العدد 3892 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434هـ

في ذكرى حرية الصحافة: تحدث بأمان

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تعتبر الصحافة في البلدان الديمقراطية هي السلطة الرابعة، أما في بلداننا فإن غالبيتها إلا ما ندر، لا تعرف معنى أن تكون رقابة ولساناً ناطقاً بالحق تدور معه حيثما دار. إن تكن صحيفةً يعني تتصدر الدفاع عن المظلومين، وتقود إلى ثقافة إنسانية تفضي للرقي والفضيلة. أن تكون صحافياً يعني أنك باحث عن الحقيقة، وأن تتصدر للكتابة يعني أن تنطق بالحق.

يحتفل العالم في الثالث من مايو/أيار بالذكرى العشرين لليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1993، وقد اختير هذا اليوم لإحياء ذكرى إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحافيين الأفريقيين نظمته اليونسكو وعقد في ناميبيا في 3 مايو 1991، والذي نص على انه «لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية..»، وتخصيص يوم «للدفاع عن حرية التعبير وعن سلامة الصحافيين في وسائل الإعلام المطبوعة والمذاعة والإلكترونية».

وقد خصصت اليونسكو هذا اليوم لإظهار الصحافيين الشجعان الذين نالوا من التهميش والتعذيب الشيء الكثير بسبب بحثهم المستمر عن الحقيقة. وقد فازت الصحافية الإثيوبية ريوت أليمو المسجونة حالياً في بلادها، بجائزة اليونسكو «غييرموكانو العالمية» لحرية الصحافة للعام 2013، وذلك لما أظهرته من شجاعة استثنائية وصمود في مجال الكتابة عن الفقر والمساواة. فقد أصدرت أليمو في العام 2010، مجلة شهرية بعنوان «التغيير»، لكن بسبب جرأتها تم إغلاقها، وفي يونيو/حزيران 2011، تم إلقاء القبض على الصحافية الأثيوبية بسبب كتاباتها وحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات. لذا اختارت اليونسكو الاحتفال بهذا اليوم في هذا العام تحت عنوان «التحدث بأمان: ضمان حرية التعبير في جميع وسائل الإعلام».

التحدث بأمان لا يعني التجاوز والسبّ والشتم والتطاول على معتقدات الناس، لكنه يعني أن يعبّر الناس عن طموحاتهم وآمالهم، عن مشاكلهم ومتطلباتهم، عن هواجسهم ومستقبلهم، عن آرائهم وأفكارهم، دون التعرّض للعذاب والمضايقات.

كثيرةٌ هي آمال الناس وأمانيهم لصحافتنا لمثل هذا اليوم، ومؤسفٌ أن تأتي توقعاتهم وتغريداتهم بمستوى التهكم والازدراء، ففي يوم حرية الصحافة للعام 2012 رصد الكاتب بصحيفة «المدينة» السعودية خالد الحربي، أهم التغريدات التي جاءت لتؤكد مستوى حرية الصحافة لدينا، فأحدهم يقول «أُذكّر بمقولة فيلسوف أسباني: من العبث أن تُطالب بحريّة التعبير، في مجتمعٍ لا يضمن لك حريّة التفكير أصلاً». وآخر يغرّد بقوله: «لو كنت رئيس تحرير مطبوعة عربيّة - لا قدّر الله - لأصدرت عدد اليوم بغلافٍ أسود». ومن الطريف أن يكتب آخر «يوم حرية الصحافة العالمي بالنسبة لنا مثل يوم التزلج على الجليد... لا ناقة لنا فيه ولا جمل ولا حتى دجاجة»! ومن المغرّدات من قالت: «يوم حريّة الصحافة العالمي أعتقد كان من الأفضل لو سُمّي يومٌ سيأتي بحريّة للصحافة»، أما أنا فأغرد في هذا اليوم بدعاء الإمام زين العابدين (ع): «والقول بالحق وأن عز»... فماذا ستغردون؟

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3892 - الجمعة 03 مايو 2013م الموافق 22 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:40 م

      القول بالحق وان عز ... بطولة وكرامة

      نعم أيتها الأخت الفاضلة في هذا الزمن المتهاوي قليل هم الأبطال وأقل منهم
      الشرفاء الذين يريدون ان يحييوا بعزة وكرامة , الإنسان الذي يعرف معنى أن الله
      سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا وليسوا عبيدا .. ولقد كرمنا بني آدم ... .

    • زائر 1 | 11:52 م

      للحرية ، إبدؤا بالصحافة

      عندما ترتفع الصحافة الى المستوى الذى ترغب أن تكون بأن تقبل النقد على نفسها، عند ذلك يمكن تقديم طلب تحرير الصحافة. لتكن الصحافة نموذجا للحرية حتى يتبعها الآخرون. أما يكون النقد للآخرين مقبولا و النقد للصحافة مذموما، عند ذلك تكون المعايير مزدوجة و لا يتصور أن يحصل أن تطوير لمدى الحرية. الحرية للجميع و ليس لفئة دون فئة.

اقرأ ايضاً