العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ

«المهزلة»

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

وُجد الحوار لحل الأزمة التي تمر بها البحرين، والتي شهدت صعوداً كبيراً في (14 فبراير/ شباط 2011) بعد تراكمات عديدة لعقود من الزمن.

ولكن جلسات الحوار، وبدل أن تؤسس لتهدئة الأوضاع، وتنعكس بإيجابية على الوطن والمواطنين، تحولت بين يدي البحرينيين إلى مادة إما لانتظار «الهوشة» الجديدة، أو للنتائج السلبية لكل جلسة، وأجزم أن هناك إجماعاً بين البحرينيين أن الجلسة المقبلة للحوار لن تتغير عن سابقاتها.

وجلسات الحوار تذكرنا بجلسات مجلس النواب، والحديث عن الكثير من الأمور، من بينها زيادة الرواتب أو استرجاع حق أو استجواب وزير، فكل تلك الأمور تصبح بعد فترة سراباً سمع عنه المواطن يوماً من الأيام، بينما في المقابل يتحول تقييد الحريات إلى واقع مُدافع عنه بقوة وشدة وعنفوان، خصوصاً إذا ما كان متفقاً مع رأي الحكومة.

البحرينيون يريدون حواراً يخرج الوطن من الأزمة، ويوقف نزيف الدم وآلام الضحايا وتدهور الاقتصاد، ولا يريدون حواراً يذكرهم بمجلس نواب لم يستطع أن يجلب لهم حتى زيادة رواتب، فضلاً عن استرجاع حقوقهم الثابتة، ولو في الأراضي التي ثبت تحولها من أملاك عامة إلى أملاك خاصة دون وجه حق.

البحرينيون يريدون جلسات حوار تمثل آراءهم، لا جلسات حوار يؤيد فيه طرف الطرف الآخر لمصلحة شخصية أو فئوية، بل حوار ينظر إلى الوطن ومستقبله.

البحرينيون لا يريدون حواراً يوصف ممن يشارك فيه بـ «المهزلة» بل حوار جاد يفضي إلى مشروع سياسي متكامل يوصل البلد إلى الاستقرار والنماء.

البحرينيون يريدون جلسات حوار قائمة على أسس صحيحة، وتمثيل صحيح، ونتائج تؤكد أن الشعب مصدر السلطات على أرض الواقع وليست عبارات مكتوبة.

البحرينيون يريدون حواراً يعيد بناء المساجد المهدمة، ويحفظ حرمة المساجد في كل مكان، وتنعكس نتائجه على الأوقاف بشقيها، فالشكاوى في هذا الشأن لا حصر لها.

البحرينيون يريدون جلسات حوار تمنع فصل البحرينيين، وتوقف التمييز، وتحقِّق في التجنيس، وتؤكد على قوة المجلس المنتخب، وتعيد الحقوق إلى أصحابها، سواء السواحل أو الأراضي أو الحقوق السياسية.

البحرينيون لا يريدون جلسات حوار تحيط بها عشرات الأحكام بالسجن لسنوات طويلة، بل جلسات حوار يكون الجميع مشاركاً فيها.

جلسات مرَّت وتمرّ والنتيجة واحدة لا تتغير، لتنتهي بالتصريح بأن ما يجري من عرقلة أو مراوغة هو «مهزلة»، سواء من ممثل الحكومة أو من المعارضة، وهذا دليل واضح على أن هناك خللاً كبيراً في الأساس يحتاج إلى إصلاح لتنطلق طاولة الحوار بدون منغّصات.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3899 - الجمعة 10 مايو 2013م الموافق 29 جمادى الآخرة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 10:02 ص

      شهداء التسعينات

      والله مو كاسرين خاطري الا شهداء التسعينات من طالبوا بابرلمان وانطر من جلس على كرسي البرلمان



      بالامس يستهزؤون بالمطالبه بالبرلمان واليوم انظر من يجلس على كرسي من ضحك واستهزءبدماء الشهداء في التسعينات ....والله كاسرين خطري شهداء التسعينات

    • زائر 2 | 3:12 ص

      بعد أن قضوا على الحوار.

      الخيارات اصبحت واضحة.

    • زائر 1 | 1:06 ص

      لأنهم لا يريدون حوارا جادا يفضي لحل

      ولأننا ايضا كمعارضة قبلنا بفتات المقاعد في الجلوس على مثل هذه الطاولة
      فليبرر لنا الجماعة ما يبررون عن نفسي ارى في التمثيل المجحف الى ابعد الحدود والذي هو مقصود ومتعمّد بحيث يقولون لنا هذا مستوى تمثيلكم.
      فكيف نقبل بتمثيل ضئيل في الحوار ثم نطلب ان يأتينا التيس بحليب بل
      اكثر التيس انتج حليبا وهذا الحوار لن ينتج شيئا بل على العكس سيكرس
      المزيد من التأزيم فلا الوزير اهلا لان يقود مثل الحوار ولا التركيبة تدل
      على شيء ايجابي

اقرأ ايضاً