ظهر التمييز بهذا الشكل البغيض والفاضح. لولا الحماية البريطانية والأمريكية للاستبداد لكانت شعوبنا بخير، لولا التبني البريطاني والأمريكي والإسرائيلي للإستبداد ولجماعات التفجير والتكفير الراديكالية لما رأيت هذه المآسي والدمار والدماء في سوريا والعراق وليبيا. من هنا نعرف أين تكمن العمالة.

    • زائر 9 | 3:52 ص

      العائد

      مقال جدا جميل --- أبو القاسم الشابي

    • زائر 8 | 2:01 ص

      فارس الغربية14

      أيعقل أن لا أحد في البحرين الحبيبة، يعرف السبب الرئيس وراء كل هذه المشاكل؟
      انهم يعرفون من المتسبب الرئيس في إطالة امد هذا المشكل، لكنهم يغضون الطرف عنه، فقط لأنهم من "المعازيب" و انهم يعرفون من يقف وراء نهب و سلب مقدرات البلاد و العباد في البحرين، مع هذا يغضون الطرف عن هؤلاء المتنفذين.

    • زائر 6 | 1:43 ص

      أحسنت اخي

      حكومة منتخبة. دوائر عادلة. امن للجميع. محاربة التمييز. محاربة التجنيس السياسي. توفير العيش المحترم للشعب. كل هذا وما يخليك مقتنع انه عمالة للخارج. والله ناس عايشة

    • زائر 12 زائر 6 | 5:46 ص

      صدقت

      صدقت والله, ,كل هذا دليل للانتماء لجهات اجنبية

    • زائر 5 | 12:59 ص

      علكة دائمة الصلاحية

      لبلد يرمي الاخرين بنقصه ويتجمل ويتلمع باسماء ليست له وبانشاء مؤسسات فاشلة وبما يهيأله من مساعدة في تسلم مناصب بتسميات جميلة مرة في مجلس حقوق انسان ومرة في التنمية البشرية ومرة ومرة خذ اسمك وسمني بيه هذا حال البحرين عجوز شمطاء تريد ان تعود فتاة وصبية حلوة بمسميات فارغة

    • زائر 4 | 12:17 ص

      ام احمد

      شكرًا استاذ مالك ، المقال هادف ومركز ، ولقد وضعت يدك على الجرح ، الى الآن لم تستوعب السلطة في البحرين التغيرات والمستجدات التي غيرت الكثير من المفاهيم والقدرة على الوصول للمعلومات والحقائق بسرعة البرق، ولم تستوعب انها امام جيل صاعد يتمتع بالشجاعة والجرأة والإصرار على التغيير ، فبدلا من الاتجاه الى الاصلاح الحقيقي تغرق في الفساد وتطلق الإشاعات وتلوح الاتهامات ، ولكن التغيير آتٍٍ آتٍٍ والفجر لابد وان ينبلج ويسطع نوره

    • زائر 3 | 10:46 م

      قيس

      إنها الإسقاطات النفسية، ألم تسمع بها؟
      كلمن يرى الناس بعين طبعه - رمتني بدائها وانسلت !

    • زائر 2 | 10:40 م

      تسلم أخ مالك

      أتمنى يفتحون عيونهم عدل ويشوفون هالكم سؤال ويفكرون ويفلتون هالعلكة من فمهم ونبدأ حياة كريمة من الرفاع لسترة ومحرق والبديع والدراز والمرخ!

    • زائر 1 | 10:23 م

      قلم رائعا

      مقال ممتاز و قلم رائعا بالتوفيق

اقرأ ايضاً