العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ

أم شعوم

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

بعيداً عن صخب السياسة وضوضائها، وبعيداً عن «الطيخ والطاخ» الذي يسيطر على المشهد على مدار الأسبوع ويتصاعد مع نهايته.

بعيداً عن كل ذلك، أخذتُّ أسرتي في الصباح الباكر من يوم أمس (السبت) إلى عين أم شعوم الواقعة في منطقة الماحوز، إذ هربوا من حرارة الطقس، وهربت أنا من حرارة السياسة التي تبدو أكثر التهاباً من الصيف الذي ألقى بأشعته الحارقة مبكراً هذا العام.

بينما كان الأولاد يسرحون ويمرحون في العين الاصطناعية التي حلّت بدلاً عن العين الطبيعية التي جفت منابعها قبل أن تجف الحلول السياسية في البحرين، بينما هم كذلك سرحت أنا في التجربة البلدية الوليدة التي بدأت بعد التوقيع على ميثاق العمل الوطني في العام 2002 وكيف كان البلديون المنتخبون يناطحون سقف صلاحياتهم، ويصارعون الظروف الصعبة المعقدة؛ حتى يحققوا نجاحاً وإنجازاً على الأرض.

المجالس البلدية الأولى تسلمت بعض المناطق أنقاضاً وأطلالاً خاليةً من البُنى التحتية الأساسية كالمجاري والشوارع، فضلاً عن الحدائق والمنتزهات، والحق يقال إنهم نحتوا على صفائح الصخور وأنجزوا إنجازات لاتزال بعض المناطق تنعم بها.

عين أم شعوم واحدة من الحدائق والمرافق العامة التي أنجزها مجلس بلدي العاصمة برئاسة مرتضى بدر في ذلك الوقت، وكنت حينها أغطي فعاليات المجالس البلدية، وشهدت الاندفاع والحماس الذي كانت تتمتع به جميع المجالس البلدية سواء في العاصمة أم الجنوبية أم الشمالية أم الوسطى أم المحرق، فكانت تلك المجالس تشبه خلايا النحل في نشاطها وعملها.

وعلى رغم جمود التشريعات الخاصة بصلاحيات المجالس البلدية، فإن حماس الأعضاء استمر في الدورة التي تلتها أيضاً، وظل البلديون المنتخبون يحاولون تغيير الواقع البلدي المتهالك الذي كان رهن الإهمال لعقود طويلة، فكانوا ينجحون مرةً ويفشلون أخرى، لكنهم حاولوا وسعوا سعياً حثيثاً للنهوض بمستوى الخدمات البلدية، فتسلّموا ملف البيوت الآيلة للسقوط وتابعوه متابعة مستمرة، حتى أعادوا بناء آلاف البيوت المتهالكة.

أما في الدورة الثالثة للتجربة البلدية، فقد بدأ العمل البلدي يلفظ أنفاسه، وبدلاً من تطوير التجربة التي أثبت فيها البلديون خلال الدورتين الأولى والثانية وحتى الثالثة أنهم يستحقون مساحةً أكبر وصلاحيات أوسع وسقفاً أعلى يخدمون الناس من تحته، وبدلاً من رفع هذا السقف، تم هدمه على رؤوسهم ورؤوس ناخبيهم، وكأنما حان الوقت لإنهاء هذا المشروع الوليد قبل أن يكبر، وصارت المجالس البلدية للأسف، وبدلاً من أن تجتمع للتصويت على إنشاء حديقة أو شارع، صارت تجتمع للتصويت على إقالة بلديين منتخبين، وصار أكثر من 100 ألف مواطن ولمدة تزيد على سنتين من دون ممثلين بلديين، فهل نقرأ الفاتحة على التجربة البلدية كما قرأناها على غيرها من التجارب التي أملنا تطويرها للنهوض حكومةً وشعباً بوطن معافىً يحلم به الجميع؟

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3921 - السبت 01 يونيو 2013م الموافق 22 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 11:35 ص

      المصلي

      اذا اريد للمجالس البلديه أن تأخد دورها الطبيعي والتي كانت عليه قي السابق فعلى وزير البلديات أن يتقاعد ويرحل ويوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وزير لايرضى بالتمييز والأقصاء ولايعمل بطائفيه لايحمل حقداً على أحد الناس عنده كأسنان المشط ميزانه العدل ولا غير العدل سبيلا لايبخس الناس اشيائهم مقياسه الوحيد هو الكفائه ولاغيرها حينها سترون أن الوطن سيتقدم تقدماً مبهرا على جميع المستويات أما اذا مضت السلطه على هذا المنهج العقيم فلا نرتجي تقدما في يوم من الأيام

    • زائر 10 | 9:02 ص

      تاريخ نخله

      عرفت بالمليون نخله كما عرفت بالمليون جزمة (كذبه أوشلخه أو فلخه كما يقولها البعض)، أما اليوم فثمر النخيل من الخلاص والخنيزي والحلاو والمرزبان وغيره ظهر نوع جديد في الأسواق تمر مل. ما يندره ها النخله وين نبتت ومن زرعها في ها الديره؟ تاريخ جديد أليس كذلك؟

    • زائر 9 | 4:16 ص

      في هذا البلد معادلة مقلوبة

      ما كان لغير الشعب ينمو وماكان للشعب لا ينمو صدقت الدكتاتورية

    • زائر 8 | 4:08 ص

      اول مره اسمع عن امشعوم

      افتكرة اندثرت والله زين بنزورها في يوم من الايام شكرا للكاتب المقال

    • زائر 7 | 3:10 ص

      أكو.. وما كو فكه من التجارة والمتجاره

      من علامات البغي والبغاء والاعتداء تأجير حتى عين عذاري على الغرباء.. ولا أحد يسبح فيها مثل زمان. وكله كان يا ما كان في قديم الزمان. ويش هذا إستثمار أو إستعمار أو إستهبال وإستدلال على واقع عجيب غريب قاعد قايم وتجاره على طريقة اليهود كل شيء تجاره. ملة اليهود يتبعونها بينما ملة النبي ابراهيم .. ما كو عدل في ديره لاعبين فيها الفنك وفتاتك عنهد في كل شيء. أليس كذلك؟

    • زائر 6 | 3:03 ص

      عيم أم شعوم وشعور مجيد مرهون وسنفونيته الحنين

      أم شعوم وأم الخضر والليف وعين أم حمار وعين الغسل وعيون كثيره تدل ولا تغوي عن أن مملكة العيونيون الذين سكنوا هذه الديار ولا زالت أثارهم مطموره ومحصوره في مشهد عين زيدان في بلاد القديم في مسجد الخميس. عاد ليش مسجد ومو مفتوح لا لزيارة القبور التي بداخله ولا معرفة ما نقش على الصخور ولا أحد يصلي فبه. ويش يعني مسجد دعايه مثل بيت القرآن وبيت الجسره..؟؟؟

    • زائر 5 | 1:20 ص

      هاها

      هربت من السياسة لتقع فيها

    • زائر 4 | 12:49 ص

      اعتقد المجاليس لازلت بتلك الحماسة

      و لك الدولة تنكرت للشعب و كشرت عن انيابها بعد المطالبات الشعبية

    • زائر 3 | 12:24 ص

      دوام الحال ......

      ادا تم الحال علي هده الوتيره قل علي المجالس البلدية السلام
      الان مع الاسف معظم اعضاء المجلس البلدي للواجهه وليس لخدم المواطنين
      اللهم احفظ البحرين

    • زائر 2 | 11:25 م

      كاسر

      تفائل بالخير يا استاذ عقيل
      لا تكن متشائم
      يالله صباح خير فال الله ولا فالك يا استاذ عقيل

    • زائر 1 | 10:04 م

      ترويج

      لا احد ينكر مجهود البلدين ولكن يجب عدم تجاهل دور الاهالي في الاستماته بدفاع عن اخر انفاس تلك العين وكان لهم الدور الرئيسي فبدل الترويج لجهات حزبية كان الاجدى الثناء على جهود الجميع

اقرأ ايضاً