العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ

التطرف يخشى تعليم المرأة... مثال «ملالا»

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

اكتظت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحد،ة أمس الأول (الجمعة)، بحشد كبير من الشباب في حضور الأمين العام بان كي مون للاحتفاء بيوم «ملالا»، الشابة الباكستانية ملالا يوسف زاي التي بلغت أمس السادسة عشرة.

مناسبة هذا اليوم وهذا الحضور هو من أجل تذكير شعوب العالم بنموذج آخر للإرهاب الذي يتوجه ضد المرأة وحقها في التعليم، وكانت ضحيتها «ملالا» الباكستانية التي استهدفتها عناصر من «طالبان باكستان» بإطلاق النار عليها بسبب تمسكها بحق التعليم.

كلمة «ملالا» في قاعة الجمعية العامة كانت مؤثرة، فقد تكلمت للعالم عندما حاول البعض إسكات صوتها في بلدها، ظناً أن الرصاص سيسكتها إلى الأبد، لكنهم فشلوا كما قالت ملالا، لأن الخوف لم يجد مكاناً في قلوب فتيات مثل ملالا، لكن كانت الشجاعة والقوة هي من دافعت وستظل تدافع عن الحق الذي تؤمن به وتبقى تناضل من أجله.

رسائل ملالا لم تكن انتقامية بل تكلمت بلغة حقوق الإنسان التي تتمثل بحق التعليم لكل طفل وخصوصاً فتيات مثلها. هذه الحقوق لا يجب أن تستثني أحداً، ولكنها طريق لتحفيز وتحقيق أي تطور داخل أي مجتمع كان، فما بال لو كان هذا المجتمع هو باكستان، حيث مازالت العادات القديمة تحيط المرأة والفتاة بسبب بقاء أصوات نشاز لا تعترف سوى بإبقائها في البيت من دون أن تمتلك تعليماً أو ثقافة أو عملاً حقيقياً تساهم فيه وتكمل نواقص المجتمع بعلمها وثقافتها وكفاءتها المهنية والعلمية.

هذه الشابة الباكستانية تحدت ذلك بثقة ونضال حقيقي، لأن نضالها - كما قالت - كان ولايزال هو الكتب والأقلام، وهي أقوى من أية طلقة رصاص متطرف.

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي استمع إلى كلماتها والتأثر كان بادياً على أسارير وجهه، قال إنه كان يبحث عن شخص «يجسد الأمل في توسيع نافذة الفرص في كل مكان وتمكين النساء والفتيات على طريق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، التي تشكل الهدف العالمي لمكافحة الفقر»، مضيفاً أن اختياره وقع على ملالا فاتصل بها.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن «ملالا تدعو العالم للوفاء بوعده والاستثمار في الشباب، ووضع التعليم في المرتبة الأولى. وباستهداف ملالا، أظهر المتطرفون أن ما يخشونه أكثر من أي شيء آخر، هو فتاة معها كتاب. فعندما تتعلم الفتيات والشباب فهذا هو ما يخشاه الإرهابيون أكثر من أية أداة أخرى. لقد تأثرت وتشجعت جداً بالتأييد الكبير لملالا، والذي بدأ بمواطني باكستان الذين وقفوا ليقولوا: أنا ملالا. وحشد مبعوثي الخاص للتعليم العالمي، جوردون براون، العالَمَ وتم جمع ملايين التوقيعات للدعم. وكانت تلك صيحة واضحة لملالا، إنك لست بمفردك».

إن مشاركة ملالا في هذا اليوم المخصص لها اعتبر رسالةً لكل متطرف في العالم، ولكل الفتيات من مثيلاتها في مختلف أنحاء العالم أنهن لسن بمفردهن.

بان كي مون تطرق إلى التقدم الكبير الذي حققته الحكومات والشركاء في مختلف أنحاء العالم في مجال التعليم بمساعدة منظمتي الأمم المتحدة للطفولة، واليونسكو في قيادة دعم أسرة الأمم المتحدة. وأضاف «مازال أمامنا الكثير من العمل. فسبعة وسبعون مليون طفل مازالوا خارج المدارس، ويجب إلحاقهم بالمدارس بنهاية العام 2015. وهذا هو التزام الأمم المتحدة القوي. إن معظمهم من الفتيات، ويعيش نصفهم في دول متضررة من الصراعات. وفي الوقت الذي يجب فيه أن نزيد من جهودنا، فإن المساعدات الدولية للتعليم الأساسي تراجعت للمرة الأولى منذ عقد من الزمن. وكما رأينا بشكل مأساوي في العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، وأحدثها نيجيريا، يتم الاعتداء على الأطفال من قبل الإرهابيين في المدرسة».

«ملالا» قصة واحدة من القصص، ولكنها تبقى قدوةً للتصدي للتطرف والإرهاب بكل أنواعه وأشكاله ضد مجتمعاتنا التي شوهت هذه الجماعات صورتها كما شوهت وأساءت إلى دين الإسلام.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 11:00 ص

      جادا وصادقا .. شكرا

      اعجبني عرض تسلسل الخبر وكم كانت رائعه المعلومات التي كانت تعطي بين السطور والكلمات .. قلم كبير محترف يعرف ماذا يريد وماذا يقول .. التحية عبد الرحمن علي مستشار اعلامي مصر الاسكندرية

    • زائر 3 | 11:00 ص

      جادا وصادقا .. شكرا

      اعجبني عرض تسلسل الخبر وكم كانت رائعه المعلومات التي كانت تعطي بين السطور والكلمات .. قلم كبير محترف يعرف ماذا يريد وماذا يقول .. التحية عبد الرحمن علي مستشار اعلامي مصر الاسكندرية

    • زائر 2 | 10:13 ص

      صحيح و الله صحيح

      عرفنا و نعرف تطرف و تخلف طالبان و عرفنا ماذا خلفوا لنا من قاعدة و مائدة. كل هذا عرفناه. نريد أن نعرف المستقبل المظلم الذي نراه و نرفض أن ندخله بأي شكل من الأشكال لأننا نريد الحياة. لماذا لا تكتبي لنا عن ظلام و خزي الملالي و ولاية الفقيه و ممارساته مع الشيعة و السنة في إيران؟ بدل أن تضيعي وقتك و وقتنا في أشياء نعرفها و يمكننا أن نقدم لك فيها إمتحان و نحرز درجة متفوقة. إكتبي لنا عن الطلام المترائي لعيوننا.

    • زائر 1 | 7:15 ص

      أفغان باكستان والشيشان وصناعة التطرف

      باكستان وأفغانستان وحركة طالبان صناعة أمريكيه بلا منازع. الصناعة ليست مثل أنها صنعت في إسرائيل وإنما تخطيط ودعم ومويل عكس الاسلام. فكيف يكون إسلام جهل وبدون تعليم .. فكما لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. فلم ينسى النبي المصطفي أن يقول للناس إطلبوا العلم... حصيح لم يقل في السند أو في الهند لكن قال ولو في الصين. لكن الصورة اليوم التي شوهت الاسلام بالرسالة المحمديه وحتى طالت السر والنبياء من من سبق النبي محمد (ص). فهل أفعال من هادوا أو من هاود اليهود وتبع ملتهم؟

اقرأ ايضاً