العدد 4036 - الثلثاء 24 سبتمبر 2013م الموافق 19 ذي القعدة 1434هـ

الهروب من الواقع

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أنهت لجنة التفتيش التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم زيارة دامت أسبوعا للبحرين كشفت فيه اللثام عن الكثير من الأمور والنقاط ذات الصلة بتطبيق مشروع الاحتراف الكروي الذي بدأه الاتحاد منذ سنوات، والذي يسعى لتنفيذه على كل الدول الأعضاء، بما فيها البحرين، غير أن الزيارة كشفت مزيداً من التعقيدات التي توضع على عاتق المسئولين في الاتحاد الكروي خاصة والرياضة ككل، الراغبين في دخول عالم الاحتراف من بابه الضيق.

لا أتكلم فقط عن دوري للمحترفين، وإنما عن رياضة ومسابقات محلية محترفة، إذ إن لدوريات المحترفين الكثير من المعاني التي يجب أن نطبقها، أو على أقل التقادير أن نخطو لتطبيق بعض متطلباتها التي قد تخفى على جميع الاتحادات الوطنية أصحاب الألعاب الجماعية بالذات، وبالتالي ربما يجب علينا ألا ندعو لأكثر ممَّا نملك من أن نكّون دورياً للمحترفين وسط الظروف الصعبة التي نعاني منها أصلا، وإنما فقط تعديل دورياتنا بمختلف الألعاب بالعمل على جلب الإثارة والمتعة فيها حتى وإن كانت خارج مسمى «دوري أو مسابقات محترفين».

ناديان وملعبان فقط في البحرين مؤهلان لدوري المحترفين، العنوان العريض لهذه الزيارة، التي كشفت فوارق كبيرة بيننا وبين المحترفين، ما يجعل من الصعوبة بمكان التفكير أساسا في التخطيط لمثل هذه النقلة النوعية، فالكثير من الأمور تجعل من دورياتنا دوريات هواة ليس إلا، منها عدم التنظيم الجيد للمباريات، ومنها عدم القدرة على أخذ النظام الأصلح للدوري، إضافة إلى كثرة التأجيلات ووضع الجداول التي أمست وكأنها رسالة يومية تبعث للأندية وللملاحق الرياضية، ولا ننسى التنسيق الواجب بين الاتحادات والغائب تماما بين اتحاداتنا المكرمة، ولا ننسى الدور التلفزيوني المطلوب من قبل الدولة في نقل أبرز الفعاليات وإيجاد سلسلة متكاملة من الأمور المطلوبة بنجاح أي دوري في العالم وليس فقط في البحرين.

مع انطلاق دوري الدرجة الأولى قبل أيام، يتطلب من الاتحاد إنْ رغب في تخطي واحدة من العقبات المهمة للدخول في دوريات المحترفين، أن يعمل على وضع خطة متكاملة لإنجاح الموسم الجديد، من دون أن تحدث فيها الهزات المتكررة والتي تحدث في كل موسم من تأجيل أو تقديم أو تغيير المباريات وملاعبها وغيرها من الأمور، وهذا المتوقع طبعا، ووضع حل -اعتقده مستحيلا- للمدرجات الخالية للملاعب، لندخل بعدها في التفكير بالدخول لعالم الاحتراف.

ولعل الأسئلة الكثيرة التي تتناقل هنا وهناك والمعايير التي يضعها الاتحاد الآسيوي على تطبيقه لدوريات المحترفين، أجبرت المسئولين على السكوت والتفكير من جديد في طريقة للحلم الذي يتمنون تنفيذه، أو ربما في طريقة للهروب من الواقع الذي تعيشه البحرين، وأبرز ما يؤكد ذلك التصريح بأن الكرة حالياً في ملعب الأندية الراغبة في المشاركة في دوري الأبطال، وهي الغير قادرة أساسا على تسيير أمورها للمسابقات المحلية فكيف بها للقارية، والحقيقة هنا تؤكد أننا غير قادرين على الدخول في مملكة الاحتراف، لأن رياضتنا تحتاج للتصحيح والعمل من الأساس، لنتمكن بعدها من التفكير بالدخول لغمار الاحتراف.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 4036 - الثلثاء 24 سبتمبر 2013م الموافق 19 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً