العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ

حل!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

على رغم أنها لا تشتمل إلا على حرفين اثنين فقط، «حاء» و «لام»، إلا أن هذه الكلمة لاتزال عصيّة على التحقق، وبعيدة المنال، وليس في الأفق ثمة إشارة واحدة تبعث على التفاؤل بوجود «حلٍّ» ما في طريقه إلى هذه الأزمة التي أخشى ويخشى الجميع أن تكون «مزمنة» شأنها شأن مرضي «الضغط والسكري».

من أمامنا هاهي كل الطرق، وكل المسالك، تؤدي إلى التشاؤم، وتنذر بعمر مديد للأزمة، فجولة واحدة في أحد الشوارع الملتهبة، التي لا تحتاج إلى أكثر من بضع دقائق لقطعها، يمكن لهذه الجولة أن تحسب لك المسافة الطويلة بينك وبين أي «حل» تنشده وينشده الوطن، فهذه الطرق التي تتراكم فيها السيارات بحثاً عن منفذ للعبور، ويتململ أصحابها، تأكد أنك لو كشفت ما يضمر أولئك المنتظرون على قارعة الطريق في صدورهم لوجدت أن تململهم ليس من تعطل الطرق والشوارع فحسب، بل من تعطل «حل» يفتح انسداد الشرايين السياسية المتجلطة، التي أضعفت قوى الوطن.

الأدخنة التي تعكر صفو الجو كل نهار ومساء، والتي تنبعث من الإطارات ومن مسيلات الدموع وتتحد مع بعضها على رؤوس الأشهاد هي بالفطرة والبديهة لا تشير إلى أن هناك ثمة خطوات تتحرك في اتجاه أي «حل»، فهل يمكن لأحد مع هذين الدخانين المتلبدين في السماء أن يقول أحدٌ بأن في الأفق «حلاً» قادماً؟!

الجراح التي تنزف على الأرصفة يومياً بفعل حبات الشوزن الملتهبة التي تتطاير كتطاير الغبار، فتخترق الأجساد، هي أيضاً لا تبشر بـ «حل» في طريقه إلينا، فالحل لا قدرة له على الحياة مع تصاعد الدخان، وتطاير الشوزن، وإذا شككنا في إحصائية جمعية الوفاق بأنها وثقت 3240 إصابة خلال الأحداث بين 14 فبراير/ شباط 2011 ومطلع العام 2013، فإننا بالطبع لا نستطيع أن نشكك في أن الإصابات الدامية حقيقة يشاهدها الناس يومياً على الواقع، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

المطر لا ينزل من دون سحب، والمرأة لا تلد من دون حمل، والأرض لا تنبت من دون ماء، والشمس لا تشرق من دون نهار، والسفينة لا تبحر على الصحراء، والحل يأتي من دون قرار، لذلك نحتاج إلى إرادة جادة لطي صفحة ثقيلة أنهكت الجميع، نحتاج لأن نضع العصا في عجلة الأزمة فوراً، وأن نوقف دوران هذه الرحى التي طحنت البلاد والعباد، ومازالت تطحن، وكلما قلنا يوماً بأننا اقتربنا من الحل، نجد أنفسنا نبتعد عنه أكثر في اليوم الذي يليه، نحتاج أن نغير الدفة في اتجاه واحة بدلاً من أن نسير في اتجاه هو سراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 3963 - السبت 13 يوليو 2013م الموافق 04 رمضان 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 2:45 م

      الحل معروف لديك

      يا خوك ا في سحر ، احل معروف : ركز جهودك وقلمك في اانة الارهاب وادعو الشباب للسلمية وكذا من يصعد منبر الرسول عليه ان يقول ما يحفظ الوطن ويصون وحدته والا ليصمت !

    • زائر 15 | 6:02 ص

      الكاسر

      الحل يا استاذ عقيل في إسكات اي صوت نشاز يدعو لعدم الحل

    • زائر 13 | 3:28 ص

      الحل بسيط

      لو وجدت ارادة حقيقية للحل لما طالت الازمة لهذا الوقت الحارق للارض والعباد وانا اتصور ان الظالم يحفر قبرة كلما اطال في زمن الازمه

    • زائر 8 | 2:47 ص

      حل وحلو والعاجلة والآجله وأشباه موصلات ليش مستعجله

      ليس بسر لكن حلل ووجد في تحليله العلة وشاف مشكله وهذا نصف الحل – تشخيص المشكله. أما حل وربط فربط أي مسأله بأصلها وأساسها وأسبابها لمعرفة السبب – الأثر والناتج ظاهر في الواقع. في كلا المنهجين في التحليل وتركيب مسائل المشكله لأيجاد حل وربطها في كل والى أي قانون تخضع ومكونات نظام ذاك الذي وجدت فيه المشكله.. بس إذا واحد متسبب وغاوي بهدله في الآخره لا بيسئل عن الآخره وهمه بس الآجله وينسى العاجله عفوا بالعكس. ويش من سار على الدرب ما وصل؟ اليس كذلك بالعبري؟

    • زائر 7 | 2:34 ص

      همزات الشياطين وغمزات عيون الناس

      نزغ ونزع الرحمه وقسوة قلوب الناس على بعضهم البعض من وين جايه؟ قد يقول البعض أنه لا يوجد بنوك تسليف لمثل هذه الظواهر الغير طبيعيه لكن من الظواهر المنشره في المجتمعات الفقيره أكثر من المجتمعات التي تكون فيها عدالة إجتماعيه. إذا علاقة الفقر بعدم توافر العداله الاجتماعيه تخلق عدم توازن في الانتاج وسوء التوزيع. يعني صراع طبقي بأطباق طائرة وهميه. السؤال من غرس نبته أو بذره الطبقية وعدم المساواه بين أولاد آدم وبنات حواء؟ خطوات شيطان متبعه لنشر عدم الحب وقساوة قلوب والنتيجه تفريط في نفس وغرور بالدنيا

    • زائر 6 | 2:32 ص

      والله ما اعرف اكتب شي

      طغت مفردات التشاؤم على المقال !
      ولا نتصور ان يحل الامر من قبل متمصلحين من بقاء الأزمة
      خاصة ان بعضهم عشش في اركان ومفاصل الدولة
      وكان ينتظر الفرصة السانحة لينتقم من أحد مكونات البحرين الأصيل
      ويظهر الولاء والطاعة والخوف على البلد خوفا للحفاظ على المكاسب التي كان يحلم بها قبل أن يدخل البلاد

    • زائر 4 | 12:25 ص

      طل

      لن يكون هناك حل والسبب هو الفكر القبلي الذي يحكم .. مفي أمل

    • زائر 3 | 11:28 م

      في عمر هذا البلد القسوة وتغليط العقاب هو وصفة الحلول لازمات سياسية ممتدة

      تحصل على الأمان وفي لحظة تأتيك الضربة الأمنية ووراها عقوبات مغلظة وتنتهي الأزمة لحظتها وتبقى الجمر تحت الرماد وهانحن نعيش مخلفات عقود طويلة من المطالبات بالحقوق وماذا يحدث يتم اللعب على عامل التفريق والقوة والبطش والزمن وكانو ينجحون الاهذه المرة فلن يصلوا لمبتغاهم بالاستفراد بكل شيء فإننا نعيش بالقرن الحادي والعشرين

    • زائر 2 | 11:08 م

      #

      الحل يا صديقى بسيط ... الحل مفتاحه لدى الشعب ..

    • croroah | 10:53 م

      خرعتني أستاذ عقيل

      أول شي فهمت العنوان خطأ حل!!؟؟وبعد قراءة المقال عرفت أن الحكومة تريد من حل بمعنى وقع ولا تغيير
      بس أهل القرى يعرفون ما معنى حل وأنت منهم يا أستاذ عقيل

اقرأ ايضاً