العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ

وقف طاحونة «الإشاعات» الليبية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

يتردد على المشهد الليبي حديثاً عن طريق المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً الإعلام التقليدي الكثير من «الإشاعات» والأخبار الكاذبة.

ومن آخر الإشاعات أنه سيتم إغلاق مصافي النفط في المدن الليبية، مما أدى إلى إزدحام هائل أمام محطات الوقود، وتأخير المواطنين عن أعمالهم. وبعد ذلك صرح وزير النفط بإن هذا الخبر كاذب ولا أساس له من الصحة.

ومن الطبيعي أن مثل هذه الإشاعات تؤدي إلى إطلاق الاتهامات وزعزعة الأمن في ليبيا، إضافة إلى تعميق الانقسامات القائمة بين هؤلاء الذين ساندوا حكومة معمر القذافي، وأولئك الذين دعموا الثورة. ولمجابهة هذه الإشاعات، فقد أطلقت الحكومة الليبية (إشاعة)، وهي مبادرة على الإنترنت لتبديد الإشاعات التي تهدد بزعزة استقرار البلد. ومع أن هذه المبادرة غير كافية لحلّ كافة المشاكل بحدّ ذاتها، إلا أنها خطوة في الاتجاه الصحيح.

فقبل 10 أشهر، انطلقت شائعات كثيرة عندما أعلنت الحكومة الليبية اعتقال موسى إبراهيم، الناطق الرسمي السابق باسم معمر القذافي، ثم عادت واعتذرت عن ذلك. وقد أدى الارتباك الذي أحاط بهذه القضية في صفوف الحكومة والمعلومات المغلوطة التي تبعت ذلك إلى صراع دامٍ في بني وليد، وهي منطقة تقع في شمال غرب ليبيا انتظمت فيها الاشتباكات بين مؤيدي القذافي والناشطين ضده.

ويعتقد الكثيرون أن ليبيا هي ضحية عمل مدروس ومخطط له، هدفه إيقاع التصادم بين السياسيين الليبيين ونشر الرعب بين المواطنين من خلال الإشاعات، ويعتقد آخرون بأن النظام السابق هو وراء هذه المؤامرة.

والمشكلة أنه يبدو أن معظم هذه الإشاعات يصدر عن جهات رسمية، مثل القنوات الإخبارية الرسمية ومواقع الإنترنت الحكومية، حيث يقع بعض الإعلاميين والصحافيين في فخ تكرار تلك المعلومات دون التحقق من حقيقتها.

وأطلق مكتب الإعلام والاتصالات لرئيس الوزراء مبادرة (إشاعة) لمكافحة الشائعات عبر «الفيسبوك» https://www.facebook.com/LibyanGovernment و«التويتر».

ومنذ إطلاق هذه المبادرة، نفت الصفحة شائعات مثل رفض السفارات الأوروبية إصدار تأشيرات شينجن، وقصف مواقع تنظيم القاعدة في شرق ليبيا. ومع أنه ما زال مبكراً القول إن هذه المبادرة ستمنع أعمال التصادم والصراع، إلا أنها مبادرة إيجابية وبدأت تنتشر من خلال أدوات الإعلام المجتمعي.

ولسوء الحظ، فإن الكثير من الليبيين ما زالوا لا يعرفون عن مبادة (إشاعة)؛ لذلك يتوجب على الحكومة عمل المزيد لنشرها، كاستخدام قنوات ووسائل الإعلام التقليدي لإعلام الجمهور، وعلى المدى البعيد، فإن هذه المبادرة لتكذيب الإشاعات لا تكفي.

فيتوجب على وسائل الإعلام لعب دورها وتحسين أدائها، والإسراع في نشر الخبر، مع التأكد من صحته، وزيادة عدد نشرات الأخبار، والتجاوب مع الأحداث بشكل أسرع، وتوفير وجهات نظر من مجموعات مختلفة وتغطية جميع زوايا الحدث.

كما يمكن للصحافيين الاستفادة من توفير الإمكانات والأدوات في عملية مكافحة الإشاعات والأخبار الخاطئة والتحقق من الأحداث؛ فوجود كادر من الصحافيين والإعلاميين المهنيين محل ثقة وذوي خبرة سيساعد الإعلام الليبي على تبني دوره بشكل كامل كسلطة رابعة في ليبيا، فعملية تطوير القنوات الوطنية هو أمر مهم وسيرفع من صورة ودور الإعلام في البلد.

كما يتوجب على الحكومة العمل على زيادة سرعة تجاوبها وعددها؛ فبثّ نشرة أخبار واحدة طوال اليوم ليس كافياً. ويتوجب على المكاتب الحكومية إرسال الأخبار إلى وسائل الإعلام التي بدورها ستتحدث عن هذه القضايا أمام الجمهور، فيتم إيجاد الثقة بمصداقية الأخبار والمتحدثين الرسميين.

إن دعم قطاع الإعلام هو الشق الحاسم من عملية الانتقال إلى الديمقراطية في ليبيا؛ فمبادرة (إشاعة)هي بداية جيدة، إلا أنه يتوجب على القنوات الإعلامية والحكومة لعب أدوارها المهمة أيضاً.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 4030 - الأربعاء 18 سبتمبر 2013م الموافق 13 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً