العدد 4026 - السبت 14 سبتمبر 2013م الموافق 09 ذي القعدة 1434هـ

سوريا ترحب بالاتفاق حول الكيميائي وواشنطن تكرر التلويح بالضربة العسكرية

رحبت سوريا اليوم الاحد (15 سبتمبر/ أيلول 2013) بالاتفاق الاميركي-الروسي حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية الذي ابرم السبت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة معتبرة انه اتاح "تجنب الحرب"، في حين واصلت واشنطن التلويح بالضربة العسكرية في حال لم يلتزم النظام السوري تماما بكل تفاصيل الاتفاق.
كما رحبت الصين بالاتفاق اليوم الاحد معتبرة انه "سيخفف حدة التوتر"، في حين كررت المعارضة السورية التعبير عن استيائها من هذا الاتفاق مطالبة بان يشمل ايضا حظر استخدام القوات النظامية للنظام وصواريخه البالستية.
في القدس اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد، ان التهديد بشن عمل عسكري اميركي في سوريا يبقى "فعليا".
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس ان "التهديد بالقوة يبقى قائما، التهديد فعلي" مضيفا "نحن لا نثرثر حين يتعلق الامر بمشاكل دولية (...) "لا تخطئوا، لم نستبعد اي خيار".
الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اشاد في مقابلة بثت الاحد بما قام به نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتحمله مسؤولية دفع الرئيس السوري بشار الاسد الى تفكيك اسلحته الكيميائية.
وقال اوباما في مقابلة مع شبكة ايه بي سي نيوز سجلت الجمعة "اهنئه (بوتين) بانه تدخل (...) بوتين وانا لدينا خلافات كبيرة حول مجموعة من المشاكل. لكنني استطيع التحدث اليه. لقد عملنا معا على قضايا مهمة مثل العمليات ضد الارهاب".
كما راى نتانياهو ان تفكيك الترسانة الكيميائية السورية سيجعل المنطقة "اكثر امانا بكثير" مضيفا "يجب ان يواكب الدبلوماسية تهديد عسكري ذو صدقية ليكون لها فرصة للنجاح".
ورحبت سوريا الاحد بالاتفاق الاميركي-الروسي معتبرة انه اتاح "تجنب الحرب" وانه يشكل "انتصارا لسوريا"، كما قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر.
وقال الوزير في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية "نحن نرحب بهذا الاتفاق. فمن جهة انه يساعد السوريين على الخروج من الازمة ومن جهة ثانية اتاح تجنب الحرب ضد سوريا بعدما حرم هؤلاء الذين كانوا يريدون شنها من حجتهم".
وفي السياق نفسه اعتبر مسؤول سوري كبير الاحد ان هذا الاتفاق يرضي دمشق.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس "سوريا اعتبرت دائما ان الاتفاق الجيد هو اتفاق يمكن الجميع ان يكون راضيا عنه. هذه هي الحال مع اتفاق جنيف".
من جهتها طالبت المعارضة السورية التي عبرت عن استيائها بعد التوصل الى الاتفاق، المجتمع الدولي بتوسيع حظر استخدام ترسانة الاسلحة الكيميائية التابعة لنظام الرئيس بشار الاسد واتلافها، ليشمل منع استخدام القوة الجوية للنظام وصواريخه البالستية.
وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان الاحد انه "يصر (...) انه على حظر استخدام الاسلحة الكيميائية التي ادت الى خسائر في الارواح بأكثر من 1400 مدني سوري، ان يمتد الى حظر استخدام القوة الجوية والاسلحة البالستية ضد المراكز السكنية".
والاتفاق الذي اعلنه السبت وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف في جنيف يحدد جداول زمنية حيث يعطي دمشق مهلة اسبوع لتقديم لائحة باسلحتها الكيميائية على ان تتلف هذه الاسلحة بحلول نهاية الفصل الاول من العام 2014.
ونص الاتفاق على انه في حال لم تف السلطات السورية بالتزاماتها فسيتم استصدار قرار من الامم المتحدة يسمح باللجوء الى القوة ضد النظام السوري. لكن الغموض يبقى يلف هذه النقطة.
ورحبت عواصم اوروبية عدة بالاتفاق الذي نال الاحد دعم الصين حيث اعتبر وزير خارجيتها وانغ يي في بكين اثناء لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس انه "يسمح بفتح افق لتسوية ازمة سوريا بالسبل السلمية".
وقال وزير الخارجية الصيني "ان الصين ترحب بالاتفاق-الاطار الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة وروسيا"، مضيفا ان هذا الاتفاق "سيخفف التوتر في سوريا".
من جهته كرر فابيوس الذي وصل الى بكين صباح اليوم الاحد القول ان الاتفاق الاميركي الروسي بشأن تفكيك الترسانة الكيميائية السورية يشكل "تقدما كبيرا" الا انه يبقى "خطوة اولى".
وسيجتمع فابيوس مع نظيريه الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ الاثنين في باريس لبحث بنود الاتفاق الروسي الاميركي وكذلك شروط تنفيذه.

كما من المقرر ان يقوم الوزير الفرنسي الثلثاء بزيارة قصيرة الى موسكو للقاء نظيره الروسي.
وسيصدر خبراء الامم المتحدة الذين حققوا بشأن هجوم 21 اب/اغسطس الذي اوقع مئات القتلى تقريرهم الاثنين.

واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان هذا التقرير "سيخلص بشكل دامغ" الى استخدام اسلحة كيميائية في سوريا.
ولا يملك المحققون تفويضا بتحديد المسؤولين عن ذلك الهجوم الذي حمل الغربيون مسؤوليته لنظام دمشق.
وفي القاهرة رحب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الاحد بالاتفاق بشأن الاسلحة الكيميائية السورية داعيا الاطراف الى توفير الظروف لانجاح الاتفاق والمضي في التسوية السياسية.
وقال العربي في بيان انه "يرحب بالاتفاق الاميركي-الروسي كخطوة تيسر التحرك نحو الاتفاق على التسوية السياسية"
كما رحبت ايران الاحد بانضمام سوريا الى الاتفاقية حول الاسلحة الكيميائية، طالبة ان تنضم اسرائيل الى الاتفاقية نفسها، كما اوردت وكالة فارس للانباء.
واعلنت مرضية افخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية ان "ايران ترحب بانضمام سوريا الى الاتفاقية حول الاسلحة الكيميائية"، معتبرة من جهة اخرى ان "من المثير للقلق ان يبقى النظام الصهيوني الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي لا ينتمي الى اي اتفاقية حول اسلحة الدمار الشامل".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً