العدد 4028 - الإثنين 16 سبتمبر 2013م الموافق 11 ذي القعدة 1434هـ

رحلة مجانية للموت

مريم أبو إدريس comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يبدو الطريق لمجمع السلمانية الطبي طريقاً مختصراً للموت بعد أن كان مكاناً تقصده الناس طلباً للحياة. الموت المجاني الذي يحصده المواطن يأتي جزءاً من مجانية العلاج الذي تقره الدولة.

بين فاطمة التي قضت بسبب خطأ طبي لا مسئول، ومحمد الذي رحل في ظروف غامضة ولامبالاة لخطورة وضعه الصحي، هناك عشرات المواطنين الشباب من مرضى السكلر، الذين توفوا بسبب بيروقراطية وبروتوكولات العلاج المتبعة في وزارة الصحة، ولجان التحقيق التي تُشكَّل لذر الرماد في العيون غالباً لا تُحمِّل أحداً الخطأ، في استهتارٍ فاقع واستهانةٍ فادحة بقيمة الحياة.

التعيينات لرؤساء الأقسام في وزارة الصحة لا تأتي عن كفاءة بالضرورة، بل لاعتبارات أخرى أبعد ما تكون عن ذلك، وهي جزء من مشكلة تردّي الخدمات الصحية خصوصاً في مستشفى السلمانية الطبي. الوكلاء غارقون في إصدار قرارات تُقيّد صلاحيات الطبيب وتزيد من معاناة المريض، متجاوزين فردية الحالات واختلافها. لقد حوّلت القرارات القراقوشية الطبيب إلى موظف إداري يتبع وينفذ ما هو مطلوب دون مراعاة لحالة المريض، فبين دوره الإنساني وإرهاب تهديد المسئولين، يختار الطبيب مجبراً تنفيذ المطلوب وإن كان ضد مصلحة المريض.

يا وزير الصحة... الأموات ليسوا بحاجةٍ للجان تحقيق لأنها ببساطة لا تعيدهم إلى الحياة، لكنهم بحاجةٍ ليضمنوا أن موتهم قد يجبر المسئولين على تنفيذ مواد الدستور الذي يُقر للمواطن حقه في العلاج، على ألا يكون ذلك طريقه المختصر للموت. عليكم غربلة الوزارة إن كنتم من المصلحين، وإبعاد الانتهازيين ومحبّي السلطة وأصحاب الرؤية الضيّقة للأمور، وتعيين المخلصين وأصحاب الكفاءة ومن تشهد لهم المواقف بحسن تدبير الأمور.

لقد عانى المواطن ما يكفي من الضرر، ولم يحصد من تعيين عديمي المسئولية رؤساء للأقسام المختلفة، وتوظيف الأطباء الأجانب إلا مزيداً من العذاب والألم، ومزيداً من تردي الخدمات الطبية. أوقفوا تدخل الأيدي العابثة وافتحوا الأبواب واسعةً لكل طبيب وطني يريد أن يتخصّص ويتطوّر. لا يجوز أن يحضر الأجانب المؤتمرات الطبية فيما الطبيب المواطن يراقب فقط. غداً سيبقى المواطن ويرحل الأجنبي إلى بلدٍ آخر يُقدّم له عرضاً أفضل وسيكون الوطن هو الخاسر الأكبر في هذه المهزلة الممارسة وسط دهاليز وزارة الصحة.

يا سعادة الوزير... لقد جئت في وقتٍ حرج، عانت فيه الوزارة ما عانت من إقصاء وتهميش وإبعاد للكفاءات لأسباب سياسية أو طائفية، ويبقى أمامكم خياران، إما أن تكون مؤثراً فتصلح ما أفسدته الأحداث، وإما أن تكون عابر سبيل في هذه الوزارة الثقيلة وما أكثر المدمرين وعابري السبيل في هذه الوزارة.

إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"

العدد 4028 - الإثنين 16 سبتمبر 2013م الموافق 11 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:03 ص

      أصبت

      أصبت ووضعت يدك على الحقيقة فبوركت أيتها المواطنة الشريفة

    • زائر 9 | 12:23 م

      لا يضن جحا أن الأخلاق المهنية قد طالها التلوث

      ما يحدث في الوزارات ومنها الصحة والتعليم والتربية وبقية الوزارات المخصصه أو المخصخصة حسب شروط عولمة ومناطق تجارة عالمية حرة. فيقال لا ضرر ولا ضرار – يعني لا يضر الناس ولا يضر المجتمع ولا يضر البيئة ولا يضر الطبيعه. اليوم ويش سووه ما ضر؟ إذا التجنيس ما نفع وردم البحر ما نفع ومسيلات دموع وكأن البحارنه ما يبكون على الحسين وناقصين يعني دموع؟ ويش تجار أو فجار أو مفجرات عالمية حره؟

    • زائر 8 | 9:08 ص

      من أسرار الحروب الكيميا - بيولوجيا

      ليس بسر أن حرب الإبادة التي شنها البعض على أهل البحرين ومنها مسيلات الدموع البيلوجي– كيماوي والمحرم دوليا قد ظهرت أثاره اليوم على العديد من الحالات. فمنها الوفيات بين الأطفال والشيوخ والنساء الحوامل. كما أن الجراثيم التي ظهرت في بعض الفحوصات المخبرية تخبر عن هذه الحرب الجرثوميه – البايلوجيه أو الكيميا – بيلوجيه.

    • زائر 7 | 6:31 ص

      كلام جميل

      كلام سليم وجميل استاذة مريم

    • زائر 4 | 2:52 ص

      وزارة المرض

      الوزارة تعيسة جدا والواحد صار يخاف على روحه يروح السلمانية

    • زائر 3 | 2:41 ص

      (ولا ينبئك مثل خبير) صدق الله العلي العظيم طرد الخبراء المخلصين هذه نتيجته

      من المؤكد ان هذه الحالات وغيرها ستحصل ويدفع ضريبتها الشعب وبالطبع الحكومة لا يهمها من يدفع ثمن طرد الخبرات طالما حققت ما تريد بسجن من تريد. كان يوجد اطباء مخلصين مواطنين شرفاء لهم جرم واحد انهم اسعفوا بني جلدتهم وقاموا بتطبيبهم فإذا هم في قفص الاتهام مجرمون لماذا لم يمتنعوا عن اسعاف الجرحى وليتركوهم يموتوا ؟

    • زائر 6 زائر 3 | 6:07 ص

      الموت من زمان على ايام الخبراء

      ولكن الفرق انه الان اصبحت القصص تسمع لم توقف الخبرات الموت لانهم كانو موجودين ولكن لا يوجد لديهم الوقت

    • زائر 2 | 2:32 ص

      قبل 3 سنوات توفي 4 في يوم واحد

      جميعهم ماتو تحت مسمى السكلر قتلو باسم السملر ما تفصل بين او قات موتهم الا دقائق جميعهم ادخلو السلمانيه يمشون على اقدامهم يشكون من ارتفاع في الخرارة وكحه كلهم بعد اهمالهم بايام قررو اعكائهم ابرة لتسكتهم للابد لتفجع اهلهم بهم للابد اين انتي حمعيه السكلر يامن رددتي بانك لن تسكتي حتى تاخذي حقهم اين المسائله اين التحقيق لن اطلب من احد شي غير ربي ربي اسالك ام تذيقهم ما ذقناة ربي انته حسبي ربي حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله وهعم الوكيل

    • زائر 1 | 1:57 ص

      بورك قلمك

      اصبت كبد الحقيقة يا أستاذة بورك قلمك

اقرأ ايضاً