العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ

حوارات البحرين... هل هناك ضوء في آخر النفق؟

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الدعوة للحوار بين المعارضة والدولة في البحرين ليست وليدة اليوم أو الأمس، وقد تحدثت الدولة عنها مراراً، وهكذا المعارضة، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث بصورة تجعل الكلام الذي يقال أو معظمه حقيقة يراها الناس في واقعهم الحياتي المعاش. ومع مضي الوقت بدأت الأمور تتأزم وتأخذ منحنى خطيراً ليس في مصلحة الشعب البحريني بكل طوائفه، وبدأت الثقة تتآكل ما بين الأطراف المتحاورة، وهذا يعد من أخطر الأمور وأشدها سوءًا. فكيف يتحاور قومٌ لا يثق بعضهم بالبعض الآخر؟

واعتقادي أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق الدولة؛ لأنها هي حاضنة الجميع، وهي الأقدر والأقوى على إعطاء الحوار قوة وصلابة لكي يسير الجميع بأمن وطمأنينة وهم يمارسون الحوار فيما بينهم.

قبل فترة ليست بالقصيرة كتب محمود بسيوني الرئيس السابق للجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق تقريره الشهير الذي كلفته الدولة بالقيام به، وحينها التزمت الدولة بتطبيقه وتعهدت بتنفيذ كافة التوصيات، وقد أكد بسيوني في حديثه لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في 24 مارس /آذار 2013، أن الحكومة بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات وإجراءات مهمة من شأنها أن تساعد على تحقيق التوصيات بكل جدية، كما أكد أن هناك توصيات لم تنفذ ونص بإجراء تقييم شامل لمعرفة مدى انفاذ التوصيات على أرض الواقع، وأهمية اشتراك المجتمع المدني في هذا التقييم. ومما أكده بسيوني في مقابلته مع «الشرق الاوسط»، استكمال التحقيقات التي تجريها الوحدة الخاصة، وكذلك إعادة بناء المساجد ودور العبادة وتعويض جميع الضحايا وتطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات.

في اعتقادي أن تنفيذ هذه التوصيات التي وافقت عليها الدولة ستكون الخطوة الأكثر أهميةً لبدء حوار جاد، يجب أن تقبله المعارضة لإخراج البلاد من المأزق الذي أساء لكل أهالي البحرين.

وفي سياق الحديث عن الحوار وأهميته، فإن هناك قضايا ذات صلة بالحوار، يتحدّث عنها فصيل من مجتمع البحرين بكثير من الألم والمرارة، وهي تعمد الدولة -كما يقولون- عدم توظيفهم في بعض الأماكن، وإعطاء الوظائف للأجانب مع أنهم أحق بها! وذات مرة قال لي أحدهم: لدي شهادات علمية وخبرة عملية ولم استطع الحصول على وظيفة بسبب سيطرة الأجانب! وقال آخر: حاولت توظيف ابني شرطياً فلم أفلح، مع أن الأجانب يشكلون عدداً كبيراً من الشرطة في البحرين، فلماذا ومن هو أحق بهذه الوظائف؟ أما الثالث فقال: الدولة جنّست آلاف الأجانب وأعطتهم وظائف ومساكن، وكان الأولى بهذه الوظائف والمساكن هم المواطنون العاطلون عن العمل!

الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل أسامة العبسي ذكر أن هناك خمسين ألف عامل غير نظامي في البحرين، وأنهم يزيدون بنسبة 70? سنوياً! وهذا كلام خطير لاسيما إذا قارناه بعدد سكان البحرين، وعرفنا أنهم يزاحمون المواطنين على وظائفهم وتجارتهم. وهناك تصريح مماثل للوزير عبد العزيز الفاضل حيث ذكر أن عدد الأجانب في الدولة 6628 موظفاً وذلك سنة 2012! ومرة أخرى: أين المواطنون عن هذه الوظائف؟

الذي أعتقده أن المواطن أحق من سواه بخيرات بلده بغض النظر عن انتمائه المذهبي، فمثل هذه القضايا تثير الأحقاد ويصعب تعليلها، ولعلها تكون إحدى المسائل التي تناقش في الحوار ويتم القضاء عليها.

الذي يزور البحرين ويقيم فيها عدة أيام مثلي، يلحظ الفرق بين ما كانت عليه قبل تلك المشاكل وما هي عليه الآن، خصوصاً إذا كان يسكن في مكان تكثر فيه الحراسات وبجانب شوارع مغلقة منذ بداية الأحداث وحتى الآن. فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للزوار فكيف بأبناء البحرين الذين يعيشون فيها كل أعمارهم؟

الحل في نظري يكمن في حوار هادئ تكون وجهته البحرين وأمنها واستقرارها، بعيداً عن الأهواء الشخصية والمصالح الذاتية، فالكل في الوضع الحالي خاسر... وفق الله البحرين لكل خير.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3889 - الثلثاء 30 أبريل 2013م الموافق 19 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 12:56 م

      الحوار

      لن ينجح الحوار الا بوثيقة المنامة وصبرا ياشعب البحرين الله راح ياخد الحق

    • زائر 14 | 6:25 ص

      الحل

      الحل اخي الفاضل في انتخاب مجلس تاسيسي يصيغ دستور جديد يستفتى الشعب علية مع صوت لكل مواطن وانشاء هئية عدالة انتقالية من بحرينيين مشهود لهم بالنزاهة فهل هناك عاقل يستجيب لهذه المطالب من الحكم ويجنب البلاد والعباد ويلات الحروب ... ان الحكم يدوم بالعدل ولا يدوم بجلب اجانب لوظائف امنية وحماية الحكم .... حمي الله البحرين وشعبها

    • زائر 13 | 4:20 ص

      حوارات البحرين

      مو الحرب خدعة ، سعادة وزيرة شئون الاعلام تقول في آخر تصريح لها أنها تشن حربا أعلامية ( على من... لا أعلم ) الحوار الجاري حاليا ما هو إلا خدعة حرب أعلامية يراد منها أقناع جهات دولية أن البحرين دخلت مرحلة الحوار ، ويعلم الجميع واولهم السلطة تعلم أن هذا ليس الحوار الجاد ذي المعزي الذي يرده الشعب والمجتمع الدولي لحل الاشكال السياسي والدستوري في البحرين.

    • زائر 12 | 3:56 ص

      لا ضوء ولا بصيص امل

      لذلك ستشهد البحرين كارثة قادمة بسبب زيادة الاحتقان والاحباط واليأس من اصلاح الامور.
      هذه حقيقة قد تزعج البعض ولكنها واقع كنا نستشفه قبل 14 فبراير 2011 والآن الوضع هو نفس الوضع ولكن بوتيرة اعلى بكثير خاصة بعد اليأس المتراكم الذي بلغ مستوى يدعو للقلق
      الشارع في غليان مستمر ليل نهار وهذا يؤجج النفوس ويجعل منها قابلة للانفجار بأي لحظة ولأي سبب وقد يظن البعض انه ماسك بحبال اللعبة جيدا وهو لا يعي
      ان هناك امور لا يمكن توقعها
      سأذكركم بهذا الكلام بعد حين

    • زائر 11 | 3:22 ص

      انت قلت الدولة هي القادرة على ايجاد حوار جاد ولكن اذا كانت الدولة لا تريد ذلك

      ما يراه الناس ويعرفونه ويعلمونه علم اليقين ان الدولة اي السلطة هي اساس المشكلة وهي لا تريد لها حلا جذريا بل لا تريد حلا يعطي للشعب ابسط حقوقه.
      انت تعلم والعالم يعلم ان لهذا الشعب حقوق وهو لم يخرج مشاغبا ولا ظالما
      ولا مخربا ولا مجرما وانما مطالبا ولكن من بيده زمام الامور لا يريد ان يعطي للشعب حقوقه وان يكون مصدر السلطات بل يريد ان يجعل كل السلطة مسلوبة من الشعب

    • زائر 10 | 3:01 ص

      شكرًا على الموضوع

      كيف تدعو يا عزيزي لحوار هادئ وهناك من يستفيد من الوضع الحالي ؟؟؟

    • زائر 5 | 12:52 ص

      الجيران

      لو جيران البحرين يطالعون الموضوع نفسك چان إحنا بخير وكل العالم بخير

    • زائر 2 | 12:12 ص

      يوجد والدنيا بصره

      اطمئنك ايها الكاتب هناك (لمبه) اخر النفق ولكنها حمراء بتاع نوم عميق والدنيا بصره ولاتخاف الحوار هو من طرف واحد ولايجوز الخروج على الوالي حسب مفتى الجزيرة العربية وكل مايفتى به يجب على الانسانية ان تلتزم به وكل المسالمون كافة.

    • زائر 1 | 11:31 م

      ماسمعت

      أعور يريد الحوار مئة سنة.

اقرأ ايضاً