العدد 3934 - الجمعة 14 يونيو 2013م الموافق 05 شعبان 1434هـ

شيوخ عيونهم زرقاء... الخلاصة

غانم النجار ghanim.alnajjar [at] alwasatnews.com

كاتب كويتي

حاولت عبر سلسلة مقالات عن النرويج من منظور مختلف أن أقرِّب الفكرة، عن تحول دولة صغيرة عادية، أنهكتها احتلالات جيرانها مئات السنين، لتصبح الأولى في العالم بمعدلات التنمية البشرية.

وهكذا عندما دخل عليهم النفط متأخراً لم يفقدهم توازنهم، بل تمكنوا بطرق مختلفة من تحييد دوره، وقللوا من مساهمته في موازنتهم العامة، وحوّلوا عوائد النفط إلى صندوق سيادي، وحيث إن الكويت، ربما تكون أول دولة في العالم، يتكون لها ما يمكن تسميته بالصندوق السيادي، حيث تأسس مكتب الاستثمار الكويتي بلندن في فبراير/شباط 1953، أي قبل الاستقلال بأكثر من ثماني سنوات.

وكان لافتاً أن النرويجيين عندما دخل النفط حياتهم وفكّروا في إنشاء صندوق سيادي، كانت الوجهة الأولى لهم هي الكويت للاستفادة من تجربتها وتطبيقها، ولذا فهناك قضايا بين البلدين تستحق الفحص والاختبار والدراسة، وهو ما ننوي القيام به في دراسة مقارنة ربما تساعدنا على استشراف مستقبل أفضل وأكثر خيراً من حالنا الراكد.

بالطبع النرويج والنرويجيون ليسوا ملائكة، ولم يصبحوا هكذا بالبركة، وهم في وسط أوروبا، التي تعصف بها الأزمة الاقتصادية، ومع ذلك لم تؤثر فيهم الأزمة الاقتصادية العالمية الطاحنة، ولم تتجاوز البطالة عندهم 2 %، ولكي يتعلم الإنسان كيف يخرج من محنته عليه أن يستوعب تجارب الآخرين، خصوصاً لدولةٍ تعتبر رابع دولة في إنتاج النفط.

بالطبع لا يمكن فصل النموذج التنموي عن واقعه الاجتماعي وبنائه الاقتصادي، فنجاح تجربة تنموية في مجتمع ما لا يعني نجاحها في مجتمع آخر، فالعمال والفلاحون والصيادون مازالوا يشكلون هياكل أساسية في التركيبة الإنتاجية النرويجية، ولعل النفط كان مجرد عنصر مهم مساند، فكان أن حدث التحول.

وأهم ما في تجربتهم تعاملهم الجاد مع كرامة الإنسان وعدم التهاون فيها، حتى لو كان شخصاً مجرماً عنصرياً مثل أندريه بريفيك الذي قتل بدم بارد 77 شخصاً في صيف 2011 بدوافع عنصرية.

عندما فكرت الكويت في البدء بمشروع تنموي قبل عدة سنوات اتصلت بمهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، الذي تُعزى إليه حالة النهوض الاقتصادي في ماليزيا، فكان رده مهماً جداً، حيث قال: نجحنا في تطوير ماليزيا، بسبب معرفتي الدقيقة بالشعب الماليزي، ونقاط قوته وضعفه، وكيف يمكن استنهاض همته، أما بالنسبة للكويت فلا أظن أني أعرف مجتمعها جيداً، ولذا أعتذر. وعلى إثر ذلك تم اختيار شخصية مثيرة للجدل مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير، فقبل على الفور ولم يتردد، وبالطبع نتائج بلير وتقريره معروفة.

إقرأ أيضا لـ "غانم النجار"

العدد 3934 - الجمعة 14 يونيو 2013م الموافق 05 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً