العدد 3940 - الخميس 20 يونيو 2013م الموافق 11 شعبان 1434هـ

مبدأ التوافق وفشل الحوار

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الحقيقة لا أعرف حتى الآن الآلية التي تحكم مبدأ التوافق في الحوار والوطني، وما الذي يمكن أن تعنيه هذه الكلمة الفضفاضة جداً، فحتى الآن لم يحصل أي توافق بين الأطراف، وحتى إن حدث في مرات قليلة جداً، لا تتعدى المرتين، فإنه غالباً لا تكون هذه التوافقات متفقاً عليها، فمثلاً في جلسة 27 فبراير الماضي حين أعلن عن توافق المشاركين على 6 نقاط إجرائية لتنظيم جلسات الحوار المقبلة، أكدت الجمعيات المعارضة أن بند تمثيل الحكم لا يزال مستمراً ولم يتم التوافق عليه. وفي جلسة 20 مارس توافق المجتمعون على تأجيل مناقشة تمثيل الحكم، وفي الجلسة الأخيرة تم التوافق على تأجيل جلسات الحوار لما بعد شهر رمضان المبارك. هذا ما تم التوافق عليه حتى الآن في حين أن جميع الجلسات التي بلغت الآن 22 جلسة، لم يتم التوافق على أي من البنود المطروحة على النقاش.

حتى الآن لم يتم التوافق على تمثيل الحكم، ولا على الاستفتاء على مخرجات الحوار، ولا على التمثيل المتكافئ للمتحاورين، ويبدو أن الحوار سيصل في نهاية المطاف إلى نقطة عدم التوافق على التوافق نفسه!

كان من الممكن أن يصل المتحاورون إلى حلول مشتركة ووسطية لو كان الأمر يقتصر على النظر لمصلحة الوطن والمواطنين، وليس الرفض التام لكل ما يطرح من الجانب الآخر. وكان ممكناً الوصول إلى حلول توافقية لو كان التفاوض يجري بين من يمتلك القرار ومن يطالب بالإصلاحات، أما وأن أدخلت أطراف في الحوار، لا تملك حتى قرارها وليس لديها أي مرئيات للخروج من الأزمة وكل ما يمكن أن تقدمه هو الوقوف بجانب السلطة لإفشال أي طرح من جانب الجمعيات المعارضة، فلا أمل أن يخرج هذا الحوار بحل، حتى وإن تمسكت جميع الأطراف بالمشاركة في الجلسات خوفاً من اتهامها في حال انسحابها بالتسبب في فشل الحوار.

أصبح من الواضح تماماً أن الإعلان عن موت الحوار ليس إلا مسألة وقت فقط، وأن قرارات الانسحاب قد اتخذت منذ زمن ليس بالقصير، وأن الجميع تأكّد من فشل الحوار، ولم يبقى غير الاعتراف بذلك علناً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3940 - الخميس 20 يونيو 2013م الموافق 11 شعبان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:24 ص

      رقص شرقي وشرق أوسط جديد سيظهر قريب

      الشرق أوصت جدي إنقصم نصفين وسطه من الرقص.. ولم ينولد ، خرائط الطريق رسموها وصلنا الى ربيع ما فاد.. لكن أظهر الفساد وطلع ما تحت التراب وأظهر القبور التي قرب القدم المسلوب والمسروقات منها ذهب ومادن نفيسه صاغوها وباعوها. أليس صحيحا ربا ضارة نافعه. اللهم إرحم الشهداء والله يساعد ها المساجين.. ويساعد المصابين والمرضى وكل مبتلى مو أحسن ويش تقول؟

    • زائر 6 | 3:52 ص

      مبدأ الحوار وفشل التوافق

      صباح الخير أخي العزيز واسمح لي بتغيير عنوان الموضوع, لأننا نسمع بأنه هناك مجتمعين وهناك حوار وليس هناك توافق. إذ أن عدم التوافق هو تطبيق لقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "اختلاف أمتي رحمة". فلذلك لا تعجب من عدم التوافق بين المجتمعين. الله يستر بعد تعطيل الحوار مدة شهرين. (محرقي/حايكي)

    • زائر 5 | 3:05 ص

      وين وسائل الاعلام المحايده لكشف هذا الحوار

      المعارضه اي اقتراح او طلب لها يواجه بالرفض القاطع من قبل مممثلي الحكومه والنتيجه صفر مايتقدم الحوار؟؟ هل يعقل الدخول الى جدول اعمال الحوار ولم يتم التوافق الى كيفه تنفيذ مخرجات هذا الحوار الحكومه هذا اللي تريده؟؟

    • زائر 4 | 2:42 ص

      اين الرجل الفلته

      اين الحاج جمعه ؟ لم اراه ولم اسمع اقواله الفده . هل استقال ام اراح واستراح ؟

    • زائر 3 | 2:07 ص

      أن المتتبع لما يدور ويُناقش هذه الأيام بين المتحاورين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل يدرك يقينا أن بعض المتحاورين يتعاملون بأنانية وسلبية مع البعض الأخر وإذا استمر الحال على ما هو عليه في هذا النوع من الحوار فلن تُحل مشكلة ولن يُوصّل إلى هدف معين كما انه لن يُحقق نتيجة مرضية. فالمحاور الناجح هو الذي يبتعد عن الأنانية وضيق الصدر ويقوم بطرح أفكار بَنَّاءة وآراء سديدة وتقديم ذلك في سلوك راقي مهذب مقنع للطرف الآخر

    • زائر 2 | 1:00 ص

      الحوار ميّت وفاشل ومضيعة للوقت

      قد لا نكون نفهم في السياسة ولكن الحياة علمتنا والتعامل مع الحكومة علمتنا
      الكثير وأقولها لكم ايها المتحاورون ان عليكم امانة في اعناقكم وهي حقوق المواطنين التي اصبحت تهدر امام منظر التزيين والتلميع الذي اسمه الحوار فلقد اتخذ من الحوار مطية للتسويق على ان النظام يتحاور مع المعارضة وهو بعيد كل البعد عن ذلك.
      انتم ايها المتحاورون تساعدون في التسويق لمسألة الحوار وتلميع الصورة
      اخرجوا للناس وقولوها صراحة واعلونها ان نرفض مثل هذا الحوار فهو لن يختلف
      عن سابقه الذي رفضتموه

    • زائر 1 | 10:09 م

      مصدات التوافق

      المجموعة التي شكلتها السلطة للدفع بها في الحوار بالطبع ليس من الوصول لحل للازمة ارتكازا على مبادئ ومعاهدات وافقت و وقعت عليها البحرين انما من اجل مساومة المعارضة اما القبول بالواقع او الحل الامني يطالكم كما طال قواعدكم

اقرأ ايضاً