استحضرت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مع مستشار الترميم بوزارة الثقافة علاء الحبشي، بالمتحف البريطاني تاريخ مدينة المحرّق وطبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية التي مورست خلال فترة الغوص وتجارة اللؤلؤ عبر مشروع طريق اللؤلؤ، الذي أُدرِج في العام الماضي على قائمة التراث الإنسانيّ العالمي كثاني مشروع بحرينيّ مسجّل.

جاء ذلك، خلال مشاركتها مساء الأحد الماضي (30 يونيو/ حزيران 2013)، في حلقة نقاشية حول مشروع "طريق اللؤلؤ: شاهدٌ على الحياة الاقتصادية" في المتحف البريطاني بالعاصمة لندن ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان "شبّاك" الثقافي.

وأوضحت أن هذا الاستثمار العمراني للمدينة القديمة هو أداة توثيقيّة وتأريخيّة للعديد من المتداخلات الإنسانيّة والبيئة والمتغيّرات التاريخيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، التي أثّرت على طبيعة المكان ونسيجه، بالإضافة إلى تغيير نشاط المنطقة الخليجيّة عموماً.

وأشارت إلى أن "هذه المدينة تختزل سيرة وطنٍ بأكمله، وعبر العمارة نرصف مسافات بين الذاكرة القديمة والمحرّق الآن، فنستعيد حياة البحر والغوّاصة، ونتمكّن من استبدال التوثيق الاعتيادي إلى رحلة في قلب التاريخ عبر بيوت الأفراد وحياة الجماعات".

وأكّدت الوزيرة والمستشار أن الاشتغال بالعمران يتيح استمراريّة الحياة ورصد المعيشة في ذاكرة مكانيّة مستمرّة، وإن كانت بتوقيت مختلف، حيث يمتدّ هذا المشروع على امتداد كيلومتراته المعدودة بسيرةٍ إنسانيّة حقيقيّة تشرح التفاصيل بدءاً من البحر ومصائد اللؤلؤ وقلعة بوماهر، وانتهاءً إلى مدينة المحرّق حيث الحياة المتكاملة على شكل بيوتٍ ومجتمعات حضاريّة، مجالس شعبيّة، مكوّنات عمرانيّة تجاريّة، سوق القيصريّة، دكاكين النواخذة وغيرها، حيث بيّنا أن شكل المدينة الذي يتمّ العمل على ترميمه واستعادة حياته يتوازى في نسيجه البنائي مع العديد من الحكايات والدلائل المعيشيّة.

تجدر الإشارة إلى أن البحرين شاركت إلى جانب الجلسة النقاشيّة بمعرض فنّي في مهرجان "شبّاك"، قدّمت فيه مجموعة من الفنانين معالجات فنّية مبتكرة بتنسيق من الشيخة لطيفة آل خليفة، ومشاركة آسيا فيوز، كميل زكريا، غادة خنجي، حسن حجيري، جنين شرابي، محمد المهدي ووحيدة مال الله.

وعلى هامش الزيارة، استقبل عمدة العاصمة البريطانية لندن اللورد إلدرمان روجر جيفورد، وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وبحث معها أساليب وآليات التعاون والاستثمار الثقافي، حيث تبادلا العديد من النقاشات حول الاستراتيجية الثقافية في الترويج السياحي والمشاريع الاستثمارية الفكرية، في سعي لتوثيق العلاقات الثقافية والفكرية ما بين العاصمتين، وبحثا عن سبل التعاون المقبلة، والتي يمكن من خلالها تحقيق منجزات شعبية وحضارية.

يذكر أن هذا العام يشهد الدورة الثالثة لمهرجان "شبّاك" الثقافيّ بإدارة مدير مركز "موزاييك رومز" الثقافيّ بلندن عمر القطّان، حيث انطلق المهرجان منذ العام 2011م برعاية عمدة لندن، وهو يحتفي بالثقافة العربيّة عبر سلسلة من المعارض الفنيّة والإبداعية والفعاليات الموسيقيّة والأمسيات الغنائية والأدبيّة لمدة أسبوعين.