العدد 3907 - السبت 18 مايو 2013م الموافق 08 رجب 1434هـ

هل تعرفهم «السُّلطة»... جيداً؟

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

بدايةً، من العار أن أوجه سؤالاً حول مدى معرفة (أبواق الفتنة) وجوقة الإعلام التطبيلي الهزيل بنخبة «اللقاء الوطني البحريني» التي عقدت آخر اجتماعاتها مساء الإثنين الماضي (13 مايو/ أيار 2013) بنادي العروبة، ذلك لأن فئة الأبواق والجوقة، تعيش حالة من الرهاب والفزع والتشكيك تجاه أية «نخبة بحرينية» مخلصة، تسعى لأن تضع تصوراتها بشأن آفاق الحلول الممكنة لإنهاء الأزمة في البلاد.

لكن السؤال موجّهٌ للسلطة: «هل تعرف من يكون أعضاء اللقاء الوطني البحريني؟ وهل تابعت تحركاتهم ودققت في أهدافهم؟ وهل يتسنى لها أن تشكك في نواياهم وهم أصحاب رصيد وطني مشرف؟». بالطبع، تعرفهم الحكومة جيداً، وتعرف أنهم شخصيات وطنية معتدلة واثقة مخلصة للوطن وللمواطنين، وهذا ما يدفع لسؤال آخر: «لماذا لا تدعم الحكومة مثل هذه المبادرة التي تتشارك فيها شخصيات بحرينية من كل الطوائف والتيارات والجمعيات؟»، يجمعها عنوان كبير لا تستطيع فئة الأبواق والجوقة أن تنال منه: كلهم أبناء البحرين الذين لا ينكر وطنيتهم وإخلاصهم إلا... الأبواق والجوقة ذاتها».

كنت منذ الوهلة الأولى التي وصلت فيها إلى قاعة كانو بنادي العروبة في تلك الليلة، مطمئناً تماماً إلى أنني لن أرى ولا وجهاً واحداً من وجوه الطائفية والفتنة والتشكيك في إنتماءات الناس وولائهم للبحرين، لأن الذين حرصوا على حضور اللقاء، أو الذين كانوا يأملون حضوره ومنعتهم ظروفهم، كلهم يُدركون جيداً بأن واجبهم الشرعي والوطني، يدفعهم لئلا ييأسوا أو يتراجعوا عن القيام بذلك الواجب مهما كانت المحبطات والمعوقات، وأنهم ليسوا أصحاب مصالح شخصية أو فئوية فينتظرون العطاء قبل وبعد أن يمارسوا العمل الوطني المزيف القائم على المتاجرة بعنوان «حب الوطن والولاء» كصفة تجارية مربحة وقودها بقاء الأزمة مستمرة.

حسب ما أعلنه عضو اللقاء الوطني المفكر البحريني علي محمد فخرو، فإن ذلك اللقاء، وهو الرابع، سبقته اجتماعات مطولة عقدتها لجنة تنسيق وضعت تصوراتها المستقبلية، ومع ذلك، كان لزاماً على اللجنة أن تعرض التصور (مكتوباً) على الأعضاء، وتفتح المجال للنقاش فيه بكل سعة صدر، فتثبت ما يتم التوافق عليه وتلغي ما يُجمع الأعضاء على رفضه، ولاشك في أن اللجنة التي وضعت التصورات بأعضائها الثلاثة المنتخبين والثلاثة الآخرين المعينين من جانب أعضاء اللقاء وهم: جميل العلوي، سعيد عسبول، شوقي العلوي، علي صالح، علي فخرو ونجية عبدالغفار... هم شخصيات بحرينية لعبت أدواراً في خدمة الوطن، لا تعرفها الأبواق والجوقة، ولهذا، كان من بين المحاور التي رصدها التقرير، السعي لجمع القوى السياسية في مجتمع البحرين المدني حول طاولة حوار فيما بينها للاتفاق على مطالب إصلاحية مشتركة، ومن ثم نقلها إلى المسئولين في الحكم. ولأن هذا الهدف «وصل إلى طريق مسدود» (حسب تقرير اللجنة)، فإنه لابد من البحث عن خيارات وتوافقات أخرى.

ولعل من أهم النقاط التي وضعت على بساط بحث اللقاء الوطني البحريني، تعرف (اللقاء ذاته)، وبعد استمزاج آراء مختلفة بعضها اقترح التحوّل إلى جمعية سياسية أو منتدى ثقافي، تقرر الإبقاء على التعريف الأصلي الذي تأسس عليه اللقاء الوطني: «هو عبارة عن التئام عدد من المواطنين، المشهود لهم بالاهتمام الجاد الواعي بقضايا الشأن العام والالتزام بالمواقف الوطنية المقدرة والمحترمة من جميع الأطراف المدنية والرسمية، وخصوصاً بالنسبة للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها البحرين حالياً، وهي المعايير التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند ترشيح أعضاء جدد للالتحاق باللقاء.

اللقاء الوطني البحريني لم يهمل في نقاشه توسعة قاعدة أعضائه، وكان لزاماً التأكيد على ضرورة توسعة هذا اللقاء ليضم كل الأطياف المجتمعية الراغبة في المساهمة في إخراج البحرين من الأزمة الحالية من جهة، وفي إتمام عملية إصلاح لانتقال البحرين إلى نظام ديمقراطي سياسي واقتصادي عادل قائم على المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات. ومن بين الأهداف أيضاً، إجراء حوارات مفتوحة في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل طرحها على الرأي العام بشتى الأشكال أو إيصالها إلى المسئولين في الدولة، والتواصل والتعاون مع جميع الأطراف والجهات ذات العلاقة سعياً للمساعدة في الخروج من الأزمة التي تمر بها البحرين حالياً...

أليس كل ما يطرحه اللقاء الوطني يتوافق مع دولة القانون والمؤسسات والتحوّل الديمقراطي؟ أليس حريّاً بالحكومة، إذاً، أن تتبنى مثل هذه المبادرات وتدعمها؟ وأيهما أنفع للوطن وللمواطن: الاعتماد على إخفاقات الأبواق والجوقة، أم الاستناد إلى مرئيات عقليات بحرينية وطنية فذة تعلم الحكومة جيداً أنهم صادقون في توجهاتهم وجهودهم؟

على أي حال، فإن اللقاء الوطني البحريني، والجمعيات السياسية الوطنية ممثلة فيه، قادر على تقديم استراتيجية عمل واضحة المعالم، وليست من قبيل تكرار أهزوجة التآمر والتخوين وتفتيت المجتمع والرقص على عذابات الوطن.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3907 - السبت 18 مايو 2013م الموافق 08 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 7:22 ص

      بساط ريح مستورد مع من كذبوا

      النشاما وصبابة القهوة زيدوها هيل قد تعود ولا ترجع الى النشمي لا الوسمي وليس لها دور مسرحي في الفروسيه. فتعرف الانسان باسمه وعمله وظله وحسبه ونسبه قد لا يفيده في آخرته. أن يلقب بلقب نهي فيه لا تنابزوا بالالقاب بئس الاثم الفسوق. وهذه من أفعال قريش يلقبون الشخص بلقب ليس باسمه أو إسم أبيه ينادوه. إبن مرجانه ليس كإبن العاشرة بن تن ولا نيوتن. عشرات الأمثله تبرهن ولا تدل أو تطل من الشباك وتبصبص على الناس وتتجسس عليهم. فالتجسس نهي فيه. فكيف جلال صار عبد الليل بينما ملكه لها جلاله؟

    • زائر 7 | 4:12 ص

      مقال رائع

      نعم هم بس الي يحق لهم التجمع وهذا صح وهذا خطاء وهذا وطني وهذا خائن او متخاذل او ينتمي الى اجندة خارجيه وجميع من ذكرتهم غدا سوف تتجه لهم كتاب الاعمدة بنتهم بأنهم خونه ويرتهنون الى الخارجولانهم يعلمون علم اليقين بان تحول البلاد الى دوله مؤسسات لايخدمهم.

    • زائر 6 | 3:40 ص

      من نتائج بحثيه من تناقضات واقع بحريني

      مجتمع ديمقراطي لكن الواقع بيروقراطي...
      مسلم لكن الواقع طبقي...
      بلد قانون ومعطل القانون والواقع عرف فارض سيطرته بالعادة والتقليد..
      دستور ومحكمة دستوريه لا تعمل وكأنها في إجازة..
      سلطه تعرف ولا تدري بالقانون سلطته أعلى من الكراسي!!
      مسلمين لكن يتقاتلون ويتبلون على بعضهم البعض..
      يعني مشاكل في مشاكل يساوي الناس ويش بتاكل؟ يمكن بعضها

    • زائر 5 | 3:32 ص

      سلطة وسلطات وأنظمة متعدده داخل نظام

      مستشاروها تصوير أفلام وتصدير وعاملون نص مستورد ونص محلي وشوية أجنبي وهذا أي نتيجه لصالح بدون مصالح. مشكلة الاصلاح ليست من المشاكل ولا التربية كانت في يوم بدون تعليم وتدريب وكفاح وجهاد النفس جهاد، أما اليوم فتلاحظ تربيه بدنية وتربية وطنية وتربيه إسلامية... كم تربيه وتعليم نحتاج لكي نتربى الأجيال كي تأكل مربى مع الخبز صباحاً؟

    • زائر 4 | 1:40 ص

      #

      المسئولين في الدولة حلووو!!

    • زائر 3 | 1:26 ص

      كل من لا يسير على هواهم فهو يصنف من الخونة

      لا تتعب نفسك فلا مقاس للوطنية الا مقاسهم ولا تصنيف الا تصنيفهم فهم يرون ما لا يراه كل العالم

    • زائر 2 | 1:11 ص

      نبرك للجميع الحرص على الوطن

      و سياتي اليوم الذي يحكم الشعب نفسة

اقرأ ايضاً