العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ

من أنتم؟!

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

السؤال أعلاه هو اختصار لكل العلاقة التي تربط الحكام بشعوبهم اليوم، وخصوصاً في الدول العربية وجاراتها، وهو السؤال الذي امتلك القذافي وحده شجاعة النطق به علانية، فيما يضمره جميعهم ويتساءلون به بينهم وبين أنفسهم.

من هؤلاء الذين يريدون الخروج من عباءتنا التي أحاطتها سنين عدداً، وماذا يريدون؟ لماذا لم يعد يعجبهم شيء أو يرضيهم؟ كيف أصبحنا مهترئين حدّ التفسخ أمام إصرارهم أن نرحل... والكثير من الأسئلة تسكن رؤوسهم من دون إجابات واضحة، ماذا تريد الشعوب من حكامها؟

ليس السؤال والجهل بالشعوب وحده ما يجمع الحكام، بل الأمر أكثر من ذلك، فالتصريحات، والخطابات التي تعقب الانفجار الشعبي، والقمع والمبررات، ووصف المتظاهرين بالخونة والإرهابيين والقلة، يعقب ذلك استخدام الدولة القمع والقتل وسجن مئات المتظاهرين والتقليل من أهمية مطالبهم وحراكهم، وأخيراً تلقي الدعوات من أصدقاء الحكام بضرورة الاستجابة لتطلعات الشعب، ثم ما يلبث صاحب الدعوة أن يخرج عليه شعبه هو الآخر فتتبخر دعوات الإصلاح ليبدأ استنساخ السيناريو مجدداً. وهو الأمر الذي حدث مع كل الدول التي مر بها ربيع التغيير وصولاً إلى تركيا قبل أيام.

أردوغان أيضاً تساءل بلا شك: من أنتم؟ من هؤلاء الذين حوّلوا قطع شجرة لقطعه هو شخصياً من الحكم، وكيف تطورت الأمور بطريقة تراجيدية مثيرة، لتسفر عن قتيلين ومئات الجرحى خلال ثلاثة أيام، فيزيد ذلك من اشتعال الشعب، ذلك أن الحكام لا يتعلمون من تجارب أقرانهم، ولا يتجنبون أخطاءهم، وأول ما يجيدون تجربته هو العنف فيصطدمون بأن للشعوب ردة فعل هي الأخرى.

الشعب التركي الذي فجّر غضبه إعلان العزم على هدم حديقة جيزي لا يختلف عن الشعب التونسي الذي فجّر غضبه صفعة للبوعزيزي، كلاهما حدثان سكبا كأس الاحتمال لدى الشعوب التي عايشت من بعد تسلط الاستعمار تسلطاً آخر. المثير في الأمر هو دعوات الجوار للتهدئة وتغليب العقل والتي أفرط أردوغان شخصياً في توجيهها لسورية التي ما أن بدأ الأمر حتى أعادت له الصفعة بتوجيه دعوةٍ له لترك السلطة والرحيل احتراماً لرغبة شعبه!

رئيس الوزراء التركي الذي يحاول فرض قناعات حزبه على شعبه منذ العام 2002 حين وصل للسلطة، لن يستمع هو الآخر لصوت العقل بالاستجابة لمطالب الجموع التي احتلت ساحة «تقسيم»، في تكرار لمشهد سيطرة المتظاهرين المصريين على ميدان التحرير أثناء ثورتهم. فكما يبدو أن الشعوب جميعها صنعت لها نقطة تلاقٍ تحتضن الثورة الوليدة، وهو الأمر الذي تكرّر في مناطق عدة، وأثار جنون السلطات التي راحت تحارب تلك الميادين التي يجتمع فيها المتظاهرون على اعتبارها أراضي ملعونة تحرّض على الحرية.

هل تنتهي مظاهر الغضب التركي مع نهاية يوم الاثنين كما توقع مستشار رئيس الوزراء، أم أن الأمر سيمتد في ثورة مفتوحة ضد رئيس الوزراء الذي يتهمه البعض بمحاولة أسلمة تركيا العلمانية، والذي لا يبدو من تجاوبه مع الأمر أنه يحاول احتواءه والنزول عند رغبات شعبه، بل فرض مزيد من التحديات للأتراك الغاضبين.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 3923 - الإثنين 03 يونيو 2013م الموافق 24 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 7:20 ص

      رقم 14 انتوا للحين على هالموال (الولاء)

      لا انت ولا غيرك يقدر يثبت ان ولاء شعب البحرين لغير البحرين وهذي الاسطوانة اصبحت قديمة ومشروخة ولا يستخدمها الا الجهلة والمغفلين والعالم كله شهد لهذا الشعب بالحق وستظلون الى آخر عمركم تلوكون وتجترون هذا الكلام

    • زائر 20 زائر 17 | 11:11 ص

      كلامك صحيح

      بلطجي ومجنس يتكلام عن البحرين

    • زائر 13 | 3:31 ص

      كما تدين تدان

      للاسف لا ياخذون العبرة ممن سبقوهم فالملك عقيم وفي النهاية تبقى الشعوب هي المنتصرة حتى لو طال أمد ثورتها وقمعت بابشع الطرق وحوربت من القريب والبعيد مادام دم لشهيد لم يزل ساخنا يثور و اصرار بنيل الحرية تنتصر الشعوب

    • زائر 11 | 2:32 ص

      جمع المال لكن ماعصممهم من الغرق في الديون

      بالامس جمعت تبرعات لنصرة الصرب على البوسنه في الهرسك وبعدها جمع تبرعات الى المجاهدين في سوريا وقبلها العراق ودارفور .. اليوم يمكن حان الوقت لنصرت أردغان على شعبه المتمرد الذي صارنمرود على رئيسه وحزب العداله ما حقق عداله إنتقاليه غير أن إنتقلت السلطه من الجيش الى يد الجزب الحاكم أو المتصرف والآمر الناهي باسم العداله وضاعة ها العداله في صفوف المدرسه. ويش مو عدل وهذي هدله إيسوونها وينصرون القتله على الظلمه بتمويل إسلامي؟

    • زائر 10 | 2:21 ص

      كله كم

      كله كم يوم ويصير ميدان تقسيم ،اشارات ضوئية،ويسمى تقاطع اتاتوووورك

    • زائر 14 زائر 10 | 3:44 ص

      الشعب

      الشعب عنده خلاف مع الحكومة التركية لكن عنده ولاء و الوطنية لتركيا ليس مثل بعض الذى ياكل و يشرب من الخيرات هذا البلد و ولائه للغريب الذى يحاول احتلال وطنه هنا الفرق بين الاتراك و بغض الاخرين

    • زائر 9 | 2:19 ص

      هذه هي الحقيقة

      وهذه هي العلاقة التي تربط الحكام بشعوبهم اليوم، وخصوصاً في الدول العربية وجاراتها، وهو السؤال الذي امتلك القذافي وحده شجاعة النطق به علانية، فيما يضمره جميعهم ويتساءلون به بينهم وبين أنفسهم

    • زائر 7 | 2:02 ص

      هكذا يرون الشعوب وللشعوب رؤية ايضا

      هم يرون الشعوب الثائرة بأنهم خونة مخربين ارهابيين وايضا الشعوب تراهم حكام فاسدين سرّاق للمال العام

    • زائر 6 | 1:59 ص

      سلطان

      خليفة عثماني قادم من القرون الوسطى ويجب اعادته اليها.

اقرأ ايضاً